من هو الرجل الذي اختاره نابليون من مصر ليحميه على عرش فرنسا؟
-
خالد سعد
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
كان الشيخ خليل البكري أحد تجار القاهرة الكبار، وكان معروفاً عنه حبه للغلمان والشراب وكان نديم نابليون فى تناول الخمر خاصة الفرنسى منه الذى أدمن شرابه وأغدق عليه بونابرت بالكثير من زجاجاته، لدرجة تغاضى الشيخ عن العلاقة الجنسية بين نابليون وابنته زينب البكرية، اقترب الرجل من المحتل وترك له عرضه من أجل المزيد من التجارة والخمر، ثم أهداه مملوكاً محارباً يدعى رستم.
وبعد عدة أيام في خدمة نابليون فوجيء رستم بالقائد العسكري الفرنسي يناديه ليأخذه من يده ويدخل به مكتبه حاملا مسدسين أعطاهما له وسأله هل تخلص فى حراستى حتى أستطيع أن أنام مهما يكن الوقت الذى أنام فيه ؟
فأجابه رستم نعم واستلم مسدسين مرصعين بالجواهر، ومنذ ذلك الحين لا ينام نابليون إلا فى وجود رستم الذى يجلس على باب حجرته أو داخل الحجرة فى ركن بعيد.
ثم يرافق المملوك رستم القائد الشهير فى رحلة العودة إلى فرنسا سرا، بعد أن أصبح له صلاحيات ونفوذ في حاشيته، يشرب اللبن مثلما يشرب “طباخ” نابليون بل وأمر له القائد الفرنسي بكوب قهوة يوميا، ومن أجل تمضية وقت رحلة العودة البحرية، شارك نابليون جنوده فى لعب الورق وما يكسبه يهبه لرستم، الذى كان القلق يقتله بسبب ما أشاعه الجنود الفرنسيين من أنه سيتم قتله فور وصوله باريس، وقدم رستم عنقه لنابليون سائلا إياه أن يقطعه فورا والآن إذا كان ينوى قتله كما يقول البحارة، فضحك نابليون وأعاد إليه الأمان والاطمئنان وفهم الدعابة الفرنسية الثقيلة.
وفي فرنسا وبعد اعتلاء بونابرت عرش الإمبراطورية أصبح رستم الحارس الشخصي الخاص للإمبراطور، ورسمت له الإمبراطورة جوزفين بنفسها لوحة زيتية، ليحقق من خلال العلاقات في البلاط ثروة ضخمة، وتكفل الإمبراطور بنفقات زواجه من ابنة وصيفة زوجته جوزفين، وترقى ليصبح أمين سر نابليون.
لكن بعد هزيمة بونابرت ونفيه إلى جزيرة ألبا، رفض المملوك رستم الرحيل معه، وتخلى عن مليكه الذي صنعه بمنتهى الخسة متحججاً بزوجته وأولاده، ثم فر بعدها إلى لندن، ليعيش حياة الأثرياء ويخلع الزي المملوكي ويرتدي الزي الغربي، بينما يعلن الإمبراطور بعد عودته وعفوه عن كل من خانوه وخذلوه أنه لم ولن يعفو عن رستم، – وتقول رواية أخرى أن نابليون سرحه بعد عودته للعرش بعد فترة قليلة من السجن – فتقوم الصحف الفرنسية بمهاجمة الحارس الخائن طويلاً، ، ليتوفى بعد ذلك في ديسمبر ١٨٤٥ ويدفن في مدينة ديردن بعد أن ترك مذكراته التي تكشف الكثير من أسرار القائد العسكري الشهير.
الكاتب
-
خالد سعد
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال