من كواليس جلسات التعارف في زواج الصالونات (1) : بتعرفي ترقصي؟
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كان يوم اسود في تاريخ الشلة .. نسيت .. أولًا نعرفكم بأنفسنا ، نحن شلة مر على تكوينها حوالي عشرة سنين ، شلة من ثمانية أشخاص فقريين بمعنى الكلمة ، ستة من البنات، وولدين : مريم ، منة ، آية ، يوستينا ، نوال ، عبلة ، طارق، حازم .. لدينا أرضية مشتركة ، أننا أصحاب قصص حب فاشلة، إما منّا أو من الآخرين ، لكنها في النهاية فشلت بامتياز ، فقررنا أن نشارك القارئ بعضًا من كواليس جلسات التعارف في منظومة زواج الصالونات التي يلجأ إليها معظم الناس للالتحاق في آخر عربة من القطار إياه ، زواج الصالونات هو الدواء المر ، وأولى الحكايات كانت مع مريم .
حين كنّا منتظرين الدليفري على إحدى مقاهي وسط البلد ، وكانت مريم هي العضو الناقص من الشلة ، وجاءت متأخرة ، انقسمت مشاعرها التي ظهرت على وجهها بين الغضب ، والضحك الهستيري .. كنّا قد عرفنا أن مريم قد جلست مع أحد عرسان الصالونات منذ قليل ، نعرف أيضًا أنه محاسب في دولة من دول الخليج ، جاء إلى مصر لمدة اسبوعين ليخطب إحداهن ثم يعود سريعًا ، قادته الصدف أن خالته تعرف أم مريم عن قرب ، فقررت أن تجمع راسين في الحلال ، ولن نجد أحسن من بنتنا مريم لابننا العريس ، مريم بنت حلال ، جمال ، وتعليم ، كانت أشطر واحدة بدفعتها ، فقد تخرجت من كلية الآداب بتقدير جيد ، والعريس القادم من الخليج وقد وصل رصيده في البنك إلى حوالي ثلثمائة ألف جنية تحويشة العمر يريد أن يكمل نصف دينه .
في نَفَس واحد ، وقبل أن ترتاح مريم من تعب المشوار ، سألها الجميع : إليه اللي حصل ؟ .. ضحكت .. ضحكت بهستيريا ، مما أثار شغف الشلة ، فصاحت منة : انجزي .. ايه اللي حصل ؟ .. بدأت تصف ما حدث ، حين قالت : كان يبدو تنحًا كما يقول الكتاب ، يبدو أن قد تمرس على الجلوس مثل هذه الجلسات من قبل ، عرفت أنه قابل ثلاثة قبلي في عشرة أيام فقط .. كان مثل لوح الخشب ، سنتيح كما يقول طارق (طارق يطلق على كل شخص لا يطيقة لقب سنتيح ) .. ثم بدأ بالحديث الممل عن : بتحبي أغاني ايه ؟ .. فأقوم بالرد بملل : محمد منير .. فتزيد نسب السخافة في دمه ويقول : يويويو هأ هأ هأ .. قال حازم : طيب يا مريم ماهو لذيذ اهوه ! ، فضحك الجميع .
أكملت مريم باقي ما حدث في الجلسة ، قائلة : ارتابني الشك لأن كل حديثه كان عن الفن والمزيكا ، شعرت للحظة أنني سأتزوج حلمي بكر ، حتى تنحنح سيكا ثم قال بصوت خفيض : هقولك على حاجه بس لو هتزعلي بلاش ! ، فدغدغ الشك فضولي : لأ مش هزعل .. فتنحنح سيكا وقال : بتعرفي ترقصي؟
نزل الوجوم على كل أعضاء الشلة ، منهم من ضحك ومنهم من احتل الشغف عينينه ، فضحكت يوستينا : بترقصي يا زينبو ؟ .. أكملت مريم : ماعرفتش أقوله ايه ؟! ، فأخبرته : هل هتفرق معاك ؟ فقال : أومال ؟ أنا عايز اللي اتجوزها تكون والا فيفي عبده ! .. فأخبرته مريم بعد أن ضحكت : وانت بتعرف ترقص ؟! .. وكانت نهاية الجوازة !
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال