مجزرة رغيف الخبز .. نزيف الدم الفلسطيني لا يتوقف
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
مجزرة جديدة تُضاف إلى سجل مجازر جيش دولة الاحتلال الصهوينية، حين قرروا فتح النار على فلسطينيين كانوا قد هرعوا حول مساعدات غذائية في القطاع أثناء حرب التجويع التي تمارسها الآلة الصهيونية عليهم، وكتبت “فرانس 24 ” تقريرًا مهمًا باللغة الإنجليزية، سردت فيه أن أطلقت القوات الإسرائيلية النار في قطاع غزة الخميس على فلسطينيين كانوا يتدافعون للحصول على مساعدات غذائية ، وقالت وزارة الصحة في القطاع ، إن أكثر من 100 شخص قتلوا.
وأدانت وزارة الصحة الفلسطينية ما وصفته بـ”المجزرة” التي وقعت في مدينة غزة والتي راح ضحيتها 112 شخصا وأصيب أكثر من 750 آخرين، ويضاف هذا الحادث إلى حصيلة القتلى الفلسطينيين في الحرب التي قالت الوزارة إنها تجاوزت 30 ألفا ويحبط الآمال في التوصل إلى اتفاق حقيقي بين إسرائيل المقاومة الفلسطينية في غضون أيام قليلة، وتضاربت التقارير حول ما حدث بالضبط في الساعات التي سبقت الفجر.
وقال شاهد في مدينة غزة، رفض ذكر اسمه لأسباب تتعلق بالسلامة، إن أعمال العنف بدأت عندما اندفع آلاف الأشخاص نحو شاحنات المساعدات عند دوار النابلسي بغرب المدينة، وقام الجنود بإطلاق النار على الحشد.، وأضاف إنه عندما أصبح الحشد أكبر من اللازم، حاولت القافلة التراجع و”أدى الحادث المؤسف إلى مقتل وإصابة العشرات من سكان غزة”، وأظهرت صور جوية نشرها الجيش الإسرائيلي ما قال إنهم عشرات الأشخاص يحيطون بشاحنات المساعدات في مدينة غزة، وقال علي عوض أشقر، الذي قال إنه ذهب لإحضار بعض الطعام لعائلته التي تتضور جوعا، لوكالة فرانس برس إنه كان ينتظر ساعتين عندما بدأت الشاحنات في الوصول، وأضاف أنه “فور وصولهم، أطلق جيش الاحتلال قذائف المدفعية والأسلحة النارية”، ونفى هاجاري في وقت لاحق أن تكون القوات الإسرائيلية قد نفذت أي قصف أو غارات في ذلك الوقت.
“يوم آخر من الجحيم”
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن واشنطن تتحقق من “روايتين متنافستين” للحادث، بينما قال متحدث باسم وزارة الخارجية إن الولايات المتحدة كانت على اتصال بإسرائيل و”تضغط للحصول على إجابات” بشأن ما حدث، وقال بايدن إن الحادث من شأنه أن يعقد جهود التوسط في هدنة، واعترف لاحقًا بأنه من غير المرجح أن يتم التوصل إلى أي اتفاق بحلول يوم الاثنين، وهو الجدول الزمني الذي توقعه في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن “أشد إدانته”، فيما وصف وزير الخارجية الإسباني الأحداث بأنها “غير مقبولة”، كما أدان مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل “المذبحة”، وسبق أن حدثت عمليات نهب لشاحنات المساعدات في شمال غزة، حيث لجأ السكان اليائسون إلى تناول علف الحيوانات وحتى أوراق الشجر لدرء المجاعة، وقال رئيس وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين، الأونروا، إنه لم تشارك أي وكالة تابعة للأمم المتحدة في تسليم المساعدات يوم الخميس، ووصف الحادث بأنه “يوم آخر من الجحيم”.
آمال ضعيفة للهدنة
وتظهر الأرقام الإسرائيلية أن الحرب بدأت في 7 أكتوبر ، مما أسفر عن مقتل حوالي 1160 شخصا، ، واحتجز المسلحون أيضا نحو 250 رهينة، لا يزال 130 منهم في غزة، من بينهم 31 تقول إسرائيل إنهم ماتوا، وأدت الحملة العسكرية الانتقامية الإسرائيلية إلى مقتل 30035 شخصًا، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن 242 جنديا قتلوا في غزة منذ بدء العمليات البرية في أواخر أكتوبر، وتضغط واشنطن، الحليف الرئيسي لإسرائيل، من أجل خفض الضحايا المدنيين ووقف إطلاق النار، وتعمل مع وسطاء مصر وقطر للتوصل إلى هدنة مدتها ستة أسابيع في الحرب، وكان المفاوضون يأملون في أن تبدأ الهدنة بحلول شهر رمضان المبارك، حوالي 10 أو 11 مارس حسب التقويم القمري.
وبحسب ما ورد تتضمن المقترحات إطلاق سراح بعض الرهائن الإسرائيليين الذين يحتجزهم المسلحون في غزة مقابل إطلاق سراح مئات الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، وباستثناء الانسحاب الإسرائيلي الكامل الذي دعت إليه المقاومة الفلسطينية، قال مصدر من الحركة إن الاتفاق قد يؤدي إلى مغادرة القوات “المدن والمناطق المأهولة بالسكان”، مما يسمح بعودة بعض النازحين الفلسطينيين والإغاثة الإنسانية.
مخاوف من المجاعة
وقال برنامج الغذاء العالمي إن إسرائيل منعت وصول شحنات المساعدات – وهو ما نفاه المسؤولون الإسرائيليون – وحذر من أنه إذا لم يتغير شيء، فإن “المجاعة وشيكة في شمال غزة”، ومع استمرار القتال في غزة، كان محمد ياسين، 35 عاماً، يكافح من أجل العثور على الدقيق في الزيتون، وقال: “لم نأكل رغيف خبز منذ شهرين”. “أطفالنا يتضورون جوعا.”، ويتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضغوط متزايدة لإعادة الرهائن المتبقين إلى وطنهم، بدأت مجموعة من 150 إسرائيليا مسيرة تستمر أربعة أيام من ريم، بالقرب من حدود غزة، إلى القدس، مطالبين الحكومة بالتوصل إلى اتفاق، وتصاعدت أعمال العنف أيضا في الضفة الغربية المحتلة حيث قتل إسرائيليان يوم الخميس.
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال