مسلسل نجيب زاهي زركش .. الحب بين طبقية شيرين ووصولية طريف
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
هناك في وسط العديد من الخيوط الدرامية التي كتبها عبدالرحيم كمال في مسلسل نجيب زاهي زركش والمقتبس من مسرحية فيلومينا مارتورانو للكاتب الإيطالي إدواردو دي فيليبو، وإخراج شادي الفخراني، ذلك الخط الواصل بين شيرين زاهي زركش وخادم أخيها وتابعه طريف، الخط الواصل بين الطبقية والوصولية في الحب.
في البدء يجب الاعتراف أن كلا من أنوشكا ومحمد محمود مع الثنائي رنا رئيس ومحمد إبراهيم يسري، يمكن اعتبارهم فاكهة العمل الرئيسية، فمحمد محمود الكوميديان الذي كان يصول ويجول على المسرح أصبح منذ فترة يقدم نفسه دراميًا بأشكال متنوعة، وكأنما يخرج كل ما لديه من موهبة وحضور، فيتنقل بحرية بين الكوميديا والتراجيديا في أدواره في الأعوام الأخيرة ولكن طريف في نجيب زاهي زركش هو استثناء.
اقرأ أيضًا
محمد إبراهيم يسري ورنا رئيس وسر الخفة في نجيب زاهي زركش
محمد محمود قدم شخصية الشرير بشكل كوميدي في العديد من الاعمال، ربما اقربها للذاكرة الآن مسلسل ربع رومي، ولكن ما يقدمه في طريف هو شخصية معقدة نوعا ما فهذا الرجل لديه ولاء لحلمه في الثراء وتملك القصر والاقتراب من حبيبته شيرين، وأيضا ولاء لنجيب زاهي زركش والذي تجمعه به صداقة من نوع خاص وغريب.
بالفعل طريف هو واحد من أصدقاء نجيب، وربما كان أقربهم، صحيح ان تلك الصداقة لا تظهر سوا بعد الكأس العاشر، ولكنها متواجدة حتى في لحظات الاستيقاظ، فطريف يتصرف كما يريد، ويضع نجيب في مواقف لا يحسد عليها ويضعه أمام الامر الواقع وهو يعرف يقينا أن نجيب لن يعاقبه، فقط كلمتان من نجيب ثم ينتهي الأمر.
تلك الصلة تحديدا بين طريف ونجيب، هي ما جعلته يعتقد أن اقترابه من شيرين ممكن، لتظهر شخصية شيرين، الطبقية للغاية ، المنحازة لطبقتها في كل التفاصيل، حتى في لحظات الإعجاب بأشخاص من طبقات أدني منها، تعجب بهم على طريقة ( إيه الأنعرة دي) وترفض أن تترك الفتاة التي كانت تناطحها الكلام كلمة بكلمة العمل في شركتها، وتطلب منها الاستمرار، من أجل التعلم.
شيرين طبقية بشدة، ولكنها طبقية تعرف في داخلها قيمة الأخرين، ولا تريد الاعتراف بها، تعرف ما يريده طريف منها وتعرف مشاعره، ولا ترفضها بصرامة ولا تفتح الباب على مصراعيه، تقف دائما وقوف حذر، فهي تستمتع بتلك المشاعر في داخلها ولكن طبقيتها ترفضها.
تلك الطبقية التي حولت مؤنس لتلك الشخصية المترددة، وحولت علاقته بالفتاة التي يحبها إلى علاقة شبه مستحيلة، وذلك الخط الدرامي بين طريف وشيرين في رأيي ربما يكون هو أكثر الخطوط تماسكا وتصاعدا في المسلسل، واكثرهم قوة، وذلك بسبب الأداء الثابت والقومي بين طرفي الخط شيرين وطريف / أنوشكا ومحمد محمود.
وربما قصد أو لم يقصد الكاتب أن يعالج أو يطرح فكرة المشاعر بين الطبقية والوصولية، ولكن البناء الدرامي لهذا الخط هو الأفضل وربما أفضل وأقوى من الحبكة الرئيسية للعمل نفسه، ويتصاعد بهدوء بعيدا عن لوي ذراع الدراما في باقي الخطوط، وبشكل شخصي أنا في انتظار المزيد من هذا الثنائي أنوشكا ومحمد محمود.
الكاتب
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال