من هوليود لمعلمة بالأزهر الشريف.. عائشة عبد الله وقصتها مع الإسلام
كان بداخلها شيء مختلف عن أقارنها فكانت في سن الخامسة عشر تفكر كثيرًا في الله واليوم الآخر، درست في الجامعة جميع الأديان السماوية اليهودية منها حتى البوذية ما عدا الإسلامية، انتابها الفضول لمعرفة معلومات أكثر عن الإسلام خاصة وأن أساتذتها كانوا يعطون الدارسين فكرة غير واضحة عن الدين الإسلامي.
من هوليود للبحث عن الإسلام
تخرجت فرجينا هنري من جامعة نيويورك ورغم ذلك كانت لا تزال تفكر في الله واليوم الآخر والديانة الإسلامية، عملت في بداية حياتها العملية كصانعة مكياج لأجمل الممثلات في هوليود، ظلت فترة على ذلك حتى التقت بأحد الأشخاص الذي كان يفكر بنفس طريقة تفكيرها، ليعجبا ببعضهما و يتزوجان، كان هدفهم في معرفهم معلومات أكثر عن الإسلام يكبر يومًا تلو الآخر حتى تعرفوا على أحد الأشخاص المسلمين وكونوا علاقة صداقة به.
الطريق إلى الإسلام
طلبوا منه تعريفهم بالديانة الإسلامية بشكل أكبر، رحب صديقهم ووافق على الفور وبالفعل بدأ في سرد المعلومات الخاصة بالإسلام، ومن خلال معرفتهم للمعلومات كان حبهم لتلك الديانة يزداد، ليطلبوا منه تعلم تعاليم الإسلام ليصطحبهما إلى المركز الإسلامي في واشنطن وهناك حفظا القرآن ودراسَا اللغة العربية ورغم ذلك لم يكن قد اكتفوا، ليسافروا إلى القاهرة ويلتحقون هناك بالأزهر وتعلموا ما تعلموا سابقًا على توسع ليعلنا بعد ذلك إسلامهم.
أطلقت فرجينا هنري على نفسها اسم “عائشة عبد الله” بعد اعتناق الإسلام، أما زوجها فأطلق على نفسه اسم “الفارض” نسبة إلى العالم المتصوف بن الفارض، وبعد سنة من التحقهما بالأزهر عُينت عائشة مدرسة اللغة الإنجليزية بمعهد الفتيات بمنطقة المعادي وتطورت مهنتها إلى تعليم التربية الفنية حيث بدأت في تعليم الفتيات بشكل علمي وعملي فن الخزف الذي برعت فيه وطريقة الرسم على القماش بالشمع المستوحى من الفن الأندونيسي الذي دخل إلى مصر حديثًا في تلك الحقبة من الزمن، في حين عُين زوجها مترجمًا للغة الإسبانية للأزهر ثم مخرجًا بالتليفزيون المصري، وفقًا لما نشرته جريدة الأهرام في يوم 6 أبريل من العام 1975.
بداية الدعوة
وفي إحدى الإجازات التي قضتها خارج مصر وأثناء عودتها منها أنجبت ابنتها الأولى هاجر نسبة إلى هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم بعدها بـ 3 سنوات انجبت ابنها مصطفى نسبة إلى الرسول الكريم.
كانت عائشة عبدالله مثال للمدرسة المجتهدة وخير معلمة للتعاليم الإسلام حيث كانت مواظبة على أداء كافة الصلوات في أوقاتها ما جعلها تحث طلابها على ذلك، ويقول عنها الشيخ رجب العابدي عميد المعهد آنذاك بأنها مدرسة مجتهدة تعطي طلابها كل فكرهَا ووقتها ولا تبخل عنهم في شيء.
وعندما كانت تذهب في زيارة إلى أمريكا كنت عائشة عبدالله تحث الفتيات التي تقابلهم على دخول الإسلام من خلال تعريفهم به، وفي إحدى مرات عودتها إلى مصر اصطحبت أسرة أمريكية كُلََّها لتسلم على يديها وتفضل الإقامة في مصر، ومن وقتها قطعت عهد على نفسها بأنه في كل عام وأثناء زيارتها إلى أمريكا تجلب أسرة معها للدخول في الدين الإسلامي.