همتك نعدل الكفة
132   مشاهدة  

نحن أحق به .. الاحتفال بمولد النبي وشبح التحريم

مولد النبي
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



اقتصرت الدعوة الإسلامية مؤخرًا على عقيدة الدار الآخرة، بما فيها من حساب وجنة ونار، وعقيدة الجهاد، وأكثرها جهاد النفس ومنعها مما تحب، وغيرها من الأفكار التي تعزز من تلك الأفكار التي تحجب نعيم الدنيا، والواقع أن هذه الأفكار ليست هي الإسلام ، فكما تفاعل الإسلام مع الآخرة تفاعل أيضًا مع الدنيا، فجعل هناك توازن بين الكفتين في سبيل سعادة الفرد المسلم .

إن الإسلام دعى إلى التمتع بالحياة الدنيا، وأنكر على من يذم عليها ويحجب عنه نعمها،وذلكفي قوله تعالى في سورة الأعراف:”قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ”، وعن التوازن بين الحياة والآخرة:”وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ”.

هل الاحتفال بالمولد النبوي حرام؟

في كل عام يخرج علينا من ينكر احتفالنا بمجئ النبي صلى الله عليه وسلم إلى الدنيا، ينكرون فرحتنا، ينكرون طرق احتفالنا التي تقتصر على الطعام كما هي من عاداتنا، والمديح ووصف صفات النبي والصلاة والسلام عليه، على اعتبار أنه لم يثبت عن النبي الاحتفال بمولده، أو الاحتفال بمولد أي شخص مسلم، كما يستندون أن أعياد واحتفالات المسلمين تقتصر على العيدين ( الفطر، الأضحى).

إن احتفال المسلمين بالمولد النبوي الشريف، هي من العادات الحميدة المنتشرة في بقاع الأرض، وإن لم يحتفل النبي بمولده فقد ثبت عنه أنه احتفل (ص) بأي مولود يولد ذكر أو أنثى، وكان العمل المتبع في  زمن النبوة الفرح والاستبشار بمجرد معرفة خبر الولادة والفرق بين البشارة والتهنئة أن البشارة إعلام له بما يسره والتهنئة دعاء له بالخير فيه بعد أن علم به  وهذا ثابت في تحفة المولد لابن الجوزي.

والبشارة والفرحة بالمولد ثابته عند العرب قبل الإسلام وبعده، فلما ولد النبي صلى الله عليه وسلم بشرت به “ثويبة” عمه أبا لهب وكان، مولاها، وقالت قد ولد الليلة لعبد الله بن عبد المطلب، فأعتقها أبو لهب سرورًا به.

ومما ثبت عن الحسن البصري رحمه الله، في كتاب “البداية والنهاية” أن رجل جاءه ، وعنده رجل قد ولد له غلام فقال له: ليهنئك الفارس، فقال له الحسن: ما يدريك فارس هو أم ،حمار، قال: كيف نقول ؟ قال : قل بورك في الموهوب وشكرت الواهب وبلغ اشده ورزقت برده، وروي أيضا أن رجلا ممن كان يجالس الحسن ولد له ابن فيناه رجل فقال: ليهنك الفارس، فقال الحسن: “ما يدريك أنه فارس لعله نجار، لعله خياط”. قال: فكيف أقول؟ قال: “قل جعله الله مباركًا عليك وعلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

هكذا احتفل النبي وصحابته و تابعيهم بميلاد إنسان مسلم، أما يحق لنا الاحتفال ولاحتفاء سنويًا بميلاد أشرف الخلق!.

الاحتفال في زمن النبي

أما عن الاحتفال بشكل عام، فهناك قصة وردت في المصادر التاريخية وهي فرحة الأنصار واحتفالهم بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرًا من مكة إلى المدينة، ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم فعلهم، ولم يقل أن احتفال المسلمين بالعيدين، فروى البيهقي في ” دلائل النبوة ” وابن المقري في ” الشمائل ” وأبو سعد في ” شرف المصطفى ” والخلعي في ” فوائده ” ولفظ  البيهقي: أخبرنا أبو عمرو الأديب أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي سمعت أبا خليفة يقول سمعت ابن عائشة يقول: “لما قدم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – المدينة جعل النساء والصبيان يقلن:

طلع البدر علينا … من ثنيات الوداع

وجب الشكر علينا … ما دعا لله داع

وقال أيضا: أخبرنا أبو نصر بن قتادة أخبرنا أبو عمرو بن مطر سمعت أبا خليفة يقول: سمعت ابن عائشة يقول: “لما قدم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – المدينة جعل النساء والصبيان والولائد يقلن:

طلع البدر علينا … من ثنيات الوداع

وجب الشكر علينا … ما دعا لله داع

إقرأ أيضا
أثر الفراشة

ثم قال البيهقي: ” وهذا يذكره علماؤنا عند مقدمه المدينة من مكة وقد ذكرناه إلا أنه إنما قدم المدينة من ثنيات الوداع عند مقدمه من (تبوك) والله أعلم ” .

وقال الإمام أبو عمر ابن عبد البر قال في كلامه على ثنية الوداع ” أظنها على طريق مكة ومنها بدأ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وظهر إلى المدينة في حين إقباله من مكة ” فقال شاعرهم:

طلع البدر علينا … من ثنيات الوداع

وجب الشكر علينا … ما دعا لله داع

إذًا هذه القصة حقيقية، ولم ينكر النبي الاحتفال بقدومه من مكة إلى المدينة، كما لم ينكر النبي الاحتفالات بالزواج ويوم عاشوراء وباستقبال رمضان وليلة القدر، ولم ينكر الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، فلما لا نحتفل بـ مولد النبي ونحن أحق الناس بالاحتفال به!.

الكاتب

  • مولد النبي مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان