502 مشاهدة
مع الرجل الستر أولى بالتأكيد !
ماذا ستفعل لو رأيت لصًا يسرق في مكان عملك، أو في صيدلية أخيك، أو في دكان خالك للبقالة ؟!! ماذا ستفعل إذا رأيته يمد يده على هاتفك المحمول ويخبئه في جيبه ؟؟!! ماذا ستفعل إن شاهدت إرهابي يحاول تفجير إحدى الأماكن العامة ؟؟ هل ستذهب إليه وتربت على كتفه وتقول : ربنا أمر بالستر؟؟!! ماذا إذن عن شعورك لو شاهدت شخصًا يتحرش بابنتك ؟؟؟.
لن يعي أحد معنى أن تتعرض لانتهاك جسدي وأنت طفل، أبلغ من العمر أربعين عامًا وإلى الآن لازلت أتذكر وجه ذلك الحيوان الذي تحرش بي وأنا طفلة وهتك عرضي، أتذكر نبرة صوته المستثار جنسيًا، أتذكر أنفاسه المقززة، ندبة ستظل عالقة في روحي وعقلي حتى الموت، وتجد حفنة من أعفن خلق الله يتحدثون عن الستر ويبررون التحرش بحجة الكبت الجنسي والمرض !!.
“أما الستر على الأذى والفساد هذا يُطْمِعه في الإيذاء والفساد وانتهاك الحرمات، وجسارة غيره على مثل فعله. فتجب المبادرة بإنكارها عليه، ومنعه منها على من قَدر على ذلك، ولا يحلُّ تأخيرها، فإن عجز، لزمه رفعها إلى ولي الأمر، وهذا مجمع عليه” هكذا لخص النووي منذ 700 عام مفهوم الستر قائلا مجمع عليه، ويقول ابن عثيمين: “فالسترُ قد يكون مأمورًا به محمودًا، وقد يكون حرامًا.. فإذا رأينا شخصًا على معصية، وهو رجلٌ شريرٌ منهمكٌ في المعاصي، فلن يزيده الستر إلا طغيانًا.. فإننا لا نستره، بل نبلغ عنه حتى يُردع ردعًا يحصُل به المقصود”، وفي إندونيسيا البلد ذات الحكم الإسلامي قبل أن يحبس المتحرش، يتم فضحه وتوضع صورته مع اسمه وتحتها عبارة : المجرم الحقير الوضيع !!.
العجيب أنه لو كانت الفضيحة لأنثى فسيتداول الفيديو على جميع موبايلات مصر، والأكثر عجبًا أن هؤلاء الذين نادوا بالستر على ذلك الخنزير هاتك عرض الطفلة، هم نفسهم من علقوا المشانق لسيدات بحفلة خاصة تناولوا فيها قطع الجاتوه على شكل أعضاء جنسية بدون أي ضرر لأحد، أو أذية لمخلوق، ولكن مع الرجل فالستر بالتأكيد أولى !!.
علامات جسدية تدل على أن طفلك تعرض للتحرش أو الاعتداء الجنسي
إن القضية ليست قضية شخصًا واحدًا لديه كبت أو أمراض أو أيًا كان من مسميات الإخوة المتحرشين، بل هي قضية أننا نعيش في صفيحة قمامة تقتات على الاستقواء على الأضعف والمختلف، سواء أطفال أو نساء أو معاقين أو حتى حيوانات!!.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
