1٬782 مشاهدة
محمد عبده واللورد كرومر .. قصة السمن والعسل
كان عمر الشيخ محمد عبده حين احتل الإنجليز مصر عام ١٨٨٢ ثلاثة وثلاثون عاماً، في تلك المرحلة الناضجة من الشباب والتي جعلته أحد المشاركين في الثورة العرابية قبل الاحتلال والتي أدت إلى نفيه خارج البلاد بعد نفي أستاذه جمال الدين الأفغاني الذي رحل إلى الأستانة ولم يعد مرة أخرى، بينما عاد الشيخ محمد عبده ليتم تعيينه مفتياً للديار المصرية ثم شيخاً لأزهرها وهي أعلى درجة دينية في البلاد.
***
ذكر رشيد رضا (احد تلاميذ الشيخ المقربين) في كتابه “تاريخ الأستاذ محمد عبده”، كيف انه عندما زار محمد عبده تركيا في العام ١٩٠١ أرسل اللورد كرومر توصية إلى السفارة الانجليزية هناك برعايته طوال مدة إقامته في عاصمة الخلافة.
وعندما تضايق الخديوي من الشيخ محمد وأراد عزله عن الإفتاء صرح اللورد كرومر “بأنه لن يسمح بعزله من الإفتاء ما دام هو موجودا” (زعماء الإصلاح في العصر الحديث – احمد امين).
وفي نفس المصدر السابق يذكر الكاتب كيف قام الشيخ عبده برد الجميل، فعندما استعمر الانجليز بلاد الهند، قام المسلمون هناك بثورة عارمة لطردهم، فما كان من محمد عبده إلا أن اصدر فتوى تبرر الوجود الانجليزي في الهند على أنه لمنفعة المسلمين.
وفي عام ١٩٠٣ قام محمد عبده بزيارة تونس والجزائر لينصح المسلمين بمسالمة الحكومة الفرنسية المستعمرة (طه حسين مفكرا – عبد المجيد المحتسب).
***
انبهار الشيخ عبده بالحضارة الغربية الذي جعله يصرح أنه رأى في زيارته للغرب إسلاما بلا مسلمين جعله يتأثر فكرياً بالاحتلال ويراه الحل الأمثل للقضاء على التخلف والجهل، بل رأي أن سلطة اللورد كرومر – صديقه الشخصي – وهي أعلى سلطة في البلاد ستسمح له بتمرير أفكاره الإصلاحية عبر منظومة شديدة الرجعية.
كذلك كان كرومر من طرفه يرى أن رعايته للشيخ تضمن سيطرته على الأزهر مصدر الثورات في ذلك العصر، لهذا شمله بحمايته الخاصة.
رحل الشيخ المجدد وعاش علمه وبقيت علامات الإستفهام والاستنكار حول علاقة السمن مع العسل مع محتل غاشم وسفاح اسمه اللورد كرومر.
رحمة الله عليه
الكاتب
ما هو انطباعك؟
