433 مشاهدة
مدير الحق في الدواء: 200 % زيادة في سعر لبن الأطفال ومواطنون :”مش قادرين نشتري”
من بين خمس أطفال في مصر يستهلك ثلاثة منهم لبن صناعي، لأسباب عدة منها؛ عدم وجود حليب في ثدي الأم أو نقصه، أو أن الطفل يحتاج إلى تركيبات خاصة لمساعدته في عملية الهضم أو الحساسية أو غيرها، و بالتالي فاللبن الصناعي أصبح ضرورة ملحة عند كل أسرة لديها رضيع، ومع ارتفاع سعر لبن الأطفال خلال الأربع شهور الأخيرة نحو 200 % داخل السوق المصري، شكّل هذا أزمة كبيرة تقع على عاتق المواطن والدولة على حد سواء.
وهنا نتساءل ما هي أسباب ارتفاع سعر لبن الأطفال في مصر على هذا النحو، و كيف تتعامل الدولة مع أكثر من 2 مليون رضيع تقريبًا ، وماهي البدائل التي تلجأ إليها الأسر المصرية لتفادي الزيادة الجنونية للألبان المصنعة.
أسباب ارتفاع سعر لبن الأطفال
طِبْقًا لـِ تصريحات مدير المركز المصري للحق في الدواء “محمود فؤاد” للميزان قال إن أسباب ارتفاع سعر لبن الأطفال ترجع إلى كونه غير مسعر تسعيرة جبرية مثل الأدوية، وعلى هذا تتفاوت أسعاره، مشيرًا إلى أن هناك 25 نوع من اللبن الصناعي تستورده مصر عن طريق الشركات، ومع نقص السيولة الدولارية بدأت الشركات في رفع الأسعار خلال العام الماضي.
وأضاف : ارتفعت أسعار اللبن الصناعي 6 مرات خلال العام الماضي بنحو 200 % لبعض الأصناف، وأرى في هذه مغلاة شديدة جدًا وهو ما يُشكل عبء على المواطن المصري في ظل ارتفاع أسعار كافة السلع، وكذلك عبء على الدولة، التي تعمل على توفير لبن للأطفال بنحو خمس جنيهات للعبوة.
وأردف ” فؤاد” أن الدولة تقوم بتوزيع لبن أطفال على 3600 مركز للطفولة والأمومة في كل أنحاء الجمهورية، على أن يصل نصيب الطفل ما بين عبوتين إلى أربعة عبوات، ولكن هذا النصيب غير كافي بالمرة للطفل حيث أن الطفل يستهلك حوالي 8 عبوات بمعدل علبة كل ثلاث أيام تقريبًا.
وأشار إلى أن الفارق و الذي يصل إلى أربع عبوات على الأقل يتحمله المواطن، ونوه على أن هناك سوء توزيع حكومي للبن الأطفال حيث أن هناك بعض الأماكن لا يصلها اللبن إلى جانب التوزيع غير المنضبط لأماكن أخرى.
وحول ما إذا كانت الدولة تستطيع التحكم في ضبط أسعار لبن الأطفال قال ” فؤاد” إن هذه المسألة شبه مستحيلة فلن تستطيع الدولة التحكم في سعر اللبن لأنه مسعر تسعيرة جبرية عن طريق الشركات الخارجية.
وعن زيادة أسعار بعض العبوات عن غيرها قال ، إن ارتفاع الأسعار المتفاوت يرجع إلى اختلاف الشركات ، أو اختلاف نسبة تركيز العناصر الغذائية في العبوة
لا أحبذ شراء لبن الأطفال من الصيدلية
وفي سياق متصل قال ” محمد” ـ مالك صيدلية ـ ، إن اللبن في الصيدليات يخسر باستمرار، وأنا لا أحبذ شراءه إطلاقًا، لأسباب كثيرة منها عدم استقرار أسعاره، مضيفًا اللبن كله بلا استثناء مستورد،و إذا لجأت إلى شراءه فيكون بطلب.
وأوضح أن هناك تفاوت في أسعار الألبان ، إلا أن أسعار الألبان الخاصة أغلى بكثير، ومعنى الحالات الخاصة ؛ اللبن الذي يحتوي على تركيبات للإسهال و الحساسية أو الهضم .. إلخ” ، مؤكدًا أن الصيدليات ليس لها علاقة بارتفاع الأسعار إطلاقًا.
مش قادرين نشتري أي حاجة
يقول ” محمد ” والد طفلة رضيعة للميزان ، ” أنا كنت بشتري العلبة بـ 120 جنيه تقريبًا، ولكن أمس فقط ذهبت إلى الصيدلية لأجد نفس العبوة بـ 200 جنيه، مضيفًا: ابنتي تعتمد على اللبن الصناعي بشكل كامل فتستهلك كل أربعة أيام عبوة، إلى جانب ارتفاع أسعار البامبرز وكشف الأطباء وغيرها من المصاريف التي لا أتحملها في ظل ثبات المرتبات وارتفاع الأسعار .
بينما تقول “دينا ” : طفلي يعتمد على اللبن الصناعي إلى جانب اللبن الطبيعي، من الممكن أن أشتري علبه واحدة كل أسبوع، ولكن مع ارتفاع أسعار الألبان بدأت أتراجع وأستخدم البدائل.
في حين علق محمود وزوجته على ارتفاع أسعار الألبان قائلين : في البداية كنا نحصل على 3 عبوات من الوحدة الصحية بالقرية للطفل، وهذا لا يكفي إطلاقًا حيث كنا نشتري إلى جانب هذا حوالي خمس عبوات أخرى، ومع الارتفاعات المتتالية قررنا الاستغناء عن اللبن المصنع، ولجأنا إلى اللبن البقري الطبيعي رغم ارتفاع سعره لكن على أي حال هو أرخص من اللبن الصناعي.
وأضافا : المرتب 2000 جنيه في الشهر لا يكفي لأي شيء فارتفاع أسعار مستلزمات الأطفال جنوني، إلى جانب ارتفاع كافة السلع التي لا نستطيع توفيرها، وأكدا يمكن أن نستغني عن طعامنا لكن طعام الطفل وأدويته بالتأكيد لا يمكن الاستغناء عنها.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
