مملكة المرأة في الصين..المجتمع الأمومي الذي يكافح من أجل إبقاء تقاليده حية
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
“إنه عالم الرجل” جملة غناها لنا جيمس براون لكن هذه الأغنية لا معنى لها إذا وجدت نفسك في قرية في الصين حيث يعيش الموسو – واحد من أكثر المجتمعات الاستثنائية والنادرة في العالم حيث يقوده النساء فقط. تمكن شعب الموسو من الحفاظ على أسلوب حياتهم التقليدي القديم بسبب انعزالهم. حيث يعيشون على بعد ست ساعات من أقرب مدينة كبيرة ويعيشون في القرى الجميلة الساحرة التي تقطنها بحيرة لوجو والجبال القريبة في جنوب غرب الصين القريبة من التبت.
لم يبدأ الاتصال بينهم وبين العالم الخارجي بالتزايد إلا خلال السنوات القليلة الماضية. وقد حرص الزوار على وصف شعب الموسو بـ”مملكة المرأة”.
في هذا العالم الأمومي، الجدة هي التي تشغل المقعد الرئيسي على طاولة العشاء.
ما بين الموسو، تختلف منظومة الزواج عما نعرفها. في الواقع، لدى الموسو كلمة منفصلة لاتحاداتهم بين النساء والرجال تترججم كـ”زواج المشي”. هذه أحد أبرز سماتهم الفريدة. كما أنهم ليس لديهم حتى كلمات في لغتهم للتعبير عن مفاهيم “الأب” أو “الزوج” كما نفهمها.
بمجرد أن تصل المرأة إلى سن معينة (عادة أثناء المراهقة) تصبح حرة في اختيار من سيكون شريكها. يمكنهم اختيار حبيب واحد فقط أو تغييره في وقت لاحق. يمكن للمرأة اختيار عدد الرجال الذي تريده خلال حياتها. أيضًا المرأة هي التي تدعو الرجل إلى بيتها. وبعد ذلك يمكن للرجال قضاء الليل لكن مع الفجر تتطلب التقاليد أن يغادر الرجل.الأزواج نادرًا ما يستقرون معًا. وحتى عندما يصل الأطفال فأنه ليس بالضرورة أن يربيهم الأبوين معًا.
بالنسبة للموسو سلالة الأمومة هي مفتاح تكوين الأسر. حيث يربي الطفل في بيت أمه حيث يمكن أيضًا أن تعيش الجدة وأي عدد من أفراد الأسرة الممتدة. فالرجال الذين يصبحون آباء لا يلتزمون بالضرورة بدعم ذريتهم. وتملي بنية أسرة موسو على أفراد الأسرة الذكور أن يدعموا بنات وأولاد أخوتهم داخل الأسرة المعيشية التي يعيشون فيها.
إلا أن الأب يستطيع دائمًا أن يختار أن يشارك في تربية أطفاله أو أن يشتري لهم الهدايا وأن يكون رابطة أبوية مع أطفاله. لكن تظل المرأة مسؤولة عن المنزل وكيفية تخصيص موارد الأسرة. ويتم توريث أملاك الأسرة إلى الجيل التالي عن طريق الأم بعد وفاتها. وهذا ما يساعد نساء الموسو على تولي مناصب متقدمة في السلطة.
لا يزال رجال الموسو قادرين على تحقيق مطالباتهم بالسلطة في دائرة المجتمع الأوسع. وهم مسؤولون تقليديًا عن التجارة في المراكز البعيدة كما أنها مسؤوليتهم بناء المنازل وصيد الأسماك والزراعة.
مشكلة الموسو هي أن حكومة الصين لا تعترف بهم كأقلية رسمية داخل حدود البلاد بالرغم من أن عددهم 40 ألف فقط. في السنوات الأخيرة، استثمرت الحكومة بشكل كبير في البنية التحتية للسياحة لتربط الموسو مع بقية العالم. وفي قرية لوشو الرئيسية تم بناء فنادق ومآكل وكاريوكي ومرافق كازينو لتلبية احتياجات التجارة السياحية الجديدة. لسوء الحظ، أشياء مثل الدعارة تروج أيضًا للحفاظ على قدوم الزوار.
إذا كان الموسو سيستطيعون الحفاظ على عاداتهم وتقاليدهم في ظل احتكاكهم ببقية العالم هو أمر سنراه في السنوات القادمة. لكن الأمور لا تبدو مبشرة حيث بدأت أجيال الموسو الأصغر سنًا بالفعل في التخلي عن تقاليدهم.
الكاتب
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال