ما بين الرحمة والسخرية وقلة التبرعات .. أصحاب ملاجئ الحيوانات يستغيثون : ادعمونا !

مما لا شك فيه أن لكل منا حلم لا يجرؤ على تحقيقه، أو ربما لا يملك الإمكانيات للتنفيذ، قل جُبن وعجز أو فقر مادي وفقر في الرؤيا، لا تهمني المسميات، ولكن ما يهمني حقًا مساعدة هؤلاء الأبطال الشجعان البواسل في استكمال ما قد بدأوه، فلطالما حلمت بإنشاء ملجأ للقطط المشردة والكلاب الضالة بعد أن فقدت قطتي (شيري).

بشكل بسيط كنت أشتري بجنيهين لانشون أو علبة زبادي، وعلى استحياء أقف لأطعم أية قطة شيرازي تصادفني لأن أهلها قد تخلوا عنها والقوها إلى الشارع، وعندما تجرأت قليلا قمت بشراء كيلو وربع سمك بخمسة جنيهات، ومضيت اطعم القطط التي قابلتني في طريقي، أو ألقي بقشور الأسماك للقطط الضالة وأحمل لهم زجاجات المياة، كلما نزلت لممارسة رياضة الجري على كورنيش الإسكندرية.

لن أحدثك عن نظرات الناس التي اتهمتني بالخبل، ولا عن نظرات القطط التي يملؤها الامتنان، لذلك لا تندهش يا صديقي إذا ما رأيتني يومًا أحمل كيسًا من الأسماك وعددًا مهولًا من القطط تتحلق تحت قدميّ.

 منذ يومين وأنا أتجول في صفحة الصديق رحيم أحمد الذي أعشق قراءة منشوراته على موقع الفيس بوك، رأيت ذلك البوست للجميلة دينا الشوربجي، كانت تشكر فيه عددًا من أصدقائها على حضورهم للشلتر(ملجأ الحيوانات المشردة)، تواصلت وتحدثت معها فقالت : أنا ربة منزل، بدأت علاقتي بالقطط عندما وجد والدي قطة تحت إطار سيارة، فجلبها إليّ، مكثت معي لإحدى عشر عامًا، كنت وقتها في الخامسة من عمري، أقطن مع أسرتي في فيلا، وعندما كنت أجد حيوانًا في الشارع مريض أو صغير أو يشعر بالبرد أو يحتاج لرعاية، أقوم بنقله لحديقة الفيلا وأطعمه وأسقيه وأداويه.

سألتها : ما هي الصعوبات التي تواجهك في الشيلتر ؟ فأجابت : حاليًا أحتاج للانتقال من المكان لأن السقف متهالك، وكذلك أحتاج لدفع الإيجار المتأخر والكهرباء وأجور العمال والعيادة، وأواجه صعوبات كبيرة في جمع الأموال والتبرعات لأن الناس لا يساعدوني بالقدر الكاف، وأقوم الآن بجمع تبرعات للانتقال للشيلتر الجديد.

سألتها : هل تفضلين التبرعات النقدية أم العينية ؟

أجابت : لا أحتاج لنقديات إلا في حالة دفع الإيجار والمرتبات والكهرباء وشراء المنظفات والأدوية والطعام، لكن إذا قام المتبرعون بشراء أي شئ لا توجد أية مشكلة.

شكرتها ووعدتها بزيارتها وزيارة الشيلتر عندما أزور القاهرة.

أعتذر عن قسوة وبشاعة المنظر ولكنها حالات بالفعل وُجدت في الشارع بهذا الشكل، لذلك إذا كنت لا تستطيع الاحتفاظ بحيوان أو أن تتحمل مسئوليته منذ البداية، فلا تفعل، وكُن رحيمًا بتلك المخلوقات المسكينة، واحذر عقاب الله!!!

والآن يا صديقي هلا استمعت إلى صديقتك وحاولت أن تجرب إحساس أن يتطلع الناس إليك بإعجاب، وفي نفس ذات الوقت ينظرون إليك كأنك مجنون أو مختل، ولا تهتم لهم أو تبالي بهم، لانك سوف تنال ملايين الحسنات إحساس أن تزور هذه الكائنات الضعيفة التي لا حول لها ولا قوة، وتتبرع لهم ببضعة جنيهات أو ببعض الملابس المستعملة أو بقطع من القماش والبطاطين.

إقرأ أيضا

بيت الرعب في فرنسا.. العثور على 100 جثة قطة بداخل منزل

اقرأ أيضًا 
“التجارب على الحيوانات” المؤيدين: وسيلة هامة.. والمعارضين: استخدموا التكنولوجيا

جرب أن تذهب لإحدى تلك الملاجئ، وأن تساعد أصحابها والقائمين عليها، جرب أن تشتري كيلو من الأسماك الصغيرة أو بجنيهان لانشون، وقف لتطعم القطط المشردة في منطقتك أو الشارع الذي تقطن به، ثم تعال وحدثني عن إحساسك، وعن نظرات الناس إليك، وعن نظرة امتنان القطط لك أيضًا، فمن يقولون أن القطط ناكرة للجميل وقليلة الأصل وغادرة وخائنة، أود إخبارهم إن “محدش كده بجد غير الإنسان” وتأكدت من ذلك عندما قرأت بوست على موقع فيس بوك، قال صاحبه :

للتبرع لمدام دينا على رقم فودافون كاش : 01069750093
وللتواصل معها عبر موقع الفيس بوك مـــــــن هـــــــــــنــــــا
(وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)
(في كل كبد رطب صدقة)