602 مشاهدة
مصر دولة عظمى .. فرصة “المتحدة” الذهبية و الاخيرة والتغيير قفزة ثقة
-
رشا الشامي
إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة
القرار المهم بتغيير مجلس إدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وتعيين المصرفي حسن عبدالله رئيسًا لمجلس الإدارة خلفًا للمنتج تامر مرسي، قرار شجاع وقوي يستلزم إعادة قراءته بطريقة أكثر تعمقًا من مجرد تغيير وتجديد دماء وتنوع كوادر إلى آخر ما قيل من تعليقات تندرج ضمن الكلام اللطيف والمجاملة.
القرار يعد تغير في استراتيجية الدولة حيال إدارة الإعلام والإنتاج من هيمنة كاملة الإشراف حتى وإن حدثت مشاركة لشركة أو اثنين إلى انفتاح أمام جميع الشركات المتواجدة في السوق بالفرص نفسها لكل مُنتج وتراجع (المتحدة) خطوات واسعة للخلف باعتبارها كيان عملاق يمتلك قرار الإنتاج وقرار العرض ما يعزز تساوي الفرص بعدالة أمام المنتجين ويعظم من قيمتهم لدى منصات العرض وفق المنتج النهائي نفسه وقدرته على تحقيق التأثير والمتعة في آن واحد.
وجود مصرفي بحجم وتاريخ حسن عبدالله يشرح الجانب الآخر من التغير في استراتيجية (المتحدة) التي تستهدف التحرر والمشاركة فهذه المرة تعلنها (المتحدة) بوضوح عن طرح جزء من أسهمها في البورصة الأمر الذي يلزمه الشفافية والحوكمة وتحقيق النجاح والربح فلن تكون الأرقام سرًا غير معلن وهذا يمكن ترجمته بتغير السياسات الداخلية للمجموعة إلى ضرورة الرقابة المالية الصارمة مع الدفع بترشيد الإنفاق والالتزام بالشفافية، ويعد كشف (المتحدة) لأرقام الإنفاق والربح والخسارة في المؤتمر إعلانًا عن عصر جديد باتجاه مختلف ومغاير تمامًا للنهج القديم .
هناك تغير آخر مهم لم يأخذ حظه من التعليق والتفاعل كما حظي التغيير في إتاحة الفرص أمام المنتجين على الرغم من الأهمية القصوى لهذا التغيير في استمرارية (المتحدة) بنجاح خططها واستمرار الفرز لصناع المحتوى المحترفيين والصناع الأكفاء، هذا التغير الآخر هو في استراتيجية (المتحدة) فيما يتعلق ببيع الإعلانات وربما لم يلقى الاهتمام المستحق في نظري لأن (المتحدة) هي الطرف الخاسر الأول والكبير من عدم وجود استراتيجية فاعلة لبيع الإعلانات لديها وهو مصدر مهم جدًا لتحقيق الأرباح والهيمنة غير المباشرة على السوق.
ووفق هذا الصدد جاء البروتوكول الذي وقعته (المتحدة) مع مجموعة ام بي سي والذي تضمن إلى جانب المشاركة في إنتاج الأعمال التاريخية الضخمة والتوزيع والعرض خارج السوق المحلي جاء ذكر مجالي بيع الإعلانات ومحاربة القرصنة وهما مجالين على أهميتهما فمؤسسة ام بي سي لديها تاريخ مهم في كليهما وأتوقع أن يصب هذا التعاون في صالح (المتحدة) التي تمتلك كل وسائط الإعلان التقليدي وغير التقليدي ولديها بسبب ذلك حرية ومرونة في ابتكار مزيج الوسائط المناسب لكل عميل أو مشتري للإعلان وتأتي تبعيتها للدولة عاملًا مساعدًا وفاعلًا في قدرتها على الحصول على معلومات وبيانات من مراكز الأبحاث عن سلوك المستهلك لتطوير ملف تعريف المستهلكين المستهدفين من قبل المشتري ومطابقة الملف الشخصي لكل مستهلك مع عادات الوسائط المختلفة الأمر الذي يعزز من إمكانية وصولها كبائع إعلان لكل متصفح ممكن وكل مستهلك ومشتري متوقع.
وهنا أتمنى أن تكتسب (المتحدة) الخبرة في سوق الإعلانات من تعاونها مع مؤسسة مثل ام بي سي لتستطيع أن تحقق الفائدة دون تبعية والربحية دون استغلال ومع إدراكها لقيمة البيانات للمستهلكين التي يمكنها أن تكون وحدها مصدرًا مهمًا للربح في ظل السوق المصري الذي يعتبر الأول عربيًا من حيث حجم الاستهلاك واستخدام الانترنيت، حتى لا يتأخر لحقاها بمقعدها المُستحق في القطار كثيرًا
منذ أكثر من خمس سنوات ومع بدايات تأسيس إعلام المصريين قبل (المتحدة) وأنا أحلم وأقترح بإنشاء مركز لبحوث المستهلك ودراسة سلوك المتصفح [News Explorers] وعلاقاته مع الوسائط المختلفة مع تحديد مواصفاته الديموغرافية لنتمكن بسهولة من اتخاذ خيارات إعلامية وإعلانية صحيحة مع ضمان أن الأشخاص متصفح/مستهلك المناسبين سيرون أو يسمعون رسائلنا بسهولة وفق القدرة على مزج الوسائط ومطابقتها لتلبية أهداف الحملة المطلوبة.
بالتعاون الجديد مع موسسة إم بي سي يجب أن تحظى (المتحدة) بكوادرها التي تمكنها من الوصول إلى مستهلكين مختلفين في سياقات مختلفة وفي أوقات مختلفة أيضًا في وقت قريب.
وستكتشف (المتحدة) مبكرًا خلال الرحلة ضآلة رقم أرباح الإعلانات الذي تم الإعلان عنه خلال المؤتمر نسبة لحجم ما تمتلكه من فرص وأنها حتى الآن يمكن تلخيص استراتيجيتها الإعلانية السابقة في جملة واحدة وهي (المعلنون يتكلمون، والمستهلكون يستمعون) وشكرًا للإعلانات الحكومية بالوسائل التقليدية من تليفزيون وراديو ورعاة رسميون ودمتم.
أما عن مجال محاربة القرصنة فيمكنك بسهولة أن تجرب الحصول على سكرين شوت لعرض عمل من أعمال شاهد من خلال منصتهم على سبيل التهكم وليس على سبيل المثال وستحصل على صورة شاشة سوداء -جربها- فيما كان يمكنك الحصول على جميع المسلسلات المصرية لموسم رمضان الماضي عبر تطبيق تيلجرام وبمواعيد منتظمة وتسبق العرض التلفزيوني للأسف في بعض الأحيان بسهولة ودون إعلانات، ناهيك عن الخبرة السيئة لمستخدمي تطبيق واتش ايت والتي يمكنك ملاحظتها دون حاجة لاستقصاء.
المهم، نعم التغيير الذي حدث وتم الإعلان عنه خلال المؤتمر الذي عقد يوم ٢٩ مايو ٢٠٢١ الماضي هو بمثابة قفزة الثقة التي لا يقدم عليها غير شجاع يعي جيدًا أنها خطوة واجبة تعدل المسار وهي الفرصة الأخيرة لتدارك الأخطاء واستيعاب الجميع وتحقيق المكاسب والهيمنة الحقيقية باعتبار أن شراكة أصحاب الخبرة ذكاء وإتاحة الفرص والمنافسة منطق يجب أن يكون حاضرًا والتجريب ضرورة التعلم والتطور.
الآن اترك عنك الإعلام والإعلان والهيمنة وفكر في التالي :
متى يمكن لأمة أو شعب ودولة أن تحرز تقدمًا ونجاحًا وتأثيرًا حقيقيًا ؟
هل عندما يكون العصر الذهبي دائمًا خلفك تتذكره كلما صادفت خيبتك، تتحسر على أيام الريادة التي عشتها طفلًا ولم تكن فاعلًا فيها أو حتى موجودًا !
إلى أصحاب القرار ومعاونيهم وإلينا جميعًا؛ إن لم يكن العصر الذهبي أمامنا لا خلفنا فليس هناك أمل في أن نصل إلى شيئ فكيف نحاول الوصول لماضي لا يمكننا ببساطة العودة إلى زمنه.
هل ندرك حقًا ما نريد الوصول إليه ؟ ربما نحتاج لإعادة صياغة وبالتأكيد قفزة الثقة الشجاعة التي تحققت يلزمها آداء متفرد ومختلف.
تريد الدولة المصرية بعد عقود من الدروس المهمة تفعيل قوتها الناعمة من خلال الخطاب الإعلامي والإبداعي لصالح مصر، عليها أن تتقي شر الفوضى وتداخل الأجندات والأهواء وترغب في بناء الدولة الحديثة ومعها إعادة بناء الإنسان المصري الذي شوهه الإهمال والجهل، ترى الدولة وهي محقة أن القوة الناعمة أكثر تأثيرًا وأقل تكلفة من الإجبار وأنها البوابة الرئيسية للإقناع ونصر الأيدولوجيات، فإن تركت الدولة المصرية مكانها فارغًا وتخلت عن مسئولياتها ستحل محلها الأهواء الشخصية والخارجية الأخرى وتكون الساحة المصرية بما تحويه من أدمغة مجالًا مستباحًا دون مقاومة للحلفاء قبل الأعداء لكنها مع ذلك وفي التجربة القصيرة الفائتة لم تكن شجاعة بالكفاية اللازمة ربما لأنها لم تكن تعرف كيف يمكنها الوصول عبر أذرعها الإعلامية فقررت أن تكون هي الرأس الذي تلقى في النهاية كل الضربات حتى ممن استخدمتهم وربحوا من وراءها الكثير.
إذا تخلينا عن عقدة الحنين إلى الماضي وتقديسه واعتباره دائمًا العصر الذهبي الذي يجب علينا العودة إليه وتخلينا معها عن ضرورة تبعيتنا بانسحاق ونسخ أعمى عن تجارب دول العالم “المتقدم” وقررنا التوقف عن تبني نماذجهم وإعادة تطبيقها اليوم كما هي وتوقفنا أيضًا عن إعادة تدوير ما نمتلكه من أدوات بدون إعادة صياغة، فمن المؤكد أن هذه الخطوة وحدها كفيلة بأن نستطيع صياغة خطة نجاحنا الخاصة بخلطة تناسب قدراتنا وتوافق تركيبتنا وأهدافنا وتراعي خصائصنا كمجتمع وأفراد وليس ذلك لأننا في مرتبة أدنى أو لأن قدرنا أقل بل لما نتمتع به من اختلاف في الهوية والثقافة وفي الأهداف كما يجب أن ننتبه أثناء ذلك إلى خطورة التحريض على المبالغة في التفخيم والتضخيم لما نمتلكه من قدرات والإحساس بالتميز على الآخرين بحضارة الأجداد وبالأستاذية المبالغة تجاه الأشقاء العرب لأن كل ما سبق كان عثرة في طريق الإدراك الذي نريده أن يفيق، ما نحتاجه هو أن نأخذ من ماضينا عبره ومن تجارب من سبقونا علمهم ونعيد تكييف ذلك بما يصلح لنا (customized) وفق ما نريده حرفيًا ووفق طلبنا ولا أظن أننا قد ننجح دون أن نفعل.
لو علمت أن مصطلح “القوة الناعمة” تمت صياغته لأول مرة من قبل الأكاديمي بجامعة هارفارد جوزيف ناي في أوائل التسعينيات، وتم تطوير المصطلح نفسه من قبله منذ ذلك الحين عشر مرات – هل تخيلت؟ – رغم أنه على بساطة التعريف الأولي الذي يُعرَّف بأنه قدرة أحد الفاعلين على التأثير في سلوك الآخر للحصول على النتيجة التي يريدها من خلال الجذب والخيار المشترك بدلاً من الإكراه العسكري و / أو الاقتصادي – حيث يعتبر الأخير هو وسيلة “القوة الصلبة” المركزية.
فهل تتفق مصر مع تعريف ناي أم تعتقد أنه ليس لها الحق في ذلك؟
ربما لن تبتعد مصر كثيرًا عن تعريف الأمريكان للقوة الناعمة لكنها بكل تأكيد بحاجة لصياغة ما تريده بوضوح وتريد أن يريده المستهدفون بقوتها الناعمة سواء داخليًا من جهة الشعب والأفراد أو خارجيًا والذي ستتبناه سياستها ودبلوماسيتها الخارجية.
أبسطهالك !
عندما أرادت الولايات المتحدة الترويج لنفسها بهدف استقطاب المهاجرين فإنها صاغت الحلم الأمريكي ليكون هو أحد أهم أيدولوجياتها والذي كان مبني على اتاحة الفرص للوصول لحياة رغدة وسهلة لكل إنسان حتى لو لم يكن يملك شيئًا طالما كانت لديه القدرة والكفاءة والتصميم.
ونجحت الولايات المتحدة في أن تقنع الحالمين حول العالم خارج أمريكا وداخلها في تصديق هذا الحلم وتبنيه، ولكن ذلك لم يكن اعتباطًا بل وضعت أمريكا أفكارًا تعبر عنها وتمثلها لتشكل بسهولة صورتها الذهنية التي ستسهم في تحقيق أيدولوجياتها فتبنت السلام والهيمنة، الرأسمالية، الديمقراطية والثقافة الخاصة بها التي أرادت شيوعها وحصل وفاعليتها في تشكيل العلاقات الدولية.
ولأنها نجحت في الترويج لما أرادته حازت على إعجاب شعوب كثيرة والتي اقتدت بها وقلدت حياة الأمريكيين واعتبرت أفكارهم هي الصحيحة دون فرض لاحتمال خطأهم أو ضرورة مناقشتهم، وإن لم نفلت من الوجبات السريعة الأمريكية الضارة جدًا بالصحة لعقود فهل تعتقد بسهولة أنه يمكننا تقبل إعادة مناقشة فكرة مثل الديمقراطية مثالًا وهل حققت بعد كل هذه السنوات المرجو منها بحق، هل فعلًا ساد العدل بين الأفراد وشعوب المجتمعات الديمقراطية ؟ وهل قادت الانتخابات حقًا الكفاءات إلى مقاعدها المستحقة ؟
وهل علينا شتم الديمقراطية على سبيل المثال كحل بديل أم تبني أفكارًا تصفنا وتمثلنا ليقتنع بنا العالم شرط أن تكون الدولة قادرة على تكوين صورة يرى بقية العالم أنها مرغوبة وتستحق محاكاتها.
لذا أمام (المتحدة) فرصة ذهبية لإعادة تقديم مصر ضمن قيم وأفكار تصفها وتمرر بها وعبرها أيدولوجيات الدولة وتعزز من قدرتها.
يحتاج الأمر لقرار بمستويات عليا ولكن لا يمكنني تخيل مصر دون الأفكار التالية :
الحضارة/التاريخ، التعاون والاتحاد، الريادة، الإبداع والثقافة ربما هي أفكار مبدئية يمكن الأخذ والرد عليها بالحذف والإضافة لكن من المؤكد أنه يجب أن يكون لدى أصحاب القرار وأصحاب المصالح (أهل الصناعة) اتفاق حول الصياغة والصورة الذهنية المنشودة.
هل يجب أن يحمل الإبداع رسالة ؟ فخ الفن الهادف تحدي مهم أمام (المتحدة)
عى سبيل المثال في فيلم Meet the Robinsons وهو فيلم كوميدي أمريكي للرسوم المتحركة أنتجته والت ديزني ويعد أحد أهم الأفلام التي حققت أرقامًا بشباك التذاكر عند عرضه عام 2007 يخترع فيه البطل آلة للسفر عبر الزمن، خلال الفيلم جاءت الدعوة لتكرار المحاولة وفتح أبواب جديدة حتى النجاح شعارًا على لسان البطل ( keep moving forward ) وانتقلت إلى الشخصيات المشاركة في الفيلم الذي عرض التقدم التكنولوجي في أمريكا باعتباره حلًا للمشكلات مع توصيفه للحلم الأمريكي الذي يعد بالحرية وإمكانية تحقيق الأحلام في حال التصميم والمثابرة حتى في حصول الطفل اليتيم على أسرة تحبه.
وفي الوقت نفسه تضمن الفيلم سخرية من أمريكا بالإشارة لاعتقاد الولايات المتحدة الدائم بأنه يمكنها فعل كل ما تريد باعتبارها أكبر دولة فلن يقف أحد في طريقها كما جاء على لسان البطل : انا دائمًا صح حتى وأنا مخطئ.
وكما قدمت السينما الولايات المتحدة كحلم وثقافة يريدها الجميع جاءت أعمالًا كثيرة تقدمها باعتبارها مرتعًا للمخدرات والجنس وسيطرة الرأسمالية، وربما كان التوازن والتنوع سببًا في نجاح إنتاجها وتحقيق أهدافه.
الانتقادات التي توجه دائمًا للأعمال الإبداعية باعتبارها مسفة أو تحرض على الابتذال أو العنف أو تسيئ للمجتمع هي انتقادات من عمر الفن نفسه لكن عندما تتبنى الدولة بنفسها رعاية الإبداع وتتحمل مسئولية الفن أمام الجمهور تجد أصوات الانتقادات التي تريد تحرير الفن من رسائله أكثر صخبًا ليس فقط للتحقق الإنساني السهل من الرفض والمعارضة خاصة عندما تكون موجهة إلى الدولة ولكن لأن التناول المباشر والرديئ يهيئ الفرصة للهجوم ويجعله مستحقًا ويسهم في تأصيل أن الفن للفن أي للمتعة فقط ولا يجب أن نلزمه بأبعد من ذلك – على الرغم من أن هذه الأصوات المعارضة لن تتوقف كثيرًا أمام أن هذا الفن مثلًا الذي تريد أن تحرره من المضمون الهادف ليس ممتعًا وليس مسليًا وليس فنًا أصلًا لكن التحرر من أي التزام يظل أكثر جذبًا وإثارة للجدل وطريقًا غير مباشر لتفريغ الغضب أمام أي مسئول خاصة لو كانت الدولة في مرمى الهدف.
في رأيي أن صناع العمل باعتبارهم بشريين فلديهم قيمًا داخلهم ومعان إنسانية تنتقل تلقائًا في إبداعهم الذي يعبر عنهم لذا فعلى (المتحدة) أن تنجح في استخدام القوة الناعمة المتمثلة في علاقاتها بالمبدعين والصناع لتستطيع إقناعهم بما تريد بحيث يريدونه هم أيضًا وباتفاق غير مباشر سيكون لذلك الأثر الواضح على ما يقدموه
إن الإملاء والفرض لا يمكنه أن ينتج أعمالًا قادرة على المتعة والتأثير لسبب واضح غير مخالفة الإجبار للتعريف الأساسي لمفهوم القوة الناعمة وهو أن هذا الطريق لا يستقطب إلا المحدودين فتجد كتابًا سيئين وممثلين دون موهبة ولا تأثير ومخرجين دون قيادة فيخرج العمل ولا يلقى النجاح لدى الجمهور رغم الإنفاق فتتلقى الدولة النقد في منتصف الرأس بتوقيع يؤكد أن الفن ليس رسالة !
رغم أن العالم كله نجح في انتاج فن ممتع ومسلي ومؤثر وأن هذه القدرة ليست بعيدة عنا ولا تحتاج لقدرات خارقة.
هل توقف أحدهم أمام كلمة “تنمر” التي استجدت على الثقافة المصرية وغيرت من الموروث الشعبي الذي كان يميز المصريين بخفة الدم والنكات والسخرية من أنفسهم دون أن يستشعروا دونية من وراء ذلك بل كانت طريقة في تعميم اللهجة المصرية في الوطن العربي واجتذاب العرب لمشاهدات المسرحيات المصرية خاصة في فصل الصيف ؟
والآن بدأت في ملاحظة استيرادنا لكلمة (ترفيه) تخرج على لسان مذيع برنامج حواري شهير وهو يتحدث عن التغيرات في (المتحدة ) ثم عنوانًا لخبر بإنشاء مدينة للترفيه بالعاصمة الجديدة.
إذًا لا يمكننا الاستمرار بشعار ( keep moving forward ) بالطريقة نفسها بدون جرأة في التغيير كالتي حدثت بقرار شجاع من (المتحدة) وتخطيط وإعادة صياغة لذلك رأيت أن قفزة الثقة الهائلة تستحق الدعم والكتابة والتفاؤل.
الكاتب
-
رشا الشامي
إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة
ما هو انطباعك؟
أحببته
4
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide