همتك نعدل الكفة
2٬013   مشاهدة  

نجا من حادث المنصة.. زيارة لقبر الشيخ عبد الباسط عبد الصمد

عبد الباسط عبد الصمد


أتم الشيخ عبد الباسط عبد الصمد حفظ القرآن الكريم في كُتّاب الشيخ الأمير بأرمنت محافظة قنا، قبل أن يتم العشر سنوات الأولى من عمره، وبدأت محاولاته في تجويد القرآن الكريم، فقلد أصوات المشايخ في “أرمنت”، ثم تعلم القرآت السبع على يد الشيخ محمد سليم حمادة القادم من سوهاج إلى بلدتهم، ليعيش هناك، كما أتم أصول التجويد على يد الشيخ سعودي الذي هاجر من مدينة قايتباي بالقاهرة ليستقر في قرية أصفون المطاعنة القريبة من أرمنت، وهنا تكوّن الصبي.

ذاع صيته بعدما أجاد القراءة في أرمنت، وبدأ يزور البلاد الأخرى المجاروة لهم، وعندما رغب والدة في إلحاقه بالقسم الابتدائي من معهد قنا الديني بعد افتتاحه قرابة نهاية فترة الثلاثينات من القرن الماضي، رفض ذلك، وتفرغ لتلاوة القرآن الكريم في الحفلات والمناسبات في جميع مديريات الصعيد.

عبد الباسط عبد الصمد

جاء الشيخ الراحل إلى القاهرة، عام 1950، وحانت فرصته للقراءة في مسجد السيدة زينب، وعرف أحد العاملين وقتها بأن “عبد الصمد” له شهرته في الصعيد، فقدمه ليقرأ في إحدى ليالي المولد، وولد صوته من جديد.

بالطبع، عرفت إدارة الاذاعة أن صوتًا من الصعيد، أبهر الناس في السيدة زينب، فأرسلت له ليجتاز اختبارات القراء الجدد، وبالفعل أجيز وأدرج ضمن قائمة القُراء الفئة الأولى، وكان ممن تذاع تلاوتهم صباحًا في الإذاعة، وكانت المرة الأولى في صباح يوم الأربعاء 28 مارس لعام 1951، وقرأ ما تيسر من سورة “فاطر” لمدة نصف ساعة.

وملثما سبقته شهرته إلى القاهرة، سبقته شهرته من القاهرة للسعودية، فقرأ في الحرم أثناء سفره للحج بعد لقاءه بالعاهل السعودي الملك عبد العزيز آل سعود، وأهداه وقتها طاقمًا للزي السعودي، ونشرت مجلة الإذاعة المصرية وقتها في عددها الصادر عام 1952، صورة له بالزي السعودي الذي أهداه إليه العاهل السعودي.

وفي عام 1955، أجرت مجلة “أهل الفن”، في عددها رقم 78، سبتمبر1955، حوارًا مع الشيخ الراحل، حول معجباته من النساء واللاتي أشعلن بيته وغيرة زوجته، نتجة مطاردته من امرأة سورية، فاضطرت زوجته إلى أن تغير المنزل من “الحلمية” إلى “الزيتون”، كما غيرت أرقام التليفونات، وكتمت على الرقم الجديد، لكن المعجبات استطعن الحصول عليها، ولم يكف التليفون عن الرنين، والشيخ يجيب على المكالمات.

خبر وفاة الشيخ عبدالباسط عبدالصمد
خبر وفاة الشيخ عبدالباسط عبدالصمد

لكن الشيخ وصف وقتها كل هذه الإعجابات من  النساء بأنها لا تخرج عن طور الإشاعات، وحساده ينشرونها في كل مكان.

أما عن حكاية المرأة السورية، فقد كتب  الشيخ “عبد الباسط” وقتها بيانًا يوضح فيه الأمر كله، فكتب يقول:” بيان للناس.. حقيقة الأمر لمن شاء أن يعلم.. إن زوج هذة السيدة، تَعرّف بي ورجاني أن أعمل على إلحاق زوجته، بمحطة الإذاعة المصرية، لأنها تهوى الموسيقى والغناء، وكنت أحسب أنني استطيع اسداء معروف إليها، لأرد للسوريين بعض ما أدين لهم به من كرم وود، غير أن زوجته، (السيدة السورية)، تعجلت وجاءت إلى مصر، وقصدت منزلي الذي أقيم فيه مع زوجتي وأولادي الخمسة ووالدتي وأحد إخواني، وسألتني عما تم في أمرها، وكُنت قد عَلمُت انني لن استطيع أن أُلحقها بالإذاعة، فكاشفتها بحقيقة الأمر، وكلفتها بالعودة إلى بلدها.. وفجأة كاشفتني هى برغبتها في الزواج مني، وأخبرتني بأنها طُلقت من زوجها، وانها لا تستطيع العودة إلى سوريا.. فهالنى الأمر وعرضته في الحال على بعض المسؤولين في مصر، كما اتصلت ببعض موظفي الجوازات ليعملوا من جانبهم على عودتها إلى سوريا، فأخذت هي تتصل ببعض الأوساط، واستغل بعض الحاقدين هذة الفرصة لينالوا من كرامتي وسمعتي، ولكن الله جلت قدرته شملني بعطفه ورعايته”.

عبد الباسط عبد الصمد

وأجاب الشيخ في حواره لمجلة “أهل الفن”، عن الفنانة التي يفضلها فقال، فاتن حمامة، وكانت يوسف وهبي هو أفضل فنان، وعبد الحليم حافظ المطرب الذي يشجيه، وأغنيته المفضلة “الحلو حياتي”، لكنه رفض أن يشارك في أفلام السينما ولو أعطوه مال قارون، رد ليقول:”لأنني مقرىء ولست ممثلًا، والتمثيل ليس عيبًا، ولكن العيب أن يمثل المقرىء، كما أنني رجل صعيدي”.

ونجا الشيخ من حادث المنصة التي راح ضحيتها الرئيس محمد أنور السادات، بعد أن رفض في البداية فقد كان مرتبًا بإحدى المناسبات في مدينة الإسكندرية، لكن بعد إلحاح عليه وافق لكن طلب منهم أن يأذنوا له بالإنصراف بعد انتهاء تلاوته على الفور، وجلس للقراءة بجوار “السادات” و”مبارك” وبعدما انتهى من القراءة طلب من رئيس المراسم الانصراف، لكنه اعتذر له بأن الأبواب جميعها مغلقة، وبعدها بدقائق بدأ إطلاق النار عل المنصة.

نعي عبدالباسط عبدالصمد
نعي عبدالباسط عبدالصمد

لكن الدكتور ممدوح جبر وزير الصحة، أنقذ الشيح، واصطحبه لسيارته وركبا معًا وخرجا من المنصة سالمين، وبعد رفض الشيخ القراءة في الاحتفالات الرسمية تمامًا.

إقرأ أيضا
الحجاب

عبد الباسط عبد الصمد

وطلب في حواره لمجلة “الجيل” 1959، أن يكفيه الله شر النساء، ويمنحه الستر، وشر موسى صبري.

أصيب الشيخ عبد الباسط عبد الصمد في أواخر حياته بالتهاب الكبد الوبائي، وسافر إلى لندن للعلاج مع عائلتة واستقر هناك لمدة خمسة عشر يومًا، ورافقه ابنه “طارق” بناًء على توصية الطبيب إبراهيم بدران، لكنه أحس بقرب أجله فطلب العودة إلى مصر.

وبعد العودة بعشر أيام، توفى الشيخ، ودفن في مقابر “البساتين”.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان