همتك نعدل الكفة
563   مشاهدة  

متى نتخلص من “سخافة” القيمة والقامة ونتعامل مع الأشياء بتجرد!

القيمة والقامة


أشعر وكأنني أصاب بحالة من التآكل في جسدي بمجرد أن يلتصق مصطلح (قيمة وقامة) بأي شخص قبل الحديث عنه، أو حتى في ذروة مدحه أو انتقاده، وفي الواقع يتوقف عقلي للحظات هل هذا الوصف مازال صالح للاستخدام اليوم بعد أن عرّفنا التاريخ أن عدد لا يستهان به ممن كنا نعتبرهم من أصحاب القيمة والقامة، كانوا في واقع الأمر مدعين وأفاقين بل وجهلاء في بعض الأحيان!

القيمة والقامة والحكم على تصرفات الغير

كلنا شاهدنا صورة الشيخ خالد الجندي بعد أن خلع الملابس الأزهرية والبدلة وظهر في (لوك) جديد، في واقع الأمر لم ارى أن أمر كهذا كان يحتاج كل هذا الجدل والسخرية، فأولاً وأخيراً كلنا أحرار فيما نرتدي، ولكني بالأمس ظهرت لي أحد التعليقات على صورة خالد الجندي جعلتني حقاً اضرب بكفي على الأخر من الحيرة في كيف يفكر بعض المصريون!! حيث علق شاب عشريني على الصورة “إزاي تسمح لنفسك تلبس كده وانت قيمة وقامة” ومع كامل الاحترام للشيخ خالد ولكاتب التعليق، تذكرت فيديو خبيرة الأبراج وتفسير الأحلام المغمورة في إحدى البرامج المغمورة أيضاً قبل أن تضرب الضيفة الأخرى “بالشبشب” وتتحدث عن نفسها بفخر غريب “أنا قيمة وقامة”.

لماذا رحل وحيد حامد وهو أسعد منا جميعًا؟

في واقع الأمر علينا أن نتوقف عن هذا الوصف السخيف “قيمة وقامة” لأنه في واقع الأمر يضر قائلهٌ وكذلك الموصوف به، لم ولن يكن أي شخص قيمة وقامة غير مقبول أن يخطئ أو يخفق، ألم نرهق من صنع الأصنام! وكلامي هنا لا يقلل بأي شكل من الشيوخ أو العلماء أو الفنانين أو أي شخص يلصق البعض به هذه الصفات، ولكن كفى “أفورة” فهذا الوصف يصنع منا نحن مجموعة من الأفاقين الكاذبين، فقد وصل هوس هذا المصطلح عند البعض لصنع قديسين من بشر خطاؤن، فهناك مثلاً من يكفرك لأنك انتقدت موقف للشيخ الشعراوي أو البابا شنوده أو غيرهم من رجال الدين، وكذلك لم يجرؤ أحد حتى الآن أن يخرج في برنامج على الهواء ليتحدث عن مساوى أم كلثوم او عبد الحليم حافظ لأنهم “قيمة وقامة” وفي عالم السياسة على سبيل المثال يرفض أعضاء حزب الوفد حتى اليوم الحديث عن إدمان الزعيم سعد زغلول على القمار رغم أنه هو نفسه من كتب ذلك واعترف به في مذكراته!!

الجنس وشقق مفروشة … المجلات الجنسية على الأرصفة العربية

إقرأ أيضا
خطورة المكملات الغذائية

حقاً أمركم عجيب أيها المصريين- بصوت عباس أبو الحسن- تصنعون الألهه وتجردون البشر من طبيعتهم الخطاءة لتخرجوا علينا بعد ذلك رافضين الرموز والتابوهات الأخرى التي لم تتوافق مع أفكاركم، فنفس الشخص الذي يجرم الحديث عن خطط أم كلثوم الخبيثة، تجده ينتقد بشدة اعتبار تحية كاريوكا قيمة وقامة! وكذلك من يقدس سعد زغلول يرفض تقديش الشيخ الشعراوي! أعتقد أنه علينا أن ننفض هذه الموروثات “السخيفة” برمتها ونتعامل مع البشر بطبيعتهم البشرية فقط نحترمهم في الإنجازات وكذلك نتعامل مع اخطائهم على أنهم مجرد أشخاص عاديون غير مقدسين.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
3
أحزنني
0
أعجبني
6
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان