مسلسل ضد الكسر مفرخة نجوم الصف الثاني

قدمت الفنانة نيللي كريم مسـلـسل ضد الكسر على مدار شهر رمضان، المسلسل انتاج مشترك بين شركة العدل جروب والشركة المتحدة وبطولة محمد فراج ولقاء الخميسي ولؤي عمران وحمزة العيلي وتارا عماد والوجه الجديد أحمد أبو زيد، وتأليف عمرو الدالي وإخراج أحمد خالد.

اقرأ أيضًا 
مسلسل ضد الكسر .. نجوم الأدوار الثانية

ويحكي مسـلـسل ضد الكسر عن حادثة شروع في قتل سلمى “نيللي كريم” الفوود بلوجر ونجمة التيك توك، والتي تعيش حياتها على الانترنت ويتابع جمهورها معها تفاصيل حياتها، وعندما تحدث حادثة الشروع في قتلها، وعند البحث عن الجاني، نبدأ نكتشف تفاصيل حياة كل المحيطين بسلمى، والسر الذي يخفيه كل فرد وتبدأ تتكشف لنا الشخصيات وخفاياها.

فنكتشف أن كريم “محمد فراج” زوج سلمى زوج خائن ويعيش حياة موازية لحياته مع سلمى والذي يبدو أنه زوج محب ومخلص ومساند لزوجته، وهذا هو الظاهر ولكن في الحقيقة هو غير ذلك، وله علاقات نسائية متعددة منها علاقته بمايا “سنتيا خليفة” شقيقة صديقه إياد “لؤي عمران” زوج نادين “لقاء الخميسي” صديقة سلمى.

وأختها ملك “تارا عماد” التي تتزوج مصطفى “حمزة العيلي” وتنجب منه طفل نكتشف أن هذا الطفل ليس ابنه ولكنه نتاج علاقة غير شرعية سابقة مع مصطفى “مصطفى درويش” صديق سابق لسلمى وكان يرغب في إيذاء سلمى من خلال أختها.

وليلى الشقيقة الصغرى لسلمى التي تحب مالك الشاب المجهول “أحمد أبو زيد”، الذي يوهمها أنه من سكان الكمباوند الذي تعيش فيه مع أختها، ولكن نكتشف أنه فني تركيبات وتصليح أقمار صناعية.

ونكتشف مع تفاصيل المسلسل أن كل شخصية ليست هي الظاهرة أمامنا وأنا ظاهرها غير باطنها، فلؤي صديق كريم حاقد عليهما وهو الذي جعله يدخل حياة ليلى وهو الذي صورها ليبتز سلمى، وأن نادين صديقة سلمى حاقدة عليها وتحاول إيذاءها طوال الوقت.

 سيناريو مسـلـسل ضد الكسر تقليدي ليس فيه جديد، وحكاية ليس فيها ما يجذب المشاهد، وكان محبوك ومتين، ولكنه عانى من المط والتطويل، وعاني المسلسل من مشاهد طويلة دون تفاصيل أو داعي، فالحلقات الأولى من المسلسل احتوت على كم من المشاهد الطويلة، وامتلأت الحلقات الأولى بكم من الحفلات وتفاصيلها دون داعي، فمثلا استغرق مشهد مطاردة الشرطة لعامل الأمن اللص حوالي خمس دقائق من الحلقة.

والحوار كان ملائما للشخصيات فلم نجد جملة حوارية غريبة على الشخصية أو غير ملائمة لطبيعتها ومكانتها الاجتماعية، فجمل الخادمة تناسب كونها من طبقة شعبية بسيطة، واختلف عن حوار سلمى سيدة الأعمال وفقًا لطبقتها وتكوينها النفسي، وجمل مصطفى مستفزة ومناسبة لطبيعته.

ولكن المسلسل كان مثل معمل التفريخ وفرصة لخروج وجوه جديدة جيدة مثل الفنان “أحمد أبو زيد” والذي يتوقع له مكانة متميزة في  المستقبل حيث أن دوره أبرز موهبته وأوضح قدرته على إدارة أدواته سواء صوته أو عينيه التي كانت معبرة جدًا واستطاع استخدامها بشكل جيد، وظهور ممثلين في أنماط جديدة وشكل جديد مثل تارا عماد والتي خرجت من عباءة الفتاة الارستقراطية والتي حصرها فيها المخرجون فترة طويلة، ولأول مرة تظهر بشكل مختلف المرأة المتزوجة والسيد الحامل والأم كلها مشاعر جديدة لأول مرة تلعبها تارا وكانت جيدة بشكل كبير واستطاعت أن تثبت أنها ممثلة جيدة، يمكن الاعتماد عليها في أدوار مختلفة، وقد نرى تارا في أنماط جديدة في المستقبل.

قدم الفنان حمزة العيلي دور ثقيل حيث كان الشاب الطيب، الذي يتزوج من جارته التي أحبها، ويتحمل منها معاملة سيئة ويبرر ذلك لنفسه أنها لا تحبه وأنها مع الوقت ستحبه، وعندما يعلم أنها حامل يفرح، ويتحمل منها سوء طباعها، ويبرر لنفسه أن الحمل هو السبب، ولكنه عندما يشك فيها وفي الطفل، ويتأكد ان الطفل ليس ابنه تحول شخص آخر ودفن حبه لها، وقرر أن يقتص منها لأنها خانته واستغفلته.

احتاج الدور انفعالات كثيرة وتغييرات في الحالة النفسية لأكثر من مرة، استخدم حمزة العيلي ملامح وجهه للتعبير واعتمد على الانفعالات الداخلية دون صوت عالي، أو أفورة في الانفعالات او التشويح والعويل. 

حمزة العيلي فنان مجتهد لفت الأنظار بأدواره منذ بدايته، ويبذل مجهود ويجهّز نفسه ويلعب الدور من منطقة خاصة به ويضع بصمته، ومهما كان حجم الدور فإنك لا يمكن أن تنساه أو يمر مرور الكرام، فإنه يحفر لنفسه مكانة بهدوء، واختيار جيد للأدوار من خلال المتاح، ويستطيع أن يستخدم ادواته ويجعلها طيعة وتساعده في استكمال الصورة وخروج المشهد في أفضل صورة، فإن صوته وعينيه طيعة ومعبرة جدا.

يقدم الفنان بيومي فؤاد في هذا المسلسل دور بعيد عن الكوميديا التي اعتدنا عليها منه، فإنه يقدم دور إنساني، الطبيب النفسي المكلوم بسبب وفاة ابنه على يد أحد مرضى والده، ويعيش مأساة الفقد، وكيف أنه منع ابنه من رحلة بعيدة حتى لا يحدث له مكروه ويوجع قلبه عليه، وكان لا يعلم أنه يحجبه ويجهزه للموت.

لعب بيومي فؤاد دور جديد ومختلف عليه، دور به كم من العقل والحزن الجميل، يجعلك تستمتع بمشاهده وتمثيله الهادئ الوقور الرائع.

إقرأ أيضا

اللي بيحصل في القرى والنجوع.. نتيجة تراث الأزهر بيحميه

استطاع محمد فراج من خلال هذا المسلسل أنه يخطو خطوة جديدة للأمام، واستطاع ان يثبت للمنتجين أنه اسم كبيرو وموهبة يمكنها أن تتحمل عبء عمل كبير، وموهبته لا حدود لها وطيعة ومرنة حتى أنه يستطيع أن يلعب أي دور بأي حجم، ويقف أمام أي نجم.

دور جديد يلعبه لؤي عمران الذي يسير بهدوء وخطى ثابته ليبرز موهبته ويوجد مكانة لها وسط كبار ومواهب ثقيلة ويكون على قدر الوقوف أمامهم وأن يكون ند ويقدم دوره بمنتهى السلاسة والقدرة.

قدم الفنان رمزي العدل دور الأب المنفلت الخائن المزواج والذي يبتز ابنه، دور جديد عليه ومختلف حيث أن ملامحه ملامح جادة لا توحي بهذا النمط، ولكن قدراته التمثيلية وموهبته كانت جاهزة واستطاع أن يقدم الدور ويقنعك بالشخصية التي لعبها.

كان الديكور متنوع ومختلف وغير موحد ومناسب، فلكل شخصية الديكور الخاص بها ومناسب لطبيعتها وشخصيتها، فديكور منزل سلمى وبخاصة المطبخ الذي تصور فيه فيديوهاتها وتمضي فيه أطول وقت من يومها وتستقبل فيه ضيوفها أحيانًا، كان ديكور مريح وألوانه فاتحة وبه نافذة كبيرة كانت مصدر الضوء الطبيعي، وبه كنبة كبيرة يمكن استخدامها للضيوف أو للراحة كسرير.

بينما ديكور منزل مصطفى مثلًا ديكور مودرن ولكنه ديكور منزل شاب موظف في بنك ومن الطبقة المتوسطة، وديكور منزل والد كريم ديكور قديم وعريق واضاءة قاتمة ثقيلة تناسب الشخصية.