محسن محي الدين عودٌ أحمد
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
أنا من الجيل الذي شهد حركة احتجاب واسعة وشاملة في المجتمع المصري، في الفترة من منتصف الثمانينات وأوائل التسعينات انتشر الحجاب للنساء في كل مكان، ووصلت إلى الفن والفنانين واحتجب واعتزل مجموعات كبيرة منهم، أسر فنية كاملة اختفت من الساحة مثل أسرة العربي، والفنانة ليلى حمادة وشقيقتها ماجدة حمادة وغيرهم، ومن هؤلاء احتجب واعتزل الفنان محسن محي الدين وزوجته نسرين.
أذكر أن احتجاب واعتزال محسن محي الدين تحديدًا كان خبر حزين وفارق، حيث كان شاب واعد ينتظره مستقبل كبير، ومثل في أفلام هامة مثل فيلم اليوم السادس مع المخرج يوسف شاهين وقيل إنه حزن جدًا لأنه كان يحبه ويعتبره ابنه، وغاب محي الدين وعاش حياته بعيدًا عن الفن، وبدأ حياة بعيدة عن الأضواء والنجومية والشهرة هو وزوجته الفنانة الجميلة نسرين، والتي كانت أيضًا واعدة وينتظرها مستقبل واسع.
وفجأة بعد ثورة يناير 2011 بدأ يتردد اسم الفنان المعتزل محسن محي الدين من جديد، وبدأ يظهر على استحياء في بعض الأعمال الفنية، وكأنما يتحسس خطاه في وسط تغيرت معطياته.
كانت أعمال محسن محي الدين وحضوره على الشاشة كان واضحًا ومميز، فمن ينسى دوره في ليلة القبض على فاطمة ووقوفه أمام سيدة الشاشة فاتن حمامة، أو دوره الكوميدي في “عالم عيال عيال” أمام رشدي أباظة وسميرة أحمد، أو وقوفه أمام فؤاد المهندس في مسرحية “سك على بناتك” وكان يؤدي دور جار وصديق سوسو الابنة الصغيرة المدللة “شريهان” والتي كان يذهب معها ليرقصا ويخططان للسفر في الصيف إلى أوروبا، والديالوج الرائع بينه وبين الأب فؤاد المهندس وهو يحاول بخبرته الصغيرة وحماسه الكبير أن يقنع الأب أن يصاحب ابنته وأن يعيش دنيتها ويدخل عالمها ويتقبل وجهة نظرها، ومشهد قفزه من شباك الصالون إلى الحديقة هربًا من الأب، وعندما طلب منه الأب فؤاد المهندس أن يعلمه كيف يقفز، فيسخر الولد الشقي من كرش الأب الذي يمنعه من الاستمتاع بالحياة والقفز مثله من الشباك ويطير في الحياة مع ابنته.
على الرغم من أنها مسرحية واحدة ودور ليس بكبير ولكن حضور وأداء محسن محي الدين كان واضح، وكلما أذيعت المسرحية ننتظر مشاهد الفتى الشقي خفيف الظل.
وعاد محسن محي الدين وتكرر الظهور في أعمال، والحقيقة كنت أراقبه وأراقب تجربة العودة من جديد، فكل من حاول العودة لم تكلل المحاولة بالنجاح، وكنت أخشى من أن ينال محي الدين ما نال غيره من الفشل أو النجاح المتواضع، ولكنه كان مختلف في الماضي ومختلف الآن، فظهر في مسلسل “نقل عام” وقدم دور شقيق محمود حميدة الذي يكتشف إصابته بالسرطان، ولكنه يشفى منه، قدم محي الدين رقصة سعادة بعد علمه بخبر شفاءه من المرض، أخرج فيه محي الدين خبرة السنين وعاد بنا إلى رقصة الفتى في “اليوم السادس” تحت المطر.
وفي رمضان ظهر في مسلسل “المحاكمة سرية” وقدم شخصية رجل الأعمال الفاسد، وكانت مفاجأة بالنسبة لي فلم يقدم الشخصية الطيبة أو الشيخ الذي يعظ، ولكنه قرر أن يكون ممثل حقيقي ولا يفصل الأدوار ولا يختار إلا الأدوار الآمنة البعيدة عن الجدل، بل اختار الجدل والنقاش.
ثم ظهر محي الدين في دور جديد ومسلسل قوي يذاع على منصة واتش إت، مسلسل “ريفو” الذي يتحدث عن فرقة موسيقية في فترة التسعينات.
أكثر ما أبهجني في المسلسل الحوار الذي كان يقوله محسن محي الدين عن الموسيقى ويحكي عن مدى أهميتها، ثم في مشهد آخر تحدث عن السينما وسعادته وبهجته بطوابير الجمهور الواقفة أمام السينمات.
حوار رائع ورسالة مهمة غير مباشرة ولكنها مهمة من فنان مهم عاد ليأخذ مكانته التي تنتظره وأثبت أنه مستحق لها، ولهذا فهو يستحق أن نقول له عودً أحمد
الكاتب
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال