من هي فيكتوريا وودهل النسوية التي تحدت الرجال وترشحت للرئاسة الأمريكية قبل 150 عام

أخبار تملى القنوات والمواقع عن الحرب الكلامية الانتخابية بين جون بايدن ودونالد ترامب قبل الانتخابات الأمريكية التي من المقرر عقدها في نوفمبر 2020، ولكن رغم اهتمام العالم أجمع بهذه الانتخابات التي تؤثر على السياسات العالمية، إلا أنه مهما حملت لنا من مفاجأة لن تكون بحجم المفاجأة التي هزت الولايات المتحدة في عام 1872، عندما أعلنت سيدة تدعى فيكتوريا ووهل ترشحها لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.

من هي فيكتوريا وودهل أول امرأة تترشح لانتخابات الأمريكية

كانت فيكتوريا وودهل صاحبة أول تجربة لدخول النساء في سباق الانتخابات الأمريكية على منصب الرئيس، وعلى الرغم من أن هذه التجربة مر عليها 150 عام إلا أنها لم تتكرر في تاريخ انتخابات الرئاسة الأمريكية إلا في عام 2008 بترشح هيلاري كلينتون.

“الزمباكولا” المشروب المصري الذي تفوق على “بيبسي كولا” ومنع لسبب ديني

ولدت فيكتوريا هول في ريف ولاية (أوهايو) عام 1838، وكان والدها يبيع زيت كان يطلق عليه (أكسيرًا سحريًا) وكان هناك اعتقاد ان هذا الزيت لديه قدرة على شفاء الأمراض بقوة السحر، واستكمالاً لمسلسل التخاريف جعلها والدها هي شقيقتها تينيسي كعرافات ووسطاء للغير، ولكن التغيير الحقيقي في حياة وودهل  حدث في عام 1868، وذلك عندما اتتهم فرصة للعمل عرفات ووسطاء لرجل أعمال فاحش الثراء يدعى (كورنيليوس فاندربيلت) والذي وقع في حب تينيسي وحول حياة الفتاتين من مجرد عرافتين لتصبحا سمسارتين في (وول ستريت).

فيكتوريا وودهل ورحلة الانتصار على الرجال

بعد عمل فيكتوريا وشقيقتها وسطا في (وول ستريت)، قاموا بافتتاح شركتهم التي تعمل في مجال الوساطة عام 1870، وكنت أول شركة ترأسها النساء في تاريخ (وول ستريت)، ولأن الأمر كان غريب على المجتمع الأمريكي، نشرت صحيفة (نيو يورك صن) مقالاً تعلن فيه افتتاح الشركة، وضعت المقال عنوناً يقول «لابسات التنورة بين البلدين كالأبقار والدببة»، وتمكنت الفتاتان من أن تبلي بلاء حسناً وتحقق نتائج جيدة في عملهما عبر الاستفادة من ”مصدر غير مُستغل في استثمار رأس المال“ وهو النساء.

وظهر اهتمام الشقيقتان بحقوق النساء وتوفير فرص عمل لهن، فقد خصصا غرفة خلفية للنساء وساعدوا كل طوائف النساء من معلمات وممثلات وسيدات أعمال وحتى فتيات الليل من استثمار أموالهن، وبالفعل نجح الشقيقتان وذاع صيتهم في مجتمع رجال الاعمال، وكذلك في الوسط السياسي.

فيكتوريا وودهل السياسية المتمردة

استمرت إسهامات وودهل فيما يخص قضايا المرأة والمساواة، وازدادت شعبيتها مما دفعها للمشاركة في تأسيس حزب (الحقوق المتساوية)، وكانت من أشد المدافعين عن حق المرأة في التصويت والانتخاب-والذي لم يكن مطبق رغم أن الدستور الأمريكي نص على ذلك-ولكنها فجأة المجتمع ككل بقرارها بالترشح للانتخابات الأمريكية في عام 1970، وبالفعل تم تمويل الحملة من أموال شركاتها ودعم العديد من الأغنياء والنساء.

رحلات طيران للرجال فقط.. عندما احترفت أمريكا تسليع النساء

ورغم أن البعض قد يتخيل أنه بما اننا نتحدث عن المجتمع الأمريكي فبالتأكيد كانت الانتخابات ديمقراطية، ولكن على العكس تمامًا، فقد بدأت الحرب على وودهل منذ إعلانها الترشح، ورغم المحاولات لوقف ترشحها من رجالا النظام، إلا أن الدستور الأمريكي الذي كان يمنع النساء من الإدلاء بأصواتهن لم يمنعهن من الترشح، أو بمعنى أدق لم يتخيل من كتبه أن هناك سيدة ستترشح في يوم من الأيام.

إقرأ أيضا

بين شقو والعتاولة….هل يحب الجمهور صراع الخير والشر؟

وبالفعل وضع اسم فيكتور وودهل كأول امرأة مرشحة للرئاسة أمريكية أمام منافسها (يوليوس أس. غرانت) الذي كان رئيس للولايات المتحدة في ذلك الوقت، وترشح من أجل فترة رئاسية جديد، ولكن عندما أتى يوم الانتخاب كان اسم هوول قد مسح من على بعض البطاقات الانتخابية، وتم القبض عليها ووضعت في السجن حتى إعلان نتائج الانتخابات التي فاز بها منافسها (يوليوس أس.غرانت)، وبعد خروجها من السجن حاولت فيكتوريا الاستمرار في دعم حزبها الحقوق المتساوية.

ولكن ذكور المجتمع الأمريكي لم ينسوا لها موقفها المتحدي لهم، مما جعلهم يضيقون عليها الخناق في بلادها، حتى هاجرت إلى لندن، وماتت هناك عام 1927 عن عمر89عام.