41 مشاهدة
ميني ألبوم كارمن سليمان … صوت جيد لا يجيد الاختيار
منذ شهر تقريبًا أطلقت المطربة كارمن سليمان ألبومًا مصغرًا “ميني ألبوم” تعاونت فيه مع عزيز الشافعي أكثر الملحنين انتشارًا في سوق الغناء حاليًا والذي أنتج الألبوم بالتعاون مع مصطفى جاد زوج كارمن سليمان،الألبوم احتوى على أربع أغنيات كتبها ولحنها عزيز الشافعي عدا أغنية واحدة كتبتها منة عدلي القيعي وقام بالتوزيع طارق مدكور، توما، عمرو الخضري ويحيى يوسف.
حبايب قلبي
في حوار سريع أجرته كارمن سليمان مع موقع اليوم السابع أفصحت أن أغنية “حبايب قلبي” مهداة خصيصًا لجمهورها وأن كلمة “حبايب قلبي” هي لزمة تستخدمها بكثرة في حياتها الخاصة لذا قررت أن تكون عنوان الأغنية التي تدور في إطار الاحتفال بمناسبة ما لبطلة الأغنية والتي تدعو أصدقائها وحبايبها لمشاركتها الاحتفال بها،كلمات عزيز الشافعي تقليدية تناسب جو الأفراح أكثر حيث حدد أنها “والله دي هتبقى ليلة، وأنتم حواليا عيلة”مع الحفاظ على نفس تقطيعات القصيرة والتي تحمل بصمته كشاعر.
لحن الأغنية على مقام النهاوند بجمل إيقاعية رغم البناء الجيد في مقدمة اللحن وتنوع الأفكار في بقيته إلا أن القفلات سيئة جدًا خصوصًا مع الإصرار على تكرار أخر كلمة في الشطرة “الفرحة تتم تتم تتم، وجودك مهم مهم مهم”، توزيع عمرو الخضري اعتمد على الإيقاع أكثر مع فراغ هارموني ولزمة موسيقية غير مستنسخة من جمل اللحن لكن تشعر بغرابتها عن سياق الأغنية المفرح.
يا حرام معلش
تتعامل الكاتبة منة عدلي القيعي مع كتابة الأغنية على إنها إعلان تجاري، لا بد من شعار أو إيفيه واللعب على المفردات المنتشرة على مواقع التواصل الإجتماعي لكن الأدهى من كل ذلك أنها تكتب أغلب أغانيها وفي مخيلتها المطرب أحمد سعد وكأنها تدور في فلك أغنياتها الناجحة معه.
فكرة الأغنية تتلخص في توجيه الكلام للرجل الذي خسر الكثير بعدم حبه لها استخدمت فيه إفيه “ابعتهاله” المنتشر على لسان أحد الأشخاص المعروفين بمضاربتهم في المزادات حيث استغلته كلزمة رئيسية في الأغنية والغريب أنها توجه كلامها لشخص لا يبالي بكل المميزات التي فاتتها وتخص بها نفسه حيث قالت في لزمة الأغنية “ابعتهاله اللي مش واخد باله”.
مع مقام الكرد ولحن إيقاعي متنوع بجمل حيوية من عزيز الشافعي، توزيع توما بنى على الجملة اللحنية الإيقاعية توزيعًا إيقاعيًا دسمًا بلزمة مميزة تكشف الفارق في المستوى الفني بينه وبين عمرو الخضري في الأغنيات الإيقاعية حيث يصيب مرات قليلة وينحت أغنيات كثيرة دون نجاح يذكر.
هنا هنا
كلمات لطيفة من عزيز الشافعي حافظ فيها على أسلوبه في التقطيعات السريعة وتنويع في المفردات على نفس القافية طول الأغنية دون خروج عن سياق الفكرة العامة مع بعض المفردات الكلاسيكية التي يحافظ على وجودها في أغلب كتاباته مثل “يا جميل يا حليوة يا معجباني”.
لحن عزيز الشافعي جيد جدًا على مقام الكرد تماهي مع فكرة الكلمات وتقطيعها السريع جدًا، توزيع يحمل بصمة طارق مدكور من حيث إيقاع المقسوم بحلياته التقليدية و لزمة موسيقية جيدة.
بكائيات
محاولة من عزيز الشافعي للعودة للأغاني الكلاسيكية الطربية حيث قام بالغناء صحبة كارمن سليمان،استخدم فيها مفردة “بكائيات” والذي يبدو أنه أعجبه فقرر أن تسير الأغنية بكائيات وندم ومعاتبة للنفس ومعاناة من الوحدة في غياب الحبايب مع صياغة بمفردات كلاسيكية جدًا.
لحن شجي على مقام الكرد بأفكار جيدة تماهت مع موضوع الأغنية الدرامي، توزيع جيد جدًا من يحيى يوسف اعتمد على الاّلات حية “قانون،ناي،كمنجة، طبلة،رق” فيما يشبه التخت الكلاسيكي بدأ بجملة رائعة من روح اللحن، أداء رائع من الثنائي عزيز الشافعى وكارمن سليمان رغم تكرار المقاطع بينهما وصولًا للغناء سويًا في قفلة الشطرات لكنها تعتبر أفضل أغنية في الألبوم كله.
صوت جيد لا يجيد الاختيار
رغم مرور أقل من شهر على صدور أخر أغنية في الميني ألبوم إلا أنه لم يحقق المرجو منه على المستوى الجماهيري ويبدو أن كارمن سليمان لم تهتم بالتدقيق في الاختيارات قدر اهتمامها بالتعاون مع عزيز الشافعي المسيطر حاليًا على سوق التلحين في مصر اعتقادًا منها على أن اسمه وحده يكفي استنادًا على كم النجاحات التي حققها الفترة الماضية، حيث ذهبت دون هدف واضح منها وأخذت منه ما لا يليق بإمكانيات صوتها عدا أغنية “بكائيات” التي تعتبر أفضل ما في الألبوم كله، والمتابع الجيد لسوق الغناء يدرك أننا لا نعاني من أزمة في جودة الأصوات ولكن الأزمة الحقيقية تكمن في اختيارات تلك الأصوات.
السوبر الأفريقي 30 عامًا بعد أيمن منصور
الكاتب
ما هو انطباعك؟
