معضلة مربوحة .. شئ من التآمر !
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لا يمكن وصف ما يحدث على مواقع السوشيال ميديا من ساسها لراسها إلّا بالتآمر .. وفي حقيقة الأمر هما درجتين من التآمر .. حيث أن اللجان تتبع نوعين من التصفية .. وهي أولًا خلق الحالة من اللاشئ، وثانيها هي تصفية من يعرض على منهج اللجان الإلكترونية، تصفية معنوية بواسطة الكوميديا والسخرية من الرأي المضاد تارة أو السخرية من الشخص المعترض على هذا الاتجاه .. وأدرك ضباع كثيرين هذا التوجّه مؤخرًا فاستطاعوا التحكم في السوشيال ميديا بعدما كانت مساحة لبعض من الحرية حتى أصبحت معايير الفيس بوك والسوشيال ميديا نفسها تسير في اتجاه تقييد الحريات.
وكما الوضع في الكل كما هو في البعض .. أصبحت السوشيال ميديا سلاحًا يستخدمه البعض في تصفية بعض الأعمال دراميًا، وأدبيًا، وحتى على مستوى تشويه الصورة العامة لمصالح شخصية .. وظهر ذلك جليًا في أزمة الفنانة رحمة أحمد “مربوحة” والتي توّجها الجمهور بتاج الملك في الموسم الرمضاني المنقضى .. وذلك غالبًا جاءت من الظلام، حيث لم يحسب أحدهم حسابًا لتلك الموهبة البرّاقة التي لمعت فظهر بجانبها (انصاص) و (ارباع) المواهب، وأثارت تساؤلًا كبيرًا : طالما نمتلك مواهب على هذا القدر من الكفاءة .. إذًا لماذا نعاني من تكرار الوجوه الجديدة على الأقل ؟ .. وهكذا دخلت مربوحة إلى الوسط الفني من الباب التقليدي الذي ظن الجميع أنه قد أٌغلق في وجه كل المواهب الجديدة، وما هو أكثر أهمية أن مربوحة قد حققت شعبية – على الأرض- موازية لشعبية السوشيال ميديا .. هو ما يفتقده كثيرات من نجمات (اليومين دول) .
إذًا .. نسأل نفسها السؤال الكبير .. هل هناك من يحاول إفشال نجاح مسلسل الكبير في شخص الفنانة رحمة أحمد “مربوحة”؟ .. الإجابة قطعًا دون مواربة أو تراجع من الآراء الساخرة من هذا الطرح : نعم هناك العديد من اللجان الإلكترونية التي تعمل تحت اسم صفحات رومانسية تدغدغ المشاعر ويستخدم أصحابها طريقة للكتابة تناسب اختراق عقل فئة كبيرة من المتحمسين من صغار السن الذين يمثلون شريحة كبيرة من الفئة التي لديها طاقة للتفاعل على كل وأي تريند يلوح في الأفق سواء أكان خاص بالوسط الفني أو وسط كرة القديم أو غيرها من التريندات، فهؤلاء الذين يريدون للفن المصري أن يظل فنًا ركيكًا غير مؤثر ، والذين خصصوا ساعات متواصلة على الهواء لتشويه مسلسل “الاختيار” – وهذا غير خفي على الجميع- والذاكرة الإلكترونية موجودة فيمكنك العودة إليها في أي وقت وقتما أردت .. هؤلاء يمكنهم تشويه كل منتج مصري أصيل، وإذا استطاعوا تشويه الهواء الطاير في مصر لما تأخروا للحظة !
وكما سألنا السؤال الكبير نسأل السؤال المُلزم لضبط تحليل الصورة .. هل كل من ينتقد مربوحة تابع للجنة إلكترونية ما ؟ الإجابة قطعًا لا .. فما تقدمه مربوحة في آخره عمل فني يمكن لأي إنسان أن ينتقده أو لا يستطعم مذاقه .. لكن هنا يجب أن نفكك تلك الحالة لهؤلاء الذين ينتقدون تلك الموهبة .. هل كل هؤلاء ينتقدون مربوحة؟ .. نستطيع القول أن لا .. هذا ليس بحقيقي.. فالمواطن المصري هذا العصر يمكنه أن يكون صاحب شخصيتين .. الأولى تشاهد مربوحة على الشاشة أثناء الإفطار ويضحك من قلبه، والثاني يستيقظ في داخله بمجرد أن يفتح حسابه الشخصي على السوشيال ميديا وهو ما يجعله ينتقد على الميديا ما يشيد به في الواقع، وهي مسألة طبيعية جدًا حيث أن ليس الجميع على قدرة واحدة في مواجهة الرأي العام الجارف الذي يمكنه أن يقنعك أن مجموع واحد وواحد ثلاثة وليس اثنان ! .. لذلك يمكننا وصف ما تمر به مربوحة بأنه شئ من التآمر لكن يجب أن تُحفظ مساحة لكل من لا يعجبه فن مربوحة أو موهبتها.. وهم – في حقيقتهم- قِلّة قليلة .. قليلة جدًا !
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال