همتك نعدل الكفة
564   مشاهدة  

منة الله .. زهرة نادرة في بستان الأدب

منة الله


“أحرف مكتوبة فوق خلفية بيضاء، أسماء محفورة بينها قلوب ذات سهام، رسومات لمُقل بأهداب طويلة، أعين زرقاء ورمادية، أحاديث جانبية”، أتأمل هذه الخربشات للطالبات على طاولات معمل الكيمياء في المدرسة التي أعمل بها، وأتذكر القلب الأبيض الكبير الذي نقشته ذات يوم بـ “الكوركتر” على طاولة مدرستي عندما كنت طالبة، بينما تحمل تلك الفتاة الجميلة جدًا، الذكية جدًا، اللبقة جدًا، قلمها وورقتها وتبدأ في الإجابة على أسئلة الإمتحان.

اقرأ أيضًا 
ممادو الذي علمني معنى البراجماتية !

صرنا صديقتين، وكم أمتن للقدر الذي قد جمعني بمنة الله، تلك الطالبة التي حباها الله بضمور في عضلاتها وإتقاد حاد في ذهنها، وميزها بعينين تشعان نبوغًا، ومنحها صوتًا قويًا آسرًا يعرف مخارج الحروف جيدًا، ووهبها إبتسامة ساحرة مشرقة لو وُزعت على حزن العالم كله لضحك، تلك المبدعة التي تطمح في الالتحاق بكلية الآداب قسم علم النفس، العبقرية التي تجيب على أسئلة الامتحانات في أقل من نصف الوقت المقرر، وأحيانا لا يتعدى الوقت لإجاباتها بضع دقائق، لاحظت ذلك خاصة في اختبارات اللغات والرياضيات، والأسئلة التي طرحت نفسها الآن والتي ربما أعرف إجابتها جيدًا : لماذا يفضّل ذوي الهمم الكليات النظرية عن الكليات العملية برغم طاقتهم الذهنية التي تكون أعلى كثيرًا مقارنة بأقرانهم ؟ ولما لا يلتحقون بأقسام الفيزياء الحديثة والحاسب والرياضيات في كليات العلوم، فينتجوا ستيفين هوكينج جديد بنسخة عربية أو قُل مصرية ؟.

منة الله

أتعلم؟ إن الإجابة عن هذه الأسئلة تكمن في النظام التعليمي، الذي يجعل الطلاب الملتحقين بالكليات العملية يدرسون أولًا كل المواد العامة في السنوات الدراسية الأولى، ثم التخصصية في سنواتهم الأخيرة، فيصعب على البعض من ذوي الهمم في الكليات العملية على سبيل المثال حمل أنبوب إختبار أو تشريح ضفدعة، برغم ما يملكونه من قدرات ذهنية قد تكون خارقة في بعض الأحيان، والتي يمكننا الإستفادة منها في عدة مجالات، ويجب ان يشمل التعليم الجامعي لذوى الهمم توسعا رأسيًا بما يتماشى مع خطة الدولة وبرنامجها المعلن فى تطوير التعليم، ومن الممكن الإستفادة منهم في مجالات الرياضيات والفيزياء الحديثة وعلوم الحاسب والذكاء الإصطناعي، ومن يدري ربما لو تحقق ذلك أن تكون مصر رائدة في إظهار تلك المواهب في الشرق الأوسط.

أحمد خالد توفيق
أحمد خالد توفيق

تهوى منة القراءة للعراب د.أحمد خالد توفيق، وتعشق الغوص في أدب الرعب، كما أن هوايتها كتابة القصص القصيرة، وعندما سألتها عن كتابة المقال أجابت بأنها لا تكتب سوى القصص القصيرة، ولا تملك المعلومات الكافية بعد لكتابة المقالات، وعندما قرأت لها قصة قصيرة انبهرت حقًا من أسلوبها الشيق، ومن جزالة عبارتها، وقوة مفرداتها وبساطتها في آن واحد، ولن احدثكم عن الإنتقالات السلسة بين فقرات قصتها الممتعة، والتي معها تشعر كأنك تشاهد الأحداث كفيلم مشوق.

اقرأ أيضًا 
إلى آية .. ابنتي التي لم أنجبها !

إقرأ أيضا
رأس الحسين في المدينة المنورة

منة الله صديقتي الجميلة، لكِ كل الشكر على منحي صداقتك يا عزيزتي، ولتتذكروا هذا الإسم جيدًا، فربما تحضروا حفل توقيع لمجموعتها القصصية قريبًا.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
8
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان