مصر بتغني .. حلو
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
ربُنا قبل آدم.. كان يخاطب مين؟
ذاتُه تخاطب صفاتُه الحق بالتمكين
واللي معاه ربُنا عاوز جميل من مين؟
علميًا ماينفعش حد يضمن عمله الفني مقطع زي ده، لإننا عايشين في مجتمع مهووس بقياس أي حاجة على مازورة التدين السلفي، مش بس كده.. ده كمان المجال العام بقى مشحون بالمزايدة في التحريم، وبنشوف ده من أشخاص عادية جدًا بيزايدوا على دار الافتاء والأزهر نفسهم.
فتخيلوا معايا أن المقطع ده يبقى مش بس ضمن العمل، إنما يكون مفتتح أول حلقة من حلقات برنامج تلفزيوني، مش بس كده.. ده كمان البرنامج عن التراث الموسيقي الشعبي، وزيد فوق كل ده إنه بيتذاع ع القناة الأولى… أيوه بتاعت التلفزيون المصري.
كلام يمس الغدة الدينية عند المتلقي وبيستخدم في بداية برنامج عن الموسيقى الشعبية، اللي مفترض أن جمهورها قليل، والبرنامج بيتذاع على التلفزيون المصري.. اللي المفترض إنه متوفي.
بذمتكم… شوفتوا تحدي أكبر من كده؟؟
أحمد عطا الله
أحمد عطالله مواطن مصري، صنعته الكتابة، وشغفه هو الفن.
مزج عطالله بين الكتابة كمهنة والشغف بالفن وانتماءه الوطني، عمل الكوكتيل ده بقصد أو بدون، وأنتج “لنا” حلقات برنامج “مصر تغني”. برنامج مش بس بيعيد إحياء التراث الفني المصري إنما كمان بيُعيد إحياء التلفزيون المصري ذات نفسه، أقدم تلفزيون في الشرق الأوسط واللي أهل بلده نفسهم، النهارده، ماعدوش عارفين هو شغال ولا بطل.
بديهيات
طبعًا عطالله ماعملش كل حاجة لوحده، لا أخرج ولا صور ولا مَنتِج ولا ولا.. إلخ، ولا اللي صرف على كل ده (أنتج). إنما هو صاحب الفكرة والورق اللي حركوا كل حاجة.
فمنذ ظهور “الدش” مرورًا بتربع السوشيال ميديا على عرش “الشغلانة” وصولًا إلى عصر “المنصات” المدفوعة، والتلفزيون المصري مستمر في الإنتاج طبقًا لقاعدة “محلك بِث”.. بس أخيرًا على أيد عطالله بقت الإشارة دي محفزة فعلًا على المشاهدة.
الشك مفتاح اليقين
قد يتصور البعض أن كلامي محض دعاية للبرنامج أو لـ عطالله نفسه، خصوصًا إنه أول صحفي يعمل معايا حوار في حياتي، أول لأن القناة الأولى هي أول بث تلفزيوني أشوفه على الإطلاق.
لكن الحكاية وما فيها.. أن ده برنامج يجبر المتلقي “الحديث” وبمنتهى الحب، زي ما قال الكاتب محب سمير، إنه يرفع كوالتي الصورة لغاية 1080p.
وده طبعًا مش عشان عطالله (حبيب) محب سمير هو المعد والمقدم، إنما “أولًا” عشان عطالله قدر يقنع “إنتاجنا” المُتكلِس من سنين إنه يتحرك معاه في ربوع مصرنا الحلوة.
“ثانيًا” عشان إنه مش باحث دفاتر تقليدي، أو زي ما بنقول بالبلدي “صايع بلكونة”، إنما باحث ميداني حقيقي، باحث مش بس قادر يوصل للمعلومة.. ولا كمان قادر يوصل لمصدرها الموثوق، إنما قادر يكسب ثقة المصدر ويتحول من صحفي بيدور ع “المصدر الموثق” إلى “إعلامي موثوق”، إعلامي يقبل المصدر إنه يتصور معاه صوت وصورة…. ويحكي.
والبحث مفتاح النجاح لبرنامج مصر تغني
عطالله مش تنين مجنح، ولا بيمشي ع الحيطان أو بيطرطر رابسو، إنما هو صحفي/مُعد بيحترم نفسه، بالتالي بيهتم إنه يعمل بحث محترم عن الموضوع اللي ناوي يشتغل عليه.
فالإنسان اللي يتفرج ع البرنامج وفي نهاية الحلقة هيلاقي نفسه، مش محتاج يسأل أي أسئلة.. لا عن موضوع الحلقة ولا عن الشخصيات المرتبطة بالموضوع، والأهم.. ولا عن الثقافة اللي نابع عنها النوع ده من الفن.
بس في نفس ذات الوقت هيلاقي نفسه قصاد أربع أسئلة:
- الله.. إيه كل ده؟
- معقول كل الحلاوة دي صناعة محلية؟
- هل عندنا أمكانيات تُبرز الجمال ده أكتر من كده؟
- لما دي أول حلقة.. أمال البلد فيها إيه ماعرفهوش؟
عمل مش ناقصه غير إن عنوانه يكون بالمصري (مصر بتغني).
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال