منصة تكوين ومعطيات رفض المجتمع
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ليست المرة الأولى التي تظهر فيها مؤسسة ثقافية تتبنى أفكارًا معادية لواقع المجتمع أو معادية لأفكاره التي يؤمن بها وتترسخ في ذاته وتكوينه، وليست المرة الأولى أن تطل الكاتبة الصحافية ” فاطمة ناعوت” أو الكاتب “إبراهيم عيسى” أو الروائي يوسف زيدان، أو إسلام بحيري، وغيرهم ممن هم منتمون لنفس التكوين الفكري أو التوجه، ويتطرقون لأطروحات تُثير الجدل الواسع في الوسط المعرفي المصري، إذًا فمَا الجديد لدى مؤسسة تكوين، وما المثير الذي تقدمه حتى يحدث مثل هذا الهجوم حتى إن هناك مطالبات قضائية بإغلاقها!.
البداية وقبل كل شيء، من حق كل إنسان أن يُعبر عن آرائه وأفكاره، ومن حق كل إنسان أن يدافع عن هذه الأفكار بكل الطرق الممكنة، ما لم تضر وما لم تؤذي المجتمعات وتتعارض مع خلفيتها الثقافية والمعرفية وتكوينها النفسي والعقلي على حد سواء، وحتى وإن كانت هذه الأفكار تعالج القضايا الجوهرية وتصحح الأخطاء ، فالقاعدة الأولى التي يجب معرفتها من أي ناضج عاقل معرفي أن يتجنب الصدام المثير مع المجتمع وأن يعرض فكرته ووجهته بسلاسة بعيدًا عن التصادم الحاد مع المجتمع وأفكاره وما يعتنقه، وهذا ما فعله القائمون على منصة تكوين، فقد واجهوا المجتمع بقضايا مثيرة في عمق عقائدهم دون أي اعتبار لمدى صحة أفكارهم و مدى تقبل المجتمع لها، خاصة وأنها تمس ما يعتقده المصريون دينيًا.
وإلى جانب هذا الصدام، فقد جمعّت منصة تكوين كل وجه مثير شاذ في آرائه وأفكاره، و أطلقت لهم البرامج عبر منصات التواصل ميديا، وكما هو معروف إذا أردت أن تأخذ ” التريند” فتحدث أولًا في الدين و قضاياه الجدلية المثيرة التي لاتهم العوام في جوهرها بل القشور لغوغائية فكرية تطفو على السوشيال ميديا، كما أن الوجوه التي تقدم الأفكار الإصلاحية والتنويرية ـ حسب قولهم ـ وجوه محترقة فقدت مصداقيتها لدى المستمعين والمشاهدين، وإن كانت المؤسسة أو الممولين يريديون فعلًا إصلاح فكري فمن باب أولى أن يفتشوا عن وجوه معرفية أخرى تبث الأفكار والإصلاح وتبني صلة قوية بينهم و الجمهور، لكن الحاصل غير ذلك.
هذا من ناحية الشكل الخارجي للفكرة والقائمين عليها، أما من الناحية الجوهرية الفكرية للمنصة فتحتاج لمناقشة علمية جادة مبنية على أسس واضحة المعالم، حتى نستطيع وضع المقدمات و لمس النتائج، لكن الحديث العشوائي لا يجدي ولا ينفع، فالفكرة تقابل الفكرة، والمعرفة بالمعرفة، والنقد يُبين ما إذا كانت المؤسسة فعلًا فكرية ثقافية أم مجرد منصة لإثارة الجدل .
اقرأ أيضًا : حديث المفلس .. ومفاجآت القيامة
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال