مجلة حرف ..جرأة في تناول الموضوعات وخطوة مهمة نحو صحافة جادة
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
إن أعظم ما تملكه مصر هو هويتها الثقافية وقواها الناعمة، فالهوية المصرية هي ذلك الخليط المتجانس من معارف وعادات وتقاليد، ولغة منغمة مميزة، هوية مصر في فنها في صورتها التي تبدو عبثية في بعض الأحيان لكنها محببه، وقد يكون هذا هو السر!، هوية مصر في ذلك التناقض الصارخ الملون بلون الرضا وخفة الظل.
هوية مصر وثقافتها وقوتها الناعمة هي سلاحها الأهم في مواجهة تغيرات المنطقة، لكننا في مصر قد فقدنا هذه الهوية وتراجعت القوى الناعمة حتى بدت تتلاشى، لكن الشخصية المصرية حينما أحست بالخطر، وظهرت قوى إقليمية أخرى تسحب هذا البساط التي تميزت به مصر على مدار تاريخها انتفضت تلك الشخصية الغيورة وعادت مرة أخرى على الساحة لتقديم أعمال ثقافية وفنية مميزة ، القوى الناعمة تحبو نحو شيء مميز وأتمنى أن لا تعود أو تتراجع.
ولأننا نؤمن أن جميعنا يعمل من أجل هذا الوطن خاصة في بلاط صاحبة الجلالة، كان لزامًا وواجبًا علينا أن نشير إلى هذا الإبداع التي أصدرته مؤسسة ” الدستور” برئاسة الدكتور “محمد الباز”، فقد أصدرت ” حرف “؛ وهي مجلة إلكترونية متخصصة في عالم الثقافة على اختلاف ألوانها ومضامينها، وقد لفت نظري في كلمة رئيس تحرير المجلة ” الباز ” قوله: لقد أخذنا مـن الـثقافة سبيا إلى الوصـول إليكم”.
وبعد قراءة العدد الأول والثاني يمكن القول أن المجلة تميزت بالجرأة لا سيما في تناول موضوعات محل جدل، أو تسليط الضوء على شخصيات أثرت الذوق الفني الشعبي ولم تنل حظًا، فقد فجاءنا القائمون على العدد الأول الصادر في العاشر من يناير / كانون الثاني 2024م، بوضع شخصيات أثرت الذوق العام الشعبي ولم تنل نصيبًا ومنهم الشيخ ياسين التهامي المداح الأعظم وحكمدار الأغنية الشعبية عبد الباسط حمودة رغم تباعد الفنين والشخصيتين إلى حد بعيد لكن هذا التنوع سمة أساسية في ” حرف”.
كما سلطت” حرف” سلطت الضوء على الفنان الشاب “طه دسوقي” خاصة، وأنه يمتلك موهبة من نوع خاص، ظهرت في مسلسله الأخير “حالة خاصة” فدعم مثل تلك المواهب الشابة التي بدأت من خشبة مسرح الجامعة هو ما يعين الوسط الفني على النهوض ونفض غبار الوساطة والمحسوبية المبتلى بها منذ فترة .
وبين الحنين إلى الماضي وكتاباته وكُتابه وبين قضايا الحاضر كانت صفحات ” حرف” فنرى لغز مذكرات نجيب محفوظ، وحكايات أكبر سرقة شعرية في حياة أحمد فؤاد نجم، ثم نرى موضوعات تهم الشارع الثقافي والفني والجمالي ومواكبة لما يحدث، وهو ما استمر تقديمه للعدد الثاني الصادر يوم الأربعاء 17 كانون الثاني / يناير 2024 حيث نرى موضوعات مميزة وجريئة وقد تثير جدلًا ـ لكنه صحي ـ وتتخذها موضوعًا رئيسًا للعدد مثل موضوع ” العارفات بالله ” ، و الحديث عن كريمان حمزة أول مفسرة للقرآن.
وفي العدد الأول والثاني كان هناك جانبًا لطيفًا عن الشعر والشعراء، وكان محببًا للنفس أن نرى اسم الشاعر ” ابن النبيه المصري” فشاعر الطريقة الغرامية وهي طريقة مصرية خالصة في كتابة الشعر، وكان من شعراء العصر الأيوبي البليغ المحير، ووجود مثل تلك الشخصية على صفحات العدد الثاني إنما يوحي بمدى إدراك أسرة التحرير ووعيهم بما يكتبون، وما الهدف منه وأهميته في تلك الفترة.
العددين رُغم جمال موضوعاتهم ، وبشغف القائمين عليها في تقديم مثل تلك المعلومات والمعارف التي نفتقدها كثيرًا بذلك العرض والألوان والإخراج المميز إلا أننا نختلف في طريقة تناول بعض الموضوعات التي تفتقر إلى توثيقها من مصادر موضوعية ومضمونة، حتى تقنع القارئ..
في النهاية أتمنى إصدار هذا العدد ورقيًا ـ وإن كان هناك أزمة ورق ـ إلى جانب طرحه إلكترونيًا وتقديم موضوعات موضوعات أكثر تميزًا خلال الأعداد القادمة.
اقرأ أيضًا: الولاية المؤنثة في الحقل الصوفي .. قداسة منسية
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال