محمود رضا .. حينما باع فرقته مقابل ستة آلاف جنية
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
“كنت أختار الشوارع المظلمة لأتدرب على إحدى القفزات أو الاستعراضات بعد أن أشاهد مثيلها في أحد الأفلام”
- محمود رضا
الخمسينات ..
على مسرح الأزبكية، وبالتحديد في عام 1959 كان الفنان محمود رضا يشير بيده للبدء في أول استعراض لما يسمى بفرقة رضا الاستعراضية ، ثلاثة عشر راقصة وراقصًا يقفون على استعداد للبدء في رحلة استعراضية لم يكن يعرف أغلبهم أنها سوف تستمر إلى ما يقرب من القرن من الزمان .. في هذه اللحظات تسمّر محمود رضا مستعيدًا الذكريات التي سبقت هذه اللحظة ، ما الذي جاء بي إلى هنا؟
فلاش باك .. الدخول إلى السينما خلسة وفي يديه كتب الجامعة .. اللحظات التي كان يحلم بها دائمًا ، تمصير الرقصات الأجنبية التي يشاهدها ، حلم تجميع مجموعة من الشباب يقفون على أمشاط الأقدام .. يعبرون عن أحلام وأوجاع وفلكلور المصريين ، الصيادين في الاسكندرية، والمزارعين في الأرياف ، ورجال حفر السد العالي ، ورنة خلخال السيدات في الدروب الشعبية .
فلاش باك أكثر .. تعلم البالية في سن صغيرة ، تغذى وعيه على الأفلام الاستعراضية الأميركية ، لكن الحلم المصري ظل يلوح في أفقه ، الانضمام إلى فرقة “ألاريا” الأرجنتينية .. المشاركة في عروضها على مسارح الجمهورية .. من الأقصى للأقصى .. مسارح الاسكندرية ومسارح القاهرة عرفوا جيدًا ثقل دبيب قدميه .. السفر إلى مسارح روما وباريس .. حلم كبير لكنه منقوص .. هو يريد أن يسافر مع فرقته المصرية .. لكن لا ضرر في أن يتعلم ويتدرب حتى ينفذ اختراعه المصري بحرفية شديدة.
اقتراح من محمود رضا على أخيه المخرج ، وزوجته فريدة فهمي : ما رأيكم في تكوين فرقة استعراضية للفنون الشعبية مصرية الأصل والتنفيذ؟ .. لم يكن ينتهي من اقتراحه حتى وافقا بسرعة مرحبين بالفكرة وبتنفيذها، خصوصًا أن أخيه وزوجته لديهم باع كبير في مجال الإخراج والاستعراض المسرحي.. وبدأت من هنا فكرة فرقة رضا .. والذي ذاع صيتهم في مصر من أقصاها إلى أقصاها ، وامتدت للخارج في مسرح نيوديلهي.. وسراييفو .. وبرلين .. وبيروت .. واليابان .. وتونس .. ولندن .. وأمريكا
الآن .. لم يعد يرقص محمود رضا في الظلام
عام 2001
مفاجأة مذهلة اكتشفتها الشئون القانونية بالبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، بعد رحلة بحث طويلة لتحديد الحقوق القانونية والأدبية والمادية للفنان محمود رضا في فرقة رضا للفنون الشعبية ، والذي كان قد تقدم بطلب لاسترداد تلك الحقوق من الدولة، واستعادة الفرقة ملكيته لها، بحجة اغتصابها منه.
فقد تبين أن الفنان القدير تنازل عن الفرقة بموجب عقد رسمي رقعه وقعه يوم الاثنين 26 نوفمبر عام 1962 ، ويقر فيه بتنازله عن ملكية الفرقة، بما في ذلك الحقوق المادية والأدبية والفنية، ويشمل في هذا التنازل الاسم الفني للفرقة، وذلك مقابل 6 آلاف جنية حصل عليها بالفعل .
ويلتزم محمود رضا وفريدة فهمي. طبقًا للبند الرابع- بالعمل في الفرقة طبقًا لوضعها الجديد لمدة 5 سنوات، على أن يعمالا طول هذه المدة طبقًا لأحكام العقد المبرم بينهما وبين وزارة الثقافة التي مثلها محمد أمين حماد. دوائر مسئولة بالبيت الفني للفنون الشعبية، أكدت، أن الطلب الذي تقدم به محمود رضا ، والذي هدد فيه برفع دعوى قضائية في حالة عدم الاستجابة له باطل قانونًا .
المصدر .. جريدة القاهرة
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال