همتك نعدل الكفة
1٬497   مشاهدة  

مفلسين : “الدين والديون” أشياء هامة عن الاقتراض لحل أزمة نهاية المرتب في منتصف الشهر

نهاية المرتب في منتصف الشهر
  • منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال



تبقى أزمة نهاية المرتب في منتصف الشهر هي إحدى ما يؤرق أي موظف أو صاحب عمل عمومًا، وتُطْرَح حلول لا تقل كارثيةً عن الأزمة ولعل أبرزها مشكلة الاستدانة.

اقرأ أيضًا 
بعيدًا عن كتب التنمية البشرية .. هل أجاب القرآن على سؤال كيف تصبح مليونيرًا

آفة الديون التي تحدث عند نهاية المرتب في منتصف الشهر أن نفس الراتب بالشهر التالي لن يهنأ به صاحبه لأنه سيصرفه على سداد الدين، وهذا يجعل البعض يقع في أشياء خاطئة من ضمنها التهاون في الديون.

المماطلة في السداد أسوأ من أزمة نهاية المرتب في منتصف الشهر

حديث المماطلة في الديون
حديث المماطلة في الديون

تبدأ الأزمة عندما يقترض المرء مبلغًا بسبب نهاية المرتب في منتصف الشهر ويقدمون وعدًا أن السداد سيتم حين استلام المرتب، ولما يحين وقت السداد يقومون بالتسويف، ولعل كتاب يسألونك عن المعاملات المالية المعاصرة أبرز محاذير كثيرة من مسألة التساهل والمماطلة.

ينص القرآن الكريم على أن أكل أموال الناس بالباطل محرم فقد قال سبحانه وتعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا”.

وتزخر السنة النبوية بالأحاديث التي تحذر من مغبة التساهل والمماطلة ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ومن أخذ أموال الناس يريد إتلافها أتلفه الله”، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من مات وعليه دينار أو درهم قضي من حسناته ليس ثم دينار ولا درهم”.

وينظر الإسلام إلى الديون بنظرة قوية جدًا في الاهتمام بالمكانة فالديون مقدمة على تنفيذ وصية الميت عملاً بقول الله سبحانه وتعالى “مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ:، وهو الأمر الإلهي الذي جعل النبي صلى الله عليه وسلم يمتنع عن الصلاة عمن عليه دين حتى يقضى دينه فقد جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بالرجل الميت عليه الدين فيسأل: هل ترك لدينه قضاء؟ فإن حدث أنه ترك وفاء صلّى عليه، وإلا قال: صلوا على صاحبكم. فلما فتح الله عليه الفتوح قال: أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن توفي وعليه دين فعليّ قضاؤه ومن ترك مالاً فهو لورثته”.

الهدية المالية على قيمة الدين ليست ربا

آية تحريم الربا
آية تحريم الربا

ربما يحدث تعثر في السداد نتيجة نهاية المرتب في منتصف الشهر ويصبر صاحب الدين ومن باب التقدير للصبر يتم إعطاءه هدية مالية أو عينية، لكن إن حدث هذا فليس له صلة بالربا لأن الأصل في القرض أن يسدده المقترض كما اقترضه وأما إذا أقرض وشرط أن يزيد عند السداد فهذا من الربا المحرم، وأما إذا اقترض وزاده عند الوفاء وكانت تلك الزيادة غير مشروطة عند العقد فمذهب جمهور الفقهاء جواز ذلك ولا تعد تلك الزيادة من الربا.

إقرأ أيضا
البابا شنودة الثالث

أدلة على كثيرة على تلك المسألة منها ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي رافع رضي الله عنه قال: “استلف النبي صلى الله عليه وسلم بكراً – الفتي من الإبل – فجاءته إبل الصدقة فأمرني أن أقضي الرجل بكره، فقلت: إني لم أجد من الإبل إلا جملاً خياراً رباعياً – جملاً كبيراً له من العمر ست سنوات – فقال: أعطه إياه فإن من خير الناس أحسنهم قضاء”.

وللعلماء أقوال متعددة في هذا فالإمام مالك قال “لا بأس بأن يقبض من أسلف شيئاً من الذهب أو الورق أو الطعام أو الحيوان ممن أسلفه ذلك أفضل مما أسلفه إذا لم يكن ذلك على شرط منهما”، أما القرطبي فقال “أجمع المسلمون نقلاً عن نبيهم صلى الله عليه وسلم أن اشتراط الزيادة في السلف ربا ولو كان قبضة من علف كما قال ابن مسعود أو حبة واحدة ويجوز أن يرد أفضل مما استلف إذا لم يشترط ذلك عليه لأن ذلك من باب المعروف استدلالاً بحديث أبي هريرة في البكر: (إن خياركم أحسنكم قضاء)”.

الكاتب

  • نهاية المرتب في منتصف الشهر منتهى أحمد الشريف

    منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان