همتك نعدل الكفة
494   مشاهدة  

محروس محمود : توقفت قدمي .. لكن يدي لازالت تعمل

محروس
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



لا أريد أن أكون نمطيًا وأحكي لك عن موضوع “الحلم” ، و”تكسير المستحيل” التي تروج له شركات المياة الغازية يوم بعد يوم حتى فقد معناه وانهارت قيمته وأصبح لفظًا دراجًا على لسان القاصي والداني ، وأصبحت فكرة الحلم (مخوّخة) من داخلها للدرجة التي جعلت الناس يشاركون صورهم على فيس بوك أثناء ركوب المواصلات العامة بالإضافة إلى كابشن “هحلم” ، على أساس إن ركوب المواصلات العامة أصبح دربًا من تكسير المستحيل

على العموم حكايتنا ليست غريبة عن الحكايات التي تقرأها يوميًا في قيمة الاجتهاد ، لكنها تحمل وجهًا غريبًا بعض الشئ .. الحكاية عن اللاعب محروس محمود لاعب نادي بني سويف ، يلعب في مركز المساك بخط الدفاع ، ويبدو أنه لم يتعلم فقط الدفاع عن مرماه ، بل تعلم الدفاع اقتصاديًا عن أسرته وقيمته كرجل.

محروس
محروس محمد مع الكنافة والقطايف

محروس يعمل في صناعة الكنافة والقطايف حين يتوقف الدوري، كما أنه لم يتوقف عن العمل في المعمار كـ “بنّا” ويزاول هذه المهنة في وقت الراحة الخاص به ، حين يعود الكابتن إلى منفلوط خالعًا رداء (الأونطة) التي يعيش بها بعض نجوم الكرة والفن فقراء متظاهرين بعكس ذلك في قبيل عدم مزاولة مهن مثل هذه ، حتى إن كانت نشأتهم من خلال هذه المهن، وهو الأمر الذي يتسبب في موت بعض النجوم التي غابت الأضواء عنهم باكتئاب في حين أن الحياة يوم فوق ويوم تحت كما يروجون في المسلسلات والبرامج والأفلام !

صرح محروس لكثير من الجرائد أنه لن يلقي اللوم على نادي بني سويف ، فالنادي بقدر المستطاع يحاول أن يوفر لهم قدر المستطاع من (الستر) المادي ، لكنه يريد أن يعمل ويوفر لنفسه أصلًا بعض الدخل لأن العمل ليس عيبًا ، وأن العيب الحقيقي ألا يعمل الفرد في حين احتياجه .. ملخصًا مقولة “طول ما التلاجة محتاجة .. نشتغل أي حاجه”

محروس
محروس محمد في البناء

أخبرتكم في بداية المقال أن الحكاية عادية ، ربما تقرأ أصعب منها مرات كلما قلبت في صفحات الفيسبوك ، لكن الغير عادي من وجهة نظري هو أن اللاعب لم يتاجر بهذه اللقطة منذ أقدم عليها ، فاللقطة التي كشفها الصحفيون كان اللاعب قد فعلها منذ أن بدأ مشواره مع كرة القدم ، وفقط كان حظ الصحفي الذي عرض هذه اللقطة سعيدًا تلك المرة ، ما يعني أن هذا اللاعب حقًا مكافح ، لا الكفاح الصوري الذي أفسد فكرة الكفاح نفسها ، ولا الكفاح من أجل ابتزاز الصحافة للضغط على ناديه أو للترويج له شخصيًا ، ولا كتب شيئًا على حسابه الشخصي ، ولا ارتدى ثوب الناصح للشباب كما ارتداه مطرب المهرجانات الذي ينصح الشباب بعدم كذا وكذا وأثناء الحلقة نشرت له تراكات للترويج على شرب المخدرات علنيًا . الأمر بالنسبة لمحروس لم يتعلق بالكفاح ، بل بالكفاح الحقيقي في وقت اندثرت فيه المعنى الحقيقي للأشياء .. طوبى لك أيها الرجل !

إقرأ أيضا
أحمد الجندي

الكاتب

  • محروس محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
8
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان