نجيب الريحاني وشارلي شابلن .. علاقة إعجاب أم تقليد ؟
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
نجيب إلياس ريحانة ، الضاحك الباكي ، أحد أكبر رواد المسرح العربي ، وأستاذ الأجيال ، الأرتست المصري من أصل عراقي الذي كان سببًا في قهقهة الجمهور ونحيبه في آن واحد .. ذاك الرجل الغلبان الذي كان يشكو دائمًا ضيق الحال في أفلامه ، ونبل حبه للعبة ، ومناكفته في بلاليكا وسنية جُنح وابراهيم نفخو ، وهذا الأستاذ حمام التي كانت عينيه تفيض بالرومانسية حين كان يعشق تلميذته ليلى في صمت قبل أن تتغير أحداث فيلم غزل البنات .
كل تلك المقدمات ، وكل ما كُتب عنه من مديح على صفحات الجرائد وبين أوراق المجلات وفي ندوات الإشادة به من قبل النقاد ، وبأقلام كتاب الرأي ومتخصصي السينما وغير متخصصيها ، ومعظم آراء الجمهور التي تصل لأن تصبح كلها والتي لم تجد معاني تسعفها في التغزّل والإعجاب بمدرسة نجيب الريحاني في السينما والمسرح ، بل شهادة منافسيه أيضًا .. كل هذه الكلمات لم تكن شفيعة لنجيب الريحاني في مرمى نقد زكي طليمات .
وكان معروف عن الفنان الراحل زكي طليمات شدته ، وقد ذكر موقع في الفن تصريحًا للفنانة سميحة أيوب تنقل فيه تفاصيل اللقاء الأول الذي جمعها بطليمات ، وقالت : “دخل الفصل وبصلي بقرف شديد جدًا وتجاهلني، وإدى الولاد التانيين مشاهد وملاحظات، وفضل 3 أيام هما خايبين وأنا أقول لهم الأستاذ قال كذا. لحد ما قاللي تعالي يا فلحوسة، خدي اقري ده وتجيني بكره جاهزة”
ويحكي الدكتور أحمد سخسوخ ، في كتابه “نجيب الريحاني .. زمن الفن الجميل” عن تفاصيل النقد الذي وجهه “طليمات” لـ “الريحاني” حيث كان النقد بخصوص العلاقة الروحانية التي تجمع الريحاني بأسطورة السينما الصامتة ، الفنان الكوميدي الإنجليزي شارل شابلن ، حيث أن مدى بريق الريحاني على الشاشة لم يكن يضاهيه في أعين النقاد سوى تأثير شارلي شابلن ، فطفى سؤالًا على السطح ، حول ما إذا كان ثمة تقليد في أداء الريحاني لشابلن أم لا ؟ .. وهنا أجاب الدكتور “سخسوخ” نقلًا عن “طليمات” في فصل كتابه المعنون بـ “الريحاني وشابلن” حيث كتب :
“وبسبب الجماهيرية التي أحاطت بنجومية الريحاني ، يحلو للكثيرين أن يقارنوه بالفنان العالمي شارلي شابلن ، حيث يرى زكي طليمات أن ملامح الريحاني ووجهه المفرط في التعبير ، يجعل المرء يتخيل معه أن كل قسمة من قسمات هذا الوجه تحمل رأسًا كاملًا للتعبير ، ويرى طليمات أن هذه الظاهرة في الريحاني تؤلف حجر الزاوية في طبائع أدائه ، ولم يكن يشوبها شئ من المغالاة إلا فيما ندر ، فالانفعالات تظهر واضحة جلية على وجهة ، مما يدل على أن الممثل يقظ وحساس ، (وقد يقع أن يسبق هذا التشكيل في الحركة وفي أعضاء الجسم التشكيل الصوتي في بعض المواقف العنيفة والحاسمة للدور الذي يؤديه الممثل) .. ويطرح زكي طليمات سؤالًا، أن كان الريحاني مفرطًا في الإعجاب بشارلي شابلن الذي بلغت شهرته في الثلاثينات والأربعينات أوجها ، حيث كانت مظاهر التشكيل العضوي والحركي تشكل مظهرًا أساسيًا في إبداعاته ، ويجيب على ذلك بالإيجاب ، إذ أن هذه الظاهرة في الريحاني كان لها تأثيرها ، فقد كان يحلو للريحاني أن يصفف شاربه على طريقة شارلي شابلن ، كما أن الشخصية التي كان يتقمصها بعد كشكش بك وهي الرجل الفقير ، غنى النفس الصابر على المكروه ، كانت شخصيته دائمًا ما تتراءى له في بدلة إفرنجية فقيرة المنظر ومهملة من كل جانب .
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال