ممكن أقول للأستاذ أحمد الحجار : أنا بحبك قوي
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
في ثمانينيات القرن الماضي سمعت أغنية “عود” التي لحنها الفنان أحمد الحجار لأصاب بالهوس في مرحلة مراهقتي، أسمعها يوميا لما يزيد عن ١٠٠ مرة لدرجة أن سجلتها على شريط كاسيت ساعة ونصف لتعاد وتعاد حتى أرتوي.. لم نكن نملك رفاهية التكنولوجيا الحالية، وكانت أهات المقدمة كفيلة بأن تأخذ قلبي لما بعد كل شيء.
وحين سمعت الكبير أحمد الحجار يغنيها منذ ٣ سنوات في صالون الفنان الكبير على الحجار جرت دموعي بعد مرور ما يزيد عن ٣ عقود، اسمعوا معي الأغنية ودعوني أروي لكم الحدوتة.
خريج المعهد العالي للموسيقى العربية وكبير ابناء الموسيقي والمطرب الكبير إبراهيم الحجار الذي كان يخجل من الغناء أمام أبيه وأخيه المطرب الكبير علي الحجار أسطورة لم تنل حقها بعد، طالب السنة الأولى الذي يلحن لأخيه أغنية أعذريني ليضعه في مصاف النجوم الكبار بلحن خالد، والذي أصدر ٤ البومات وشارك في نجومية أنغام وهشام عباس وأنوشكا لم يكن شخصا عاديا.
يقول الشيخ أحمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه
“إياك والتقرب إلى أهل الدنيا، فان التقرب منهم يُقسّي القلب، واتخذِ الفقراء أصحابا وأحبابا، وعظّمهم وكن مشغولا بخدمتهم، وإذا جاءك واحد منهم فانتصب له على قدميك واسأله الدعاء الصالح، وجاهد نفسك لكي تكون منهم وكن شبيها بهم، من تشبّه بقوم فهو منهم ومن أحب قوما حشر معهم، ولو عرف الناس ربهم حق المعرفة كما عرفه الفقراء لاتقطعوا عن معاش الدنيا وأحوالها بالكُلّية، ومن علامة الفقير أنه إذا أعطى عطاءا أعطاه لوجه الله ومرضاته لا شىء أخر غير ذلك“.
وهذا ما كانه أحمد الحجار طيلة حياته مشغولا بخدمة الأحباب والفقراء رافضا كصوفي حقيقي كل شهرة وكل مال يأتي من طرف لا يرضيه لدرجة رفض الغناء في الفنادق الكبرى من أجل تقديم الخمور.
وكان عطاءه فنا لم ينتهي.
أحمد الحجار شخص طيب للغاية يبدو هذا واضحا في كل خطوة من خطوات مشواره الفني، حتى تلك الأغاني التي كان يهبها لرفيقه وأخيه الأكبر علي الحجار قائلا له أنه أولى بها لأن صوته أفضل تحمل إيثارا اختفى من العالم، حتى تلك الألحان التي يؤلفها فيبدو بعدها العالم لطيفا للغاية وكأنه أحد أولئك السحرة الطيبون الذين يعلمون العالم الحق.
يبدو أحمد الحجار تماما كأولئك الكبار الأولياء أصحاب الهمم الذين يحبهم الله ونحبهم جميعا لأنه أسعدنا كثيرا.
عزيزي أحمد الحجار أعتذر عن هذا المقال العاطفي أنا فقط أحبك في الله.
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال