موائد الرحمن وياميش وزينة .. كيف تفنن الفاطميون في الاحتفاء بالشهر الكريم؟
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الاحتفال بشهر رمضان شيء مبهج بحد ذاته، يبعث المزيد من السعادة والسرور، ويجعلنا متلهفين لقدوم الشهر الكريم، وقد تميز الفاطميون بالعادات الرمضانية المميزة، وتركوا بصمة قوية في الاحتفاء بهذا الشهر، نقلها عنهم بقية العرب، وهذه بعض أبرز عادات الفاطميين في شهر رمضان:
- استطلاع هلال رمضان
كانت ليلة الرؤية في عصر الدولة الفاطمية، ليلة مقدسة ذات أهمية كبيرة، يخرج الخليفة بموكب كبير للرؤية، ويرتدي أفضل حليه وأجمل ثيابه، ويتجه نحو باب الذهب في القصر الفاطمي، ويتبعه الوزراء بثيابهم المزركشة الجديدة، ويتبعهم كبار التجار، ومن بعدهم الصاغة وصانعو المعادن، وهكذا بالتدريج، وفي الأمام يكون هناك فرقة موسيقية تعزف أجمل النغمات، وفي ذلك الوقت كان القضاة هم الموكلون باستطلاع الهلال، حيث يصعد قاضي القضاة إلى قمة جبل المقطم، ويصحبه أربعة قضاة آخرين كشهود، وكان أول قاضي وكلت له الرؤية هو القاضي أبو عبدالرحمن عبدالله بن لهيعة، وتم تخصيص قمة الجبل للقضاة لرؤية الهلال، وقد قام القاضي بدر الجمالي ببناء مسجد على سفح الجبل، وكان يصعد للمئذنة لاستطلاع الهلال.
- التحضير لشهر رمضان
مهمة أخرى كان يقوم بها القضاة في العصر الفاطمي، وهي الاشراف على التحضيرات التي تتم للشهر الكريم، حيث كانوا يطوفون على المساجد لتفقدها، والتأكد من أنها مهيأة ومناسبة لاستقبال الشهر الفضيل، ويتم إصلاح كل التالف، وفرش السجاد والحصر الملونة، وتعليق القناديل، ويتم تطييب المساجد بالبخور الهندي والكافور والمسك، حيث كانت تخصص الدولة ميزانية خاصة للتحضيرات الخاصة بالشهر الفضيل.
- فانوس رمضان
ظهرت فوانيس رمضان لأول مرة في عهد الدولة الفاطمية، حين دخل الخليفة المعز لدين الله الفاطمي مدينة القاهرة، في الخامس من رمضان عام 258هـ، وخرج المصريون لاستقباله وهم يحملون المشاعل والفوانيس لإضاءة الطريق، ومن وقتها ارتبطت الفوانيس الزجاجية الملونة بشهر رمضان.
- الأسواق الرمضانية
كالعادة تنتعش الأسواق التجارية في فترة ما قبل رمضان، وهو نفس ما كان عليه الحال وقت الدولة الفاطمية، حيث كانت الأسواق الفاطمية المميزة تشهد قفزة تجارية ملحوظة قبل رمضان، وأشهر تلك الأسواق هو سوق الشماعين، والذي يتم فيه بيع الشموع الخاصة بالفوانيس، وشموع موكب الرؤية، التي تزن الواحدة منها حوالي عشرة أرطال، وكان هذا السوق يشهد نشاطًا كبيرًا قبل رمضان، لدرجة أن يظل مفتوحًا حتى منتصف الليل، لتغطية الاحتياجات، وهناك أيضًا سوق السمكرية الذي كان يقع عند باب زويلة، وفيه تتم صناعة الفوانيس التي تضاء بالشموع، كا شيء يخص الفوانيس تجده هناك، بدءًا من جسم الفانوس حتى زجاجه الملون وزخارفه، وبعده بعدة دقائق ستجد سوق السكرية وفيه تباع المكسرات وياميش رمضان، اللذان كانت أسعارهما في متناول الجميع آنذاك.
- موائد الرحمن
ظهرت موائد الرحمن لأول مرة في عهد الخليفة العزيز بالله الفاطمي، الذي أقام مائدة كبيرة ليفطر عليها أهالي جامع عمرو بن العاص، ومنذ ذلك الوقت تُقام الموائد كل عام، وكانت تعرف آنذاك باسم السماط، وهو مكان مخصص للطعام يقع في قاعة الذهب بالقصر الكبير.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال