همتك نعدل الكفة
725   مشاهدة  

ملالا يوسفزي .. الطفلة التي وقفت في وجه طالبان

ملالا يوسفزي


ظهر على مر التاريخ العديد من الشخصيات المؤثرة في المجتمعات، سواء كان تأثيرًا سلبيًا أو إيجابيًا، وفي هذا التقرير نستعرض حياة ملالا يوسفزي إحدى أهم الشخصيات في العالم، طفلة استطاعت بنشاطها أن تكون أصغر حاصلة على جائزة نوبل للسلام، أنها الباكستانية “ملالا يوسفزي”.

الطفلة الخطر

ملالا يوسفزي
ملالا يوسفزي

ولدت ملالا في منطقة وادي سوات في باكستان عام ١٩٩٧م، وهي بلدة فقيرة كانت تقدس الذكور ويقومون بإطلاق النار احتفالًا بهم، أما في حالة كان المولود أنثى فكانت الأم تقوم بتغطيتها ولا يذهب أحد للتهنئة لأنها تمثل العار من وجهة نظرهم، ولكن والد ملالا كان رجل متفتح ويرى الأمور بنظرة أخرى، وفرح كثيرًا بمولد ملالا لدرجة أنه قام بتوزيع الفاكهة والفلوس والحلوى احتفالًا بمولودته، كما قام بتسجيلها في شجرة العائلة، وقد كانت هذه هي المرة الأولى التي تُسجل فيها فتاة، واختار لها اسم ملالا تيمنًا بالبطلة الأفغانية “ملالا مايوندا”، التي ذهبت مع الرجال إلى الحرب لمعالجة الجرحى، وتوفت هناك في أرض المعركة”.

كان والد ملالا فقيرًا ولكنه يسعى لافتتاح مدرسة وقد كان، حقق حلمه وفتح مدرسة بها ٣ طلاب فقط، وتربت ملالا في تلك المدرسة وعشقت التعليم، وعندما بلغت ٤ سنوات فقط، بدأت في مساعدة والدها على نشر التعليم وتوعية الناس بأهمية تعليم البنات، وكان لديها لسان فصيح للغاية وذكاء حاد واستطاعت على إيصال المدرسة ذات الثلاث طلاب الى سلسلة مدارس بها مئات الطلاب والطالبات.

ظهور حركة طالبان

كانت ملالا تعشق وادي سوات بطبيعته الخلابة المميزة، لا يكدر صفوها سوى تلك العادات والتقاليد التي تكرهها بشدة، لانحيازها إلى الذكور بشدة، ولكن ظهرت مشكلة أكبر كدرت صفوها وهي حركة طالبان، الذين عاثوا في البلد فسادًا باسم الإسلام، وقاموا بمنع التعليم، وفرضوا تربية اللحية على الرجال، وهدموا محلات تزيين النساء، لدرجة أنهم قاموا بضرب ضربًا مبرحًا لأنهم وجدوا في المحل الخاص به قلم أحمر شفاه، كما قاموا بجلد فتاة ٣٤ جلدة في الشارع لأنها كانت متزينة تحت البرقع، ولم يكتفوا بذلك وحسب، بل قاموا بفتح قناة راديو وبدأ شيوخهم في غسل أدمغة الناس، وأصدروا فتاوى أن الفتاة التي تذهب للدراسة كافرة، وقاموا بهدم أكثر من ٤٠٠ مدرسة بهدف القضاء على التعليم نهائيًا.

مقاومة ملالا

مـلالا يوسـفزى
مـلالا يوسـفزى

لم تخنع ملالا يوسفزي لتلك القيود والأوامر، وظلت مستمرة في الذهاب إلى المدرسة المتبقية في السر هي و٦ بنات أخريات فقط، حتى قام جنود طالبان بهدم المدرسة ولم يعد بمقدورها الذهاب مرة أخرى، وكانت هذه هي الشعرة التي قصمت ظهر البعير، فلم تستطع ملالا السكوت وكتبت مدونة في هيئة الإذاعة البريطانية تحت اسم مستعار، وسردت فيها ما تفعله حركة طالبان في بلدها، وانتشرت المدونة في العالم بأكمله، وبدأت الصحف العالمية في مراسلة ملالا ووالدها، وبدأت التهديدات تصلها من زعماء حركة طالبان، وقاموا بإغتيال أصدقاءه للضغط عليه، بعد تلك الأحداث قام بعض الأهالي بإرسال بناتهم للتعليم مرة أخرى، وعادت ملالا للمدرسة.

محاولة اغتيال ملالا

في يومًا ما أثناء عودة ملالا من الامتحان برفقة صديقاتها، استوقفهم بعض الجنود الملثمين تابعين لحركة طالبان، وسألوا عن ملالا، ولم تجب الفتيات ولكن قام الجنود بإطلاق النار في الهواء، فتوجهت الأنظار ناحية ملالا، وعلى الفور قام الجندي بإطلاق ثلاث رصاصات ناحيتها، واحدة منهم أصابت ملالا في كتفها ورأسها، والباقي أصاب صديقتها المقربة، تم نقل الطفلتين إلى المستشفى، واعتقد الجميع وقتها أن ملالا توفت، ولكن تلك الفتاة القوية أبت أن تترك الدنيا على يد العدو، وتمسكت بالحياة.

انتفاضة العالم

مـلالا يوسـفزى
مـلالا يوسـفزى

انتشرت أخبار ملالا سريعًا في جميع أنحاء العالم، وتابعها الملايين، وكانت حالتها الصحية متدهورة للغاية، وتم نقلها لمستشفى عسكري لمحاولة إزالة الرصاصة من رأسها، التي تسببت في كسر عظمة، ونشرت جسيمات صغيرة دمرت غشاء المخ، ودخلت ملالا غرفة العمليات وظلت في الداخل مدة ثماني عشر ساعة كاملة، واضطر الأطباء لإزالة جزء كامل من الجمجمة، وأدخلوها في غيبوبة اصطناعية حفاظًا على نشاط المخ.

اقرأ أيضًا 
هدى شعراوي.. أكبر كذبة في تاريخ تحرير المرأة

كانت عروض تبنيها تنهال على والدها، وتكفلت دولة الإمارات بمصاريف نقلها لمستشفى الملكة إليزابيث في بريطانيا، وساهمت دول عديدة في مصاريف علاجها وإقامتها مثل الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وسنغافورة.

اقرأ أيضًا 
المرأة التي علمت العالم تصحيح أخطائه .. قصة “الكوريكتور”

وعندما فاقت ملالا من الغيبوبة وجدت أنها فاقدة للنطق، والسمع وخضعت لعمليات زرع قوقعة، وترقيع للجمجمة، وتحسنت حالتها بشكل ملحوظ، ولكن للأسف ظل الجزء الأيسر من وجهها مصابًا بشلل في الأعصاب وتأثيره واضح عليها حتى الآن.

إقرأ أيضا
مهرجان العلمين

إعلان طالبان

أعرب العالم بأكمله عن استياءه من الحادث، خاصة بعدما تبنت طالبان مسئولية الحادث، وأوضحت بكل تبجح أن ملالا رمزًا للكفر والفحشاء، وأنه يتوجب قتلها لمخالفتها قواعد القرآن حتى لو كانت طفلة، وأكدوا أنها لن تنجو بحياتها وسوف يقومون باغتيالها.

حركة العالم

هنا تدخل العديد من الشخصيات السياسية البارزة على رأسهم الرئيس الأمريكي السابق “باراك أوباما”، وأشادوا بشجاعة ملالا، وكتبت عنها الأغاني، وتبىع الأثرياء بمبالغ طائلة لتعليم البنات، وبعد عدة سنوات تمكنت الشرطة الباكستانية من القبض على الملثمين الذين هاجموا ملالا وصديقاتها، ولكن لم يصدر حكم ضدهم حتى وقتنا هذا.

جائزة نوبل

مـلالا يوسـفزى
مـلالا يوسـفزى

ملالا على الرغم من صغر سنها إلا أنها شخصية ملهمة عظيمة وبطلة حقيقية، وكانت السبب في تعليم الملايين، وأسست ٥٦ مدرسة في غزة، وافتتحت مكتب لتقديم معونات للتعليم وضمت له أهم الشخصيات في العالم، وجمعت من خلاله ٣٩ مليار دولار، وافتتحت مدرسة للاجئين السوريين، ونتيجة لمجهوداتها نالت ملالا أكثر من ٤٠ جائزة سلام، أهمها على الإطلاق جائزة نوبل للسلام، وعلى الرغم من كونها طفلة إلا أنها استطاعت حفر اسمها بأحرف من ذهب على صفحات التاريخ، واستحقت دخولها لقائمة أكثر ١٠٠ شخصية مؤثرة في العالم.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
4
أحزنني
2
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان