ملف السرقات الموسيقية الجزء الثالث : ألحان عالمية بكلمات مصرية
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
في الأجزاء السابقة من ملف السرقات الموسيقية تحدثنا عن بعض الأغنيات التي تم استلهام أو سرقة بعض الجمل اللحنية وتم البناء عليها وإضافة بعض الجمل الجديدة تمامًا كما في جزء الموسيقار محمد عبد الوهاب، أو عن بعض الأغنيات التي يشار إلي الملحن في سرقتها غالبًا مع العلم بأن السرقة تمت في الإخراج الموسيقى المسئول عنه الموزع الموسيقي.
في الجزء الثالث من ملف السرقات الموسيقية سوف نستعرض بعض الأغنيات التي جرى العرف على تضمينها ضمن أي ملف سرقات في غالبية التقارير المنتشرة على المواقع وصفحات الإنترنت مع بعض السرقات أو الاقتباسات الأخرى، مع التأكيد على أن القائمة كل فترة ينضم إليها أغنية جديدة اما حديثة الإصدار أو يعاد التفتيش في الأغاني القديمة لنكتشف سرقة أو اقتباس ما فيها.
يا حبيبي تعالى الحقني.
صدرت أغنية “يا حبيبي تعالى” أول مرة بصوت الممثلة “ماري كويني” عام 1936 في فيلم “زوجة بالنيابة” من بطولتها وكتابة وإخراج “أحمد جلال” الذي كتب كلمات الأغنية ايضًا.
ظهرت نسخة باللغة الأسبانية للمطرب الكوبي Cuarteto Machin وهو بالمناسبة صاحب الأغنية التي اقتبس منها محمد عبد الوهاب اغنية “جفنه علم الغزل”
تم توجيه الإتهام إلي الملحن مدحت عاصم بسرقة اللحن من الأغنية الكوبية لكن في كتاب “السبعة الكبار في الموسيقى العربية” فصل المطربة اسمهان؛ ذكر فيكتور سحاب أن الأغنية تم إعدادها من لحن تركي بواسطة مدحت عاصم وقدمته أسمهان فيما بعد في أوائل الأربعينات، إذن لم يخص عاصم نفسه باللحن بل نسبه إلي لحن تركي وهو نفس ما كتب على نسخة الأسطوانة التي أصدرتها وزارة الثقافة السورية للراحلة أسمهان والتي كتب عن لحن تركي سبق وأن غنته ماري كويني
إذن هناك اعتراف واضح وصريح أن اللحن تم إعداده من لحن أخر وقام بتلك العملية “مدحت عاصم” لكن المشكلة في الأغنية التركية غير المعروفة حتى الأن، إذن أما أن عاصم نقلها من أغنية تركية سطى ملحنها على الأغنية الكوبية أو وارد يكون العكس هو ما حدث.
منير مراد.
“غلاب الهوى غلاب“
يعتبر الملحن منير مراد من أكثر الملحنين المنفتحين على الموسيقى الغربية، حاول واجتهد في تجديد الأغنية المصرية وصبغها ببعض الأشكال الغريبة في ألحانها وإيقاعاتها.
من الأغاني التي لحنها منير مراد وطالتها شبهة اقتباس أغنية “غلاب الهوى غلاب” للمطربة مها صبري والتي نلمح تأثره الشديد بالـ Soul music حيث اقتبس الجملة اللحنية التي يغنيها الكورس في سينيو أغنية “Four Tops – Reach Out والتي بنى عليها مقدمة لحنه مع تغيير في ركوز الغناء في قفلة اللحن.
“شغلوني عيونك“
تأثر منير مراد الشديد بالغرب جعله يضع جزء من مقطوعة الفلامنجو الشهيرة Espana Cani في بداية اغنية شغلوني عيونك للمطربة فايزة أحمد، الفارق هنا أن منير مراد بنى لحنًا جديدًا تمامًا رائع في نقلاته الشرقية البحتة مع أداء لافت جدًا من فايزة أحمد في واحدة من الأغاني المهملة والمنسية في تاريخها.
سميرة سعيد
انطلقت سميرة سعيد مع بداية الألفية واجتازت كل مطربات البوب العربي لتحتل المقدمة بأداء لافت واختيارات جددت مشروعها الغنائي المتمرد والجرئ جدًا في التسعينات.
في ألبومها الأيقوني “يوم ورا يوم” نوعت سميرة في اختياراتها التي سارت في اتجاه غربي بحت من ناحية الإيقاعات و الإخراج الموسيقي وهي سمة أساسية في شكل أغنية الألفية الجديدة التي كانت تتخلص بسرعة من إيقاع المقسوم.
“كل الأوقات“
لازلنا في فلك عمرو مصطفى المتهم دائمًا بسرقات ألحان أغانيه، وفي الجزء الثاني من الملف كنا تناولنا بعض أغنياته مع المطرب عمرو دياب وذكرنا أن شبهة السرقة أو الأقتباس يسأل عنها الموزع الموسيقي وليس الملحن والمطرب في حالة عدم علمهم بالأغنية الأصلية.
في أغنية كل الأوقات وقع الكل في الفخ حيث تم اتهام عمرو مصطفى بسرقة اللحن من أغنية Jessica Simpson – Irresistible رغم أن جمل اللحن مختلفة تمامًا والتشابة فقط في المقام الموسيقي، لكن التشابه القوي كان في الإخراج الموسيقي الخليط ما بين البوب والأر أند بي وهنا يسأل فيه الموزع الموسيقي محمد مصطفى وساهمت سميرة سعيدة في الأمر باستخدام نفس همهمات جيسيكا سيمبسون في مقدمة الأغنية وهذا ما جعل الإتهام ينحصر في شخص عمرو مصطفى فقط.
“من يومي“
تعتبر المطربة اليونانية “ديسبينا فاندي” واحدة من أشهر من عبرت البحر المتوسط إلي وطننا العربي في العديد من الأغاني التي جرى تعريبها، منها أغنية A pa pa والتي استدعتها سميرة مع فريق العمل لتظهر أغنية “من يومي“.
اللحن يكاد يكون متطابق بالأخص في جملة السينيو “دنيتي ايه غير ضحكة منك” للملحن حمدي صديق مع نفس التوزيع تقريبًا من طارق مدكور الذي لم يفعل شئ سوى أنه أعاد تنفيذ وتسجيل أغنية فاندي من جديد التي لو استمعت إليها ستجد نفسك متلبسًا بغناء الكلمات العربية التي كتبها أمير طعيمة.
محمد فؤاد.
بدأ المطرب محمد فؤاد رحلة تمصير مبكرة لبعض الألحان في شريط “ياني” الصادر عام 1988 حيث ظهرت أغنية فاطيما التي ذيل تحت خانة الملحن اسم “لحن أفريقي”في الغلاف لكن الغريب في الموضوع هو كتابة اسم محمد فؤاد نفسه تحت اسم الموزع الموسيقي رغم أن الأغنية من توزيع حسام حسني ولم يتم تدارك هذا الخطأ على القناة الرسمية لشركة مزيكا المالكة لحقوق الأغنية على اليوتيوب وكتب تحتها توزيع أفريقي في جهل واضح للقائمين على القناة.
في نفس الشريط ذكر فؤاد أن أغنية الشمس من ألحانه هو رغم أنها كانت إعادة لنفس نسخة أغنية “عصام الخولي” التي ذكر أن اللحن من الفلكلور المصري.
لم يكتفي فؤاد بذلك فكان يكتب في خانة الملحن في بعض الأغاني حرف الـ D كما فعل في أغنية “موعداني” وفي أغنية “مشينا كتير” التي لم يذكر من كتبها وكتب نفس الحرف تحت اسم الشاعر، ثم كرر الأمر نفسه في أغنية “عينيك صح” والتي هي في الأصل أغنية “الشور شورك” للراحل محمد نوح، ثم ارتكب كارثة أكبر تنم عن جهل فني بنسب أغنية “الليل الهادي” إلي الفلكلور النوبي رغم أنها أغنية شهيرة للمطرب السوداني”شرحبيل أحمد“.
أصر فؤاد على عدم الأعتراف باقتباس أو سرقة الألحان في أغنية “أوقات يا دنيا” التي تعتبر الأشهر في هذا الملف حيث أنها مستوحاة من أغنية كات ستيفنز Wild World والتي كتب عليها نفس الحرف اللغز.
ثم ارتكب كارثة أخيرة في أغنية “طمني عليك” التي اقتبس لحنها بالكامل من أغنية تركية للمطربة Sezen Aksu بعنوان İstanbul İstanbul Olalı لكن يبدو أنه لا يعرف أنها الأغنية الأصلية حيث جاءت طمني عليك نسخة متطابقة مع النسخة التي أعدها عازف الكلارينيت الشهير “حسنو” بنفس الصولوهات تقريبًا.
ملف السرقات الموسيقية الجزء الأول : الموسيقار محمد عبد الوهاب
الكاتب
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال