مدينة غرناطة.. تاريخ مصر الجديدة تحت الترميم
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
عندما نتحدث عن مصر كونها بلدا للحضارة فإن هذا أمر لا شك فيه، وإذا كنت تعتقد أن وصف”بلاد للحضارة” مجرد مانشيتات جرائد أو محفوظات في الكتب الدراسية، فأنت فقط تحتاج لرحلة في شوارع مصر المليئة بالمباني الأثرية، والتي تشهد على عصور وثقافات متنوعة، فحتى منطقة مصر الجديدة التي تعتبر منطقة حديثة نسبياً مقارنةً بالمناطق المصرية الأخرى، وستجد على رأس قائمة الأماكن الأثرية في مصر الجديدة “مدينة غرناطة” التي شهدت على أحداث تاريخية وفنية ورياضية هامة.
تاريخ “مدينة غرناطة” في مصر الجديدة ولماذا اطلق عليها هذا الاسم
في عام 1905 قام المهندس البلجيكي البارون إمبان مؤسس منطقة مصر الجديدة بتصميم مدينة سياحية كاملة على مساحة أربعة أفدنه، وتم تصميمها بالكامل على التراث الأندلسي وبالتحديد مباني مدينة “غرناطة” الموجودة الآن في إسبانيا، وتتكون المدينة في الداخل من مجموعة مدرجات تطل على ساحة كبيرة كانت مخصصة في الماضي لسباق الخيول، وزينت المدينة ببرج ذي سلم على شكل حلزوني، وتظهر المدينة من بعيد للقادمين إليها من خلال القبة التي تعلو المبانى المزينة بالزخارف الأندلسية.
الأهمية السياسية والاقتصادية لمدينة غرناطة
منذ عام 1910 أصبحت غرناطة منصة تستقبل محبي رياضة الفروسية من كل أنحاء العالم، حيث كان ينطلق منها أكبر سباقات الخيول، مما جعلها تعرف باسم “نادي سباق الخيل”، وكانت هذه السباقات تضم مشتركين من كل الجاليات التي تعيش في مصر مثل “الأرمن، والإيطاليين، والشراكسة، والإنجليز” وبعد وصوله إلى عرش مصر كان اهتمام الملك فاروق بغرناطة كبيرا للغاية، حيث كان يستقبل به ملوك وأمراء العالم وكانت تعتبر غرناطة في هذا الوقت منصة ملكية.
ولكن حال غرناطة تغير تماماً بعد قيام ثورة 1952 كحال كل شيء في مصر، حيث تم إهمالها تماماُ حتى فترة حكم الرئيس الراحل أنور السادات، حيث تم استئجارها بالكامل، وتحولت إلى محلات تجارية تنوعت بين مطاعم وملهى ليلي، وبعد ذلك ضمت سينما صيفية، ومع مرور الوقت تحولت المدينة إلى مكان مهجور حتى عام 2016، حيث وضع مشروع تطوير مدينة غرناطة بالكامل وبالفعل مازالت قيد عمليات الترميم حتى الآن.
إقرأ أيضاً
“حمام غرناطة”.. رحلة البانويلو من التراث العربي للطابع الأسباني
الكاتب
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال