همتك نعدل الكفة
914   مشاهدة  

موسيقار الأجيال (27) محمد عبدالوهاب وثورة يوليو ولغز تصريحه عن النظام الإسلامي

موسيقار الأجيال


أهلا بكم أعزائي القراء في الحلقة السابعة والعشرين من قصة موسيقار الأجيال الأستاذ محمد عبد الوهاب، كنا قد انتهينا في اللقاء السابق حيث القطيعة بين الملك فاروق والأستاذ محمد عبد الوهاب وامتناع محمد عبد الوهاب عن الغناء له، وقبل أن ننتقل لمرحلة ما بعد الملك فاروق نذكر قصة صغيرة عن تلك القطيعة وعن نهايات تلك العلاقة.

اقرأ أيضًا 
حلقات سلسلة موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب

في عام 1949م زار الأستاذ محمد عبد الوهاب في منزله الكائن في منطقة الهرم كل من حكمدار القاهرة وإسماعيل شيرين زوج الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق ووزير الحربية فيما بعد وكان الهدف من الزيارة هو دعوة عبد الوهاب للغناء في عيد ميلاد الملك فاروق وتحضير أغنية خاصة للمناسبة، يقول الأستاذ محمد عبد الوهاب في مذكراته: قلت لهم متأسف مش هقدر، مشغول، تعبان وبان عليا إني بكدب، والحكمدار كلمني بخشونة قلت له مش هعمل حاجة، في الأول كنت بعمل فيه أغاني كرمز لمصر لكن هو دلوقتي مابقاش كده، وتدخل إسماعيل شيرين لفض الإشكال، لم أخف من فاروق لأن العالم كله كان ضده والجو ممهد أن الإنسان يقول وبصوت عال، وممكن يعبر عن القرف اللي الناس فيه، وبالفعل عبر محمد عبد الوهاب عما كان يشعر به الناس في العام التالي بأغنيته (الصبر والإيمان) التي أشار فيها للملك فاروق بقوله (ياظالم لك يوم مهما طال اليوم يا ويلك ياظالم يا ويلك ) من تأليف المرحوم حسين السيد، والتي منعت بأمر من الملك فاروق، فقد كانت الأعمال الفنية كهذه تعرض من قبل الإذاعة على وزارة الداخلية، ثم إذا اضطر الأمر ترسل إلى قصر عابدين لأخذ المشورة.

ثورة ...........................عبد الوهاب ....................................
موسيقار الأجيال – الملك فاروق

كان هذا هو موقف الأستاذ محمد عبد الوهاب من الملك فاروق وهو بالتأكيد لم يكن متهاونا أو متخاذلا كما هو سائد لدى البعض، وهناك مقولة شهيرة للأستاذ محمد عبد الوهاب كان يرددها دائما في أحاديثه ألا وهي: إن الفنان أهم من أي إمبراطور أو ملك أو رئيس، فمن يتذكر من كان رئيس النمسا منذ مائة عام؟ لا أحد، لكن من يعرف صاحب السيمفونية الخامسة بالتأكيد هو بيتهوفن والناس تعلم ذلك، يعني بيتهوفن أهم من إمبراطور النمسا وكذلك بالنسبة لألمانيا أو روسيا أو أى بلد، فالفنان أبقى من أى إمبراطور أو ملك.

نتاج الموسيقار محمد عبد الوهاب من الأغاني الوطنية والقومية والسياسية في الحقبة الناصرية:

ثورة ...........................عبد الوهاب ....................................
محمد عبدالوهاب وجمال عبدالناصر

عرف عن الموسيقار محمد عبد الوهاب حبه الشديد للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بل لـ ثورة يوليو وللحقبة الناصرية بشكل عام، ولقد ترجم هذا الحب في نتاجه خلال ثماني عشرة سنة أخرج لنا فيها الأستاذ محمد عبد الوهاب أربعين أغنية وطنية وقومية وسياسية، وهو نتاج غزير جدا إذا ما قورن بخمس عشرة أغنية فقط مثلوا نتاج موسيقار الأجيال في الحقبة الملكية.
وكالعادة سنذكر بعض هذه الأغاني إجمالا على أن نفصل القول فيما بعد:
1- نشيد الحرية (كنت في صمتك) من تأليف المرحوم كامل الشناوي سنة 1952م.
2- نشيد الوادي (السودان لمصر ومصر للسودان) من تأليف المرحوم مأمون الشناوي 1953م
3- يا مصر تم الهنا من تأليف المرحوم عبد المنعم السباعي 1954م
4- دعاء الشرق من تأليف المرحوم محمود حسن اسماعيل 1954م
5- زود جيش أوطانك من تأليف المرحوم مأمون الشناوي 1956م
6- تحت القنابل من تأليف المرحوم أحمد شفيق كامل 1956م
7- قولوا لمصر تغني معايا في عيد تحريرها من تأليف المرحوم حسين السيد 1956م

تلك كانت بعض أغنيات الأستاذ محمد عبد الوهاب الوطنية خلال تلك الفترة وحين نفصل القول في حياة الأستاذ محمد عبد الوهاب السياسية والوطنية في هذه الحقبة سنتعرض لغيرها ولكن قبل أن ننتقل لذلك، نحكي على لسان الدكتور فيكتور سحاب طرفة صغيرة جاءت في كتاب السبعة الكبار في الموسيقى العربية المعاصرة، يقول الدكتور فيكتور سحاب: لعل من طرائف موقف الموسيقار محمد عبد الوهاب عند قيام ثورة يوليو، قوله في استفتاء عقدته روز اليوسف لمعرفة آراء الفنانين في ثورة يوليو والجمهورية : ” إنني أؤمن بالجمهورية الإسلامية، أي أن رئيس الجمهورية ينتخبه الشعب ثم يبايعه بعدئذ مدى الحياة، كما كان يحدث في صدر الإسلام ولهذه الطريقة من الحكم ميزتان هامتان، الأولى هي إحساس الحاكم بأن الأمة قد أولته ثقتها على أن يكون عند حسن ظنها به إلى آخر حياته، والثانية هي استقرار مقاليد الحكم في يد شخص واحد فلا تعرض الأمة لممارسة الانتخابات كل عدة أعوام.

الموسيقار محمد عبد الوهاب و ثورة يوليو 1952م:

YouTube player

 

دشن الموسيقار محمد عبد الوهاب عهد ثورة يوليو بنشيد(البعث) والذي تبدل اسمه فيما بعد إلى “نشيد الحرية” وقد كان درة ما قدم من أناشيد عقب قيام تلك الثورة حاسما وثوريا، فقد قدمت أم كلثوم للمناسبة نفسها طقطوقة مصر التي في خاطري، من تأليف المرحوم أحمد رامي وألحان الأستاذ رياض السنباطي والتي لم تتضمن معان خاصة بالثورة بل بالتغزل في مصر وجمالها، وهذا هو وجه الاختلاف الكبير بين موقف محمد عبد الوهاب الثوري وموقف أم كلثوم المحافظة المتحفظة كما يقول البعض، ففي الوقت الذي قدم فيه محمد عبد الوهاب في الأربعينيات أعمالا وطنية عن نكبة فلسطين والعدوان الفرنسي على دمشق وأناشيد مثل “نشيد الجهاد” و”نشيد مصر نادتنا” خلال الحرب العالمية الثانية و” الصبر والايمان” خلال حرب الفدائيين في القنال التي غني فيها ياظالم لك يوم، قدمت أم كلثوم في المناسبة نفسها قصيدة “مصر تتحدث عن نفسها” ولم تقدم أغنيات خلال اشتعال الحرب العالمية الثانية.

YouTube player

 

يقول الصحفي لطفي رضوان في كتابه (محمد عبد الوهاب سيرة ذاتية): لقد انحاز عبد الوهاب لـ ثورة يوليو منذ إعلانها بعد أن أثلج صدره مانادت به من مبادئ وطنية وخاصة عندما رأى أصدقاءه من رجال الوفد يباركونها، غير أن بعض ما شابها بعد ذلك بشهور من أدران جعلته يتريث في تفكيره، فقد ذهب إليه بعض رجالها قائلين فيما يشبه الأمر اذهب الي القيادة لتقديم الشكر والتبريك، فاتصل بأم كلثوم التي قالت له إن نفس الأشخاص قد جاءوا إليها وبنفس الأسلوب تحدثوا إليها وإنها لن تذهب إلا اذا جدت مناسبة تستدعي ذهابها إلى القيادة، واستحسن الأستاذ محمدعبد الوهاب رأيها وقرر أن يكون هذا هو نفس رأيه.

إقرأ أيضا
شمس بدران

ومع ذلك يذكر رضوان أن محمد عبد الوهاب كان يعرف الرئيس محمد نجيب شخصيا وأن نجيب كان يزوره في بيته مع زوجته، كما يذكر محمد عبد الوهاب أن نجيب طلب منه أن يغني نشيد “كنت في صمتك مرغم” في ميدان عابدين، ونصب مسرح خشبى في الميدان ليقف عليه عبد الوهاب وأن المسرح سقط بعبد الوهاب الذي أصيب جراء ذلك ببعض الرضوض، كما غني عبد الوهاب النشيد نفسه في حفل أقيم في نادي ضباط القوات المسلحة في الزمالك في حضور محمد نجيب يوم السادس والعشرين من يناير1953م بمناسبة مرور ستة أشهر على قيام الحركة المباركة .

YouTube player

وفي نفس العام قدم الأستاذ محمد عبد الوهاب ثاني عمل وطنى له بعد قيام الثورة وهو نشيد الوادي من تأليف المرحوم مأمون الشناوي وذلك بعد توقيع اتفاق بين حكومتي مصر وبريطانيا في الثاني عشر من فبراير 1953م بخصوص حق السودان في تقرير مصيره، وذلك بعد فترة انتقالية ثلاث سنوات يتم فيها سودنة الوظائف وانسحاب القوات المصرية والبريطانية من السودان، وقيام جمعية تأسيسية، يتقرر بعدها مصير السودان إما أن تختار تلك الجمعية ارتباط السوادن بمصر أو انفصاله واستقلاله عنها، والنشيد الذي غناه ولحنه عبد الوهاب كان يدعو لاستمرار وحدة مصر والسودان، فتقول بعض كلماته: عاشت مصر حرة والسودان، دامت ارض النيل بأمان، اعملوا تنولوا واهتفوا وقولوا، السودان لمصر ومصر للسودان.

وإلى هنا أعزائي القراء نكون قد وصلنا إلى نهاية الحلقة السابعة والعشرين، على أن نكمل المسيرة في حلقات قادمة إن شاء الله.
دمتم في سعادة وسرور.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان