مسلسل دايما عامر محاولة درامية لتصحيح مسار التعليم في مصر ولكن .. الحذر!
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
محاولة تصحيح مسار التعليم في مصر على المائدة الرمضانية في أكثر من عمل درامي، فمسلسل دايما عامر الذي يقوم ببطولته “مصطفى شعبان” والفنانة “لبلبة”، يناقش هذه القضية بشكل درامي كوميدي، كذلك ظهرت بعض المشاهد التي تعالج مسار التعليم في مصر من خلال مسلسل “مين قال” بطولة الفنان “جمال سليمان”، وغيرها من المسلسلات الرمضانية.
تدور أحداث الحلقتين الأولى والثانية من مسلسل دايما عامر، حول مدرستين إحداهما ناشونال National، والأخرى international، موضحًا الفرق بين جودة التعليم في بينهما.
المدارس الحكومية أكثر بؤسًا
وهنا سنقف قليلا لنطرح سؤالًا، هل غالبية المصريين في مدارس National، international أم في مدارس حكومية مكتظة بالكثافة الطلابية مع قلة عدد المعلمين وفقر في الوسائل التعليمية، هل واقع التعليم ينحصر في مصر حول مدارس international، National!، الواقع الاجتماعي يحتم المقارنة بين نوعية تلك المدارس وبين المدارس الحكومية، لنقف فعلًا على المشكلات التي تواجهه التعليم في مصر.
جبر .. جبر الخواطر على الله
وفي السياق الدرامي للمسلسل، قام أحد معلمي الرياضيات بالغناء لطلابه، في المدرسة الـ national، بينما طلب معلم الكيمياء الذي يجسد دوره الفنان “نضال الشافعي” من طلابه حفظ ٦٠ معادلة كمياء، في المشهدين ضوء أحمر على بعض كوارث التعليم في مصر وهي الاعتماد على طريقة الحفظ حتى في المواد العلمية التي تعتمد بشكل كلي على فهم المعلومة والتطبيق عليها.
بينما في المدارس international يقوم معلم الكيمياء يشرح المادة العلمية 3d، والتطبيق عليها داخل المعامل الخاصة، وهنا الفرق الكبير بين الاعتماد على طريقة الحفظ وطريقة الفهم.
ضوء آخر حول المشكلات التي تخص التعليم في مصر والمشكلة هنا ليست علمية وإنما مشكلات أخلاقية، ظهرت من خلال تنمر بعض الطلاب على زملائهم، الهرج والمرج داخل الفصول، أغاني المهرجانات في طابور الصباح والرقص عليها، الانفلات الأخلاقي أصبحت سمة غالبة على الطلاب.
ويحاول السياق الدرامي معالجة تلك المشكلات والبداية حينما استدعت مديرة المدرسة “زهرة” والذي تجسد دورها الفنانة “لبلبة ” مختص في علم التربية لتقويم سلوك الطلاب، وهنا لدي تحفظ شديد هل من يقوم بتقويم السلوك ذلك المعلم الذي يرتدي الجينز الممزق، هل من يقوم سلوك الطلاب من يقول لزميله المعلم”يستا” أو “يامعلم” !! أتفهم أن السياق كوميدي ، لكن في مثل هذه المشاهد الحذر كل الحذر في إظهار القدوة بهذا الشكل .
أيضًا لدي تحفظ آخر على شكل معلمي المدارس هل المعلمين “مكلكعين” نفسيا إلى هذا الحد الذي يصوره المسلسل ، معلم اللغة العربية لا يمزح بالنحو فهو إنسان عادي! يتحدث ويغضب ويمزح كما نمزح، الصورة النمطية لمعلمي اللغة العربية الذي صورتها الحلقة والأولى والثانية من المسلسل غير موفقة.
جهل المعلمين بالوسائل الحديثة
ضوء أخير سلطة مسلسل دايما عامر وهو جهل المعلمين التعامل الشديد مع ” التكنولوجيا” ظهر ذلك من خلال مشهد طابو الصباح الذي عجز فيه المعلمين حتى تدارك الموقف، وكذلك جهلهم التام باستخدام “التابلت” وصرح معلمي المدرسة بذلك أثناء نقاشهم في غرفة المعلمين، هنا نستطيع أن نقول قبل أن تطبق أي نظام لابد من أن يفهمه المعلم ويعيه جيدا حتى يوصل إلى تلاميذة المعلومات بصورة دقيقة ومفهومة .
تطوير التعليم في مصر مشروع قومي من الدرجة الأولى، فهو مفتاح نهضة مصر وسبيلها نحو التقدم، والواقع يعكس تدهور التعليم في مصر، فهل الدراما تستطيع تسليط الضوء وتقديم معالجة لبعض المشكلات، هذا ما سنراه في مسلسل دايما عامر .
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال