مخاطر تؤدي للوفاة.. العوم في الترع ليس ترفيهًا لـ”الغلابة” بل كارثة محققة
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف يلجأ المصريون في الأقاليم ومحافظات مصر المختلفة إلى العوم، والسباحة في الترع للاستحمام واللهو، فالترع في القرى والأقاليم وسيلة ترفيه لهؤلاء البسطاء، مع ارتفاع أسعار المصايف وقلة دخولهم التي بالكاد تكفي لسد احتياجاتهم الأساسية.
وفي وقت الظهيرة حيث ارتفاع درجات الحرارة، يلجأ الأطفال إلى العوم في الترع، وهو ما يؤدي إلى حالات غرق كثيرة ترتفع بوتيرة ملحوظة في فصل الصيف، أما الناجين فيتعرضون لمخاطر أكثر وإصابة بأمراض عدة منها البلهارسيا، والفشل الكلوي، وأمراض الكبد المختلفة.
ووفق إحصائية نُشرت صيف 2022م فإن عدد غرقى الترع في محافظات مصر تجاوزت 80 حالة، معظمهم من الأطفال، ورغم كل هذا فإن هناك من يعتبرون أن العوم في الترع هي وسيلة آمنة للترفيه دون اعتبار لحالات الغرق والأمراض المختلفة التي تصيبهم.
كارثة محققة إذا ما تمت مواجهتها
انتشر مقاطع فيدو تداولتها الصحف المحلية المصرية والعربية، لأهلي قرية تابعة لمحافظة الدقهلية، حيث اتخذوا من إحدى الترع المبطنة في القرية مكانا يقضون عليه أوقاتهم ويمارسون العوم مع ارتفاع درجات الحرارة.
وتحدث الأهالي أنهم صنعوا شاطئ من الرمال به كل المقومات التي تحاكي شواطئ البحار، متغافلين عن كم الأمراض التي قد تصيبهم من مياه الترعة الراكدة.
وبعد تداول هذا الفيديو، رأينا بعض المناطق المختلفة في قرى ومحافظات مختلفة تفعل نفس الفكرة، مقتدين بهم بحجة إسعادهم وإسعاد أطفالهم مستغلين فكرة تبطين الترع لمثل هذه الأفكار، وهو ما دفع الحكومة لاتخاذ قرارات حاسمة تجاه هذه الظاهرة.
ولمّا أنفقت الدولة المصرية مليارات الجنيهات لمعالجة المصريين من أمراض البلهارسيا ووباء فيروس سي الوبائي، كان لابد من اتخاذ مثل تلك الإجراءات بحيث لا تنتشر هذه الأمراض من جديد، ففي تصريحات الدكتور ” محمد عوض” مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية قال إن مصر نجحت في القضاء على فيروس سي والملاريا والبلهارسيا وأمراض أخرى كثيرة كانت موجودة في مصر ويعاني منها الناس نتيجة السلوكيات الخاطئة في التعامل مع المياه الملوثة وغيرها.
إجراءات حكومية
وبعد تداول مقاطع الفيديو تحت عنوان” مالديف الدقهلية”، مع انتشار الظاهرة في محافظات مختلفة، قامت مديرية الصحة التابعة لمحافظة الدقهلية بالتعاون مع الشرطة المصرية منع نزول الأهالي الترعة وإزالة الشاطئ الذي صنعه أهالي القرية، وأطلقت الصحة حملة مكبرة لتوعية الأهالي من مخاطر السباحة أو العوم في الترع.
مخاطر الصحية أخرى للسباحة في الترع
1ـ داء الأميبا: وينتقل عبر مصادر الصرف الصحي المختلط بمياه الترع، ومن أعراضه اضطراب في البدن و فقدان الوزن، مع إسهال شديد الانتفاخ حمى دائمة.
2ـ داء خفيات الأبواغ: وتتجمع نتيجة مرشحات الماء التي لا يتيم تطهيرها، وتنتج نتيجة اختلاطها بالسماد العضوي بالمياه، ومن أعراضها الإسهال و فقدان الوزن و فقدان الشهية مع الغثيان الشديد، وزيادة الغازات في الجسم.
3: كوليرا: ويكون هذا المرض نتيجة شرب أو العوم في المياه الملوثة، هذا المرض يؤدي للموت إذا كانت الإصابة شديدة.
4ـ التهاب الأذن الخارجية: ومن أعراضها تتضخم قناة الأذن مما يسبب الألم الشديد.
5ـ داء السلمونيلات: وهو مرض يصيب الإنسان إذا استخدم المياه الملوثة، ومن أعرض الإصابة به ، إسهال حمى تقيؤ وتشنجات.
6ـ حمى التيفود: وهي حمى مستمرة تصيب الإنسان بعد السباحة لفترات طويلة في المياه الملوثة ، ومن أعراض هذه الحمى أيضا تضخم الطحال والكبد.
7ـ التهاب رؤي
8ـ التهاب الكبد الوبائي
9ـ عدوى فيروسية متعددة
السباحة في الترع من المخاطر الكارثية التي يجب التصدي لها، ولا سبيل للتهاون فيها من قبل الأفراد والمؤسسات، السباحة في الترع ليس ترفيها للغلابة أو ما شابه بل هو كارثة وقنبلة موقوته.
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال