همتك نعدل الكفة
689   مشاهدة  

نبيل فاروق ومملكة الروايات

نبيل فاروق


في مكان ما من أرض مصر وفي حقبة ما من حقب الماضي، وبالتحديد منذ أكثر من 35 عاما، كانت المؤسسة العربية الحديثة.. حيث يدور العمل فيها في هدوء تام وجدية مطلقة.. من أجل جذب عيون واهتمامات شباب العرب إلى عشق القراءة تحت شعار “نحن نخرج لك أحسن الكتب”.

من أجل هذا الهدف عمل الأديب والناشر العبقري حمدي مصطفى، صاحب مشروع القرن، على رأس فريق أدبي نادر تم اختياره في عناية تامة ودقة بالغة.. فريق مبدع من طراز خاص واجه تحديات الأدب الغربي، واستطاع جذب الشباب العربي للقراءة عن طريق مجموعة رائعة من الروايات، أبطالها كلهم من أبناء جلدتنا.. ليشكلوا معا نظرة أمل لجيل قادم ولمحة من عالم الإبداع، وصفحة جديدة تدعى «روايات مصرية للجيب».

 

كان القطع المميز للروايات الذي يتيح للشباب حملها بسهولة أحد أهم سمات روايات المؤسسة، وبالطبع لا يمكن أن ننسى الفنان الراحل إسماعيل دياب، الرجل الذي رسم بريشته أبطال السلاسل وأغلفتها، ليطبع صورهم في قلوب القراء قبل أعينهم.

 

لكن بعد مرور أكثر من 35 سنة على خروج الروايات للنور، قررت المؤسسة العربية الحديثة تحويلها لـ«روايات مصرية» فقط، وقاموا بتغيير القطع المميز لها ليصبح من الحجم العادي للكتب المتواجدة بسوق النشر.

اقرأ أيضا

وائل عباس .. ممثل درجة ثالثة يبحث عن الأضواء

وعندما بدأ مشروع القرن الثقافي، حرص الناشر الراحل العظيم حمدي مصطفى على اختيار عناصر المشروع بعناية، وبعين ثاقبة وقراءة لما هو آت، تم اختيار طبيب شاب من طنطا ليبدأ معه المؤسسة العربية الحديثة المشوار منذ بدايته، ويصبح بعد ذلك من أهم كتاب أدب الشباب والجاسوسية والخيال العلمي في مصر والوطن العربي، حيث كانت سلاسله الروائية المميزة من الإصدارات الأولى للمشروع، وساهمت في تشكيل وعي ووجدان جيل بأكمله، إنه العملاق.. الدكتور نبيل فاورق الذي فارق في ديسمبر 2020، مسببا حالة كبيرة من الحزن عند محبيه الذين فقدوا نصفهم الثاني بعد سنوات قليلة من وداع صديقه الدكتور أحمد خالد توفيق.

 

وإحياء لذكرى الرجل الذي كان له الفضل الكبير على العديد من القراء في توسيع مداركهم وإنارة عقولهم، وتشجيعهم على الكتابة أيضا، دعونا نبحر سويا في إصدارات دكتور نبيل فاروق الأسطورية.

 

من ملفات المخابرات العلمية.. سري للغاية

كانت باكورة أعمال الدكتور نبيل فاروق، مع المؤسسة العربية الحديثة، هي سلسلة «ملف المستقبل»، التي أخذتنا معها لعالم ممتع مثير، واجهنا فيه مع أبطالها البواسل بقيادة المقدم «نور الدين محمود» رجل المخابرات العلمية، أهوالا يشيب لها الولدان، وسافرنا معهم عبر الزمن والعوالم الموازية والمجرات، من أجل حماية الوطن ورفعته.. فتعالوا معا نفتح صفحات الملف الخالد.. «ملف المستقبل».

 

محمود.. البطل الملحمي «1»

شاب صغير ضئيل الحجم، عبقري في مجاله، يمتلك – رغم جسده الضعيف – قلب واحد من فرسان الأساطير القديمة، ولو قلنا إن فريق «نور» الدين محمود واجه ما هو أشد هولا من المستحيلات الثلاث، لن نستطيع أن ننكر حقيقة أصدق من كل الحقائق العلمية التي ذكرت في السلسلة، وهي أن محمود، خبير الأشعة الشاب بالفريق، هو المثال والبرهان على وجود ما يسمى بـ”الخل الوفي”.

 

في أول ظهور له مع «نور» ورفاقه، كانت عبقرية محمود في مجال الأشعة السبب في نجاح المهمة الأولى للفريق، عندما اكتشف طبيعة “أشعة الموت” التي هددت مصر والشرق الأوسط بأكمله، بعد أن سرب عالم خائن سر الجهاز الخاص بها لحفنة من المجرمين، لكن خبير الأشعة الشاب قرر ببساطة تبرهن على عبقريته، أن يوقف مفعول الأشعة القاتلة بواسطة مغناطيس قوي يطلق شحنة موجبة تجذب ما ينتج عنها من شحنات سالبة وتفقدها طاقتها التدميرية، قبل أن يمنع وصول رسائل التحذير من العالم الخائن لأعوانه، حتى يتمكن «نور» من القضاء عليهم.. لتنتهي أول مهام الفريق بنجاح باهر، مهد الطريق أمام ضابط المخابرات العلمية الشاب ورفاقه ليكونوا أهم فريق أمني علمي في مصر والعالم.

إقرأ أيضا
التدخين في المترو

 

كان لمحمود دور هام في ثاني مهمات الفريق، فرغم أنه لم يشارك في حل لغز اختفاء الصاروخ العربي (الفاتح1)، والذي كان يعمل بوقود “أميني” يفوق الوقود الذري بتسع مرات، إلا أن نظريته التي حاول بها تفسير الاختفاء الغامض كانت سببا في ثقة مدير قاعدة إطلاق الصاروخ في أفراد الفريق، ما ساعد على سرعة التوصل للجواسيس الذين حاولوا سرقة سر الوقود الأميني وإيقاف التطور العلمي المصري والعربي، وأعطى قراء السلسلة انطباعا جيدا عن عبقرية خبير الأشعة الشاب.

 

في المهمة الثالثة لـ«نور» ورفاقه، بعد أن أصبح فريقهم هو المفضل لدى القائد الأعلى للمخابرات العلمية، كاد محمود يلقى مصرعه في أعماق البحار، بعد اكتشافه هوية سارق جهاز استخلاص الذهب من ماء البحر، ومحاولة المهندس المجرم قتله بوضعه في غرفة الغطس الموجودة بالمدينة العلمية تحت الأعماق، ورغم أن «نور» تمكن من إنقاذه في اللحظة الأخيرة، إلا أن ذلك أثر عليه نفسيا وأفقده القدرة على النطق، لما كان يعانيه من عقدة قديمة من البحر، نتجت عن غرق أخيه الأكبر أمام عينيه وعدم استطاعته إنقاذه لكونه طفلا في عامه الأول يتعلم المشي بالكاد حينها.. لكن رمزي طبيب الفريق الرسمي نجح في علاجه من تلك العقدة وتمكن من شفائه منها نهائيا.

 

«انتهى الجزء الأول عن الراحل نبيل فاروق .. ويليه الجزء الثاني»

 

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
5
أحزنني
2
أعجبني
3
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان