مصطفى يونس والخطيب .. مدخل إلى فقه “العلاقات المعقدة”!
-
عبد الرحيم طايع
- شاعر وكاتب ولغوي - أصدر ثلاثة عشر كتابا إبداعيا - حصد جائزة شعر العامية من اتحاد الكتاب المصريين في ٢٠١٥ - كرمته وزارة الثقافة في مؤتمر أدباء مصر ٢٠١٦ - له أكثر من ٥٠٠ مقالة منشورة بصحف ومواقع معتبرة
كاتب نجم جديد
يعرض الكابتن مصطفى يونس على الهواء قطعة أرض كبيرة على النادي الأهلي.. يقول إنها ملك لأصدقاء له، وإنهم يحبون أن تكون للأهلي.. يسأله الإعلامي الذي استضافه: لماذا لا يذهبون بحكايتها إلى مجلس إدارة النادي مباشرة؟
يقول: لأنني أقرب إليهم؛ فمن خلالي يعرضون الموضوع على النادي، ولو جرى اتفاق فسأستفيد بلا شك.. لكن تهمني استفادة الأهلي!
في البرنامج نفسه (البريمو- يقدمه الإعلامي إسلام صادق وآخرون- قناة Ten) يقول الكابتن مصطفى: الخطيب ليس ابن النادي الأهلي.. وفد إليه من نادي النصر بعد حصوله على الاستغناء؛ فليس بالابن الأصيل.. ويقول (مقيما التجربة الإدارية للخطيب): نسبة نجاحه ضئيلة.. وأضاع هيبة الأهلي، ولم يتعلم شيئا من حسن حمدي.
مع ذلك يعترف الكابتن يونس للخطيب بالأسطورية كلاعب فذ، واصفا إياه بأنه أعظم من لمست قدماه كرة القدم في تاريخ الكرة المصرية.
في فضائية أخرى يقول قلب الدفاع القديم وأحد كباتن النادي الأهلي في زمن مجيد من أزمنته: لا علاقة تجمعني بالخطيب حاليا.. أتصل به ولا يرد.. وما دام لا يرد فكلمتي له: “باي باي كمبورة”!! (ملعب On Time مع سيف زاهر- قناة On Time Sport)
في فترة مرض الخطيب (ورم المخ الحميد) بكى الكابتن مصطفى يونس على الهواء حبيبه الخطيب أيام كان الخطيب يجري جراحته بالخارج.. بكاه بحرارة صادقة.. هو الذي يصف العلاقة بينهما بالجذرية الراسخة.. ولا ينفك يقول: عشرتنا قرابة نصف قرن.. وكنت ألعب مع الخطيب وأستمتع بمشاهدة مهاراته الفائقة في الوقت نفسه. من عجيب أن الكابتن مصطفى يونس كان ممن سارعوا بإذاعة خبر المرض القاسي الذي كان الخطيب العملاق حريصا على جعله في الخفاء إلى حين، وبمبالغة أثارت فزع جماهير الكرة والناس وفزع أسرته التي لم تكن تعلم حقيقة حالته الصحية أيضا، هكذا فعل نفس ما فعله إعلاميون آخرون جافوا المهنية حينئذ، منهم مدحت شلبي ومحمود معروف، وهو ما انتقده الكابتن
إكرامي، في وقته، بمداخلة تليفونية ذائعة مع أحد البرامج بقناة الأهلي الرسمية.
..
من جهته يصف الخطيب دائما صديقه مصطفى يونس بأنه من المقربين إليه.. لا ينفي فتور العلاقة بينهما في الآونة الأخيرة، لكنه يمتدح صديقه لاعبا وإنسانا.. فرأيه في اللاعب إيجابي للغاية طبعا وأشهر من أن نكرره، وأما عن الإنسانيات التي جمعتهما فيقول كثيرا: في عزاء شقيقتي لم يتركني مصطفى يونس إلى النهاية.. وفي عزاء والدته كان غائبا ووقفت أنا مكانه! (برنامج كورة النهارده- أحمد شوبير- قناة مودرن).
تبدو الحرب بين الخليلين من جانب واحد تقريبا، ولو ظاهريا، هو جانب الكابتن مصطفى يونس، وتبدو من أعجب الحروب؛ حيث لا يغيب ملمحها العاطفي طوال مشاهدها الصاخبة الدامية؛ إلى حدٍّ قد يفسر معنى “العلاقة المعقدة” التي يسأل كثيرون عن معناها إذ يصادفون مثلها بوفرة في “السوشيال ميديا” كتحديد لرابطة تربط بين شخصين!
يعزي كثيرون تصريحات يونس الصادمة إلى مصالح شخصية كان يتوقع تحقيقها مع رئاسة صديق عمره للنادي الأهلي، لكنها لم تتحقق، ويعزونها إلى تناقضات في شخصية يونس نفسه، وإلى نرجسية في صلب تكوينه تظهر لكل من يتابع مسيرته الرياضية ويراقب ردود أفعاله على الأحداث عموما، وأعزيها أنا إلى نبرة هجومية حادة اعتادها المدافع القدير؛ ربما كتعويض نفسي عن بقائه في الصفوف الخلفية، من غير أن يحرز أهدافا مؤثرة كالتي يحرزها الهدافون، وعلى رأسهم صديقه العبقري المذهل!
في 2019، أعلن الكابتن عن انضمامه المحتمل إلى قناة الزمالك، كصاحب برنامج هناك، وسبق ورفع علم المنافس التاريخي لقلعته الحمراء في احتفاليته بمنشآته الجديدة في 2015..
لا أهاجم هنا الكابتن مصطفى يونس؛ فأنا متعاطف معه، بمعنى ما، إلا أنني منحاز للخطيب انحيازا واعيا؛ فهو الذي أكد انجذاب الأغلبية إلى النادي الأهلي مما يعجز يونس وأضعافه عن تأكيده.. أكده بفنه الباهر وأخلاقه الرفيعة الممدوحة واجتهاده الإداري ولا أقول تفوقه!
في الآخر، وهنا مربط الفرس، أنا واحد من الذين يحزنون بشدة حين يعاينون اختلاف الرموز الذين قطعوا مشاويرهم الصعبة في المضمار الواحد معا..
يوم قال الكابتن فاروق جعفر: إن الموهوبين الثلاثة الذين أنجبتهم الملاعب المصرية هم الخطيب وعلي أبو جريشة وأنا.. قلت في نفسي يومئذ: لماذا لم يذكر رفيق رحلته الكابتن حسن شحاتة؟!
هو حر الاعتقاد طبعا، غير أن الكابتن حسن يستحق بلا جدال؛ ولو لم يكن الذي لعب في جميع المراكز، بإجادة تامة، يستحق لقب الموهوب فمن ذا الذي يستحقه؟!
قلت مثل ذلك في نفسي؛ لأن جعفر وشحاتة موهوبان عظيمان فضلا عن كونهما رفيقي مشوار طويل بالزمالك، ولا يزالان متواصلين بالمودة، فمن الغرائب أن ينسى أحدهما الآخر في مقام لا يصح فيه النسيان. إنني أشعر بكيد الأخ لأخيه في الرياضة، كما في غيرها من المجالات، بكامل الأسى والأسف؛ فهل العقل السليم في الجسم السليم حقا؟!
الكاتب
-
عبد الرحيم طايع
- شاعر وكاتب ولغوي - أصدر ثلاثة عشر كتابا إبداعيا - حصد جائزة شعر العامية من اتحاد الكتاب المصريين في ٢٠١٥ - كرمته وزارة الثقافة في مؤتمر أدباء مصر ٢٠١٦ - له أكثر من ٥٠٠ مقالة منشورة بصحف ومواقع معتبرة
كاتب نجم جديد
كان مصطفى يونس يطلق اسم مجلة الخطيب على جريدة الاهلى لانها دوما تنشر صورة كبيرة للخطيب ..ولم يعلم ان هذه الصورة عى التى كانت تضمن بيع جميع العدد بعكس لو وصعت ثورة اى نجم اخر ..رفض مصطفى اعطاء الشارة للخطيب وتمسك بحقه فى ارتدائها ..السؤال الذى يعذب مصطفى هو لماذا الخطيب ..ولن يجد له اجابة .