همتك نعدل الكفة
838   مشاهدة  

مالم يذكره عمرو دياب في حواره القصير مع عمرو أديب

عمرو دياب
  • ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



عادة أصيلة في التعامل مع أي تريند، تذهب السكرة وتأتي الفكرة، في الأيام الماضية احتل الموسيقار هاني شنودة تريندات مواقع التواصل الإجتماعي بعد تكريمه من قبل هيئة الترفيه في حفل أطلق عليه “ذكريات هاني شنودة”، ظل التريند يدور في فلك التعريف بهاني شنودة المظلوم  داخل بلده التي كان أولى بها أن تكرمه بدلًا من أي بلد أخرى،وما بين الثناء على فكرة التكريم نفسها، سرعان ما انتهى التريند لينطلق تريندًا آخر عن النجم الأكبر في سوق البوب العربي عمرو دياب الذي شارك في حفل التكريم بل وكان نجمًا للحفل أكثر من شنودة نفسه.

تحول التريند من الحديث عن أهمية هاني شنودة إلى الحديث عن عمرو دياب نفسه والتحولات التي شهدت مسيرته بداية من انطلاقه عبر موسيقى شنودة، وانتشر مقطع من الحفل لأغنية الزمن جرى مقارنتها بأول ظهور لعمرو وتبدل الحديث عن  وجهه الذي لا يشيخ إلي عمرو الذي لم يتغير صوته ابدًا.

لم يقتصر الأمر على ذلك حيث أدلى عمرو بحوار قصير مع الإعلامي عمرو أديب عبر فضائية أم بي سي متحدثًا عن هاني شنودة ولقائه الأول به في بورسعيد والدور الذي لعبه شنودة في تقديم عمرو إلى ساحة الغناء، و تعامل البعض مع الأمر وكأن أهمية شنودة الفنية تنبع من كونه هو من قدم عمرو دياب إلى الساحة وليس لأن شنودة هو قائد ثورة الأغنية البديلة والأب الروحي لأغنية البوب الحديثة في مصر.

YouTube player

قد لا يعرف الكثيرين أن عمرو لم يكن نصب عينه الذهاب إلي شنودة تحديدًا عمرو كان يبحث عن أي فرصة مع أي فنان ولعبت الصدفة في تواجد شنودة في مدينته بورسعيد فذهب إليه وهذا حق مشروع جدًا بل ومطلوب من أي موهبة صاعدة أن تعافر حتى تقتنص أي فرصة، لكن تم التعامل مع الموقف وكأن هاني كان يقرأ الطالع بأن عمرو سوف يصبح نجمًا دون الالتفات أن عمرو نفسه قال أن شنودة قام بتوجيهه إلى الطريق السليم الذي يجب أن يسلكه بدراسة الموسيقى والتخلي عن لهجته البورسعيدية حتى يلقى قبولًا ثم قدمه في أغنيات مسلسل ثم في أربع أغنيات فقط في ألبوم عمرو الأول “ياطريق” وترك شنودة مهمة توزيع الموسيقى إلى عزيز الناصر نظرًا لانشغاله مع فرقة المصريين وفي وضع الموسيقى التصويرية لبعض الأفلام.

YouTube player

ما لم يقله أحد ولن يقال على الأحرى أن عمرو ذهب إلي يحيي خليل أيضًا لكن يحيى كان يرى أنه يمتلك صوت بلاستيكي لا يصلح للغناء بل وزايد عليه بأنه لن يحرز أي نجاح يذكر وطلب عمرو وساطة نصيف قزمان صاحب شركة صوت الدلتا التي كانت ترعى عمرو للتواصل مع يحيى خليل الذي رفض مرة أخرى حتى ظن قزمان أن الرفض نابعًا من أسباب شخصية وليست فنية، وهذا يوضح الفارق الكبير بين شنودة وبين يحيى خليل الذي يمتلك شعبية لا يمتلك ربعها شنودة.

تنبع أهمية هذا الحوار القصير أن عمرو لا يتحدث إلى الإعلام مطلقًا، لكنه كشف عن أن عمرو يدرك ما يفعله تمامًا الآن من موسيقى استهلاكية مسلوقة على عكس ما يروج له انصاره، وأنه فهم اللعبة مبكرًا وفهم أنه لن يستطيع مجاراة جيل الوسط وجيل الفرق الموسيقية التي لم تكن تغازل سوق الغناء التجاري، وأن جانبه التوفيق في وصف نمط موسيقى هاني شنودة التي كانت تسير في اتجاه التجديد والتطوير وفي نفس الوقت نجحت جماهيريًا مثلما ذكر عن تجاربه مع عدوية أو منير أو مع فرقة المصريين.

وأن جيل الأغنية الشبابية كان يبحث عن ثورته الخاصة بعيدًا عن ثورة جيل الوسط حتى أتت الفرصة في عام 1988 بعد النجاح الجماهيري الضخم الذي حققه دياب في ميال وعلى حميدة في لولاكي حيث كان بداية انطلاق الموجة الجديدة من الغناء التي عرفت بالأغنية الشبابية التي سادت مشهد الغناء المصري في التسعينات حتى الآن.

في النهاية رغم أن ما قاله عمرو جيدًا في محتواه وينم عن ذكاء شديد في تحويل التريند من الحديث عن هاني للحديث عن تجربته الشخصية، إلا أن خلف الستار هناك أشياء لن تذكر ، بداية من موافقته على الحوار القصير في قناة يرعاها رئيس هيئة الترفيه ومع مذيعه الملاكي وأن الكل يعلم أنه لولا مكالمة رئيس هيئة الترفيه لم يكن سيقبل دياب بالظهور مع مطربين في حفل واحد حتى لو هاتفه هاني شنودة نفسه، وأنا أعلم جيدًا أنه لا يوجد تواصل من أي نوع بينهما بل وتهرب شنودة من الإجابة على السؤال الذي طرحه عليه الإعلامي عمرو الليثي في مقابلة سابقة عن التواصل مع عمرو دياب لأنه شخصية دمثة الخلق تحترم نفسها جدًا ومتصالح مع ذاته جدًا ولا يقبل أن يظهر بصورة الشاكي الباكي من جحود الاخرين.

إقرأ أيضا
مي كساب

حفل ذكريات هاني شنودة .. جلاكتيكوس هيئة الترفيه

الكاتب

  • عمرو دياب محمد عطية

    ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان