ندرًا عليا .. والإرث الذي يطارد بهاء سلطان
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
مع كل أغنية جديدة للمطرب بهاء سلطان تطارده لعنة المقارنة بينها وبين أغانيه القديمة وقت حقبة شركة “فري ميوزيك”، تلك المقارنة غالبًا تصب في صالح القديم بل ويتعامل الجميع أن سلطان أصبح كالطفل التائه بعد ما فقد والده “نصر محروس” في زحام الطريق.
الغريب أن الجميع كانوا يهاجمون نصر محروس لمشاكله الضخمة التي منعت بهاء من الغناء لأكثر من خمس سنوات ومع ذلك يترحموا على تلك الفترة التي يعتبروها السبب في نجومية بهاء سلطان.
أغنية بهاء سلطان الجديدة “ندرًا عليا” حملت توقيع الثنائي “أيمن بهجت قمر” و”محمد يحيي” وقام بالتوزيع الموسيقي “وسام عبد المنعم”
الكلمات:
كلمات أيمن بهجت قمر حملت طابعًا ساخرًا يترحم فيه على فترة مرت في حياته وتشعر بأنها مكتوبة خصيصًا لبهاء سلطان كي يرسل رسالة مشفرة إلى شخص الجميع يعرفه جيدًا، ويعلن أنها كانت مجرد فترة ومرت والأن هو تخلص من تلك القيود التي كادت أن تنهي مسيرته الفنية.
“كل اللي عدى سموه ظروف – كان ضعف لحظة أو قولوا خوف – ندرًا عليا لأدبح خروف_ ما انا اتدبست”
“في الفترة دي فكيت ورقت – بالعكس فوقت – كان أولى بيا من بدري اكت – أو اربي قط”
تعامل أيمن بهجت قمر مع الفكرة بحرفيه صنايعى يعرف كيف يلتقط المفردات الجريئة والجديدة وتضفيرها بشكل جيد داخل سياق الفكرة، مع اختياره قافية صعبة دمج فيها بعض الكلمات الإنجليزية كنوع من تأكيد السخرية، وتشعر بحرية وانطلاق في الكتابة على العكس من تجاربه الأخيرة الضعيفة جدًا في “اللوك الجديد”و”باريس”.
الموسيقى:
بتقطيعات سريعة على مقام الكرد يأتي لحن محمد يحيى والمكون من ثلاثة ثيمات لحنية، اللحن إيقاعي مبهج في بدايته تقطعه التيمة اللحنية الثانية في “سين ولام وألف وميم وسلام سلام من أربع حروف” والتي مهدت بشكل جيد للجملة التالية في ” كل اللي عدي سموه ظروف”.
على نفس المنوال السريع تعامل وسام عبد المنعم مع اللحن وصبه في قالب مقسوم سريع حيث بدأت الأغنية بالإيقاع يصاحبه الكيبورد حتى تسليم بهاء الغناء ثم تفعيل الرتم في قفله المقطع الأول، جملة الفاصل من الكيبورد كانت بسيطة وسلسة حملت طابعًا شعبيًا تماهي مع قالب اللحن و فكرة الكلمات.
اداء بهاء سلطان لامع جدًا لم يعتمد على البهرجة ولم يلجأ إلى وضع لمسات وحليات أثناء الغناء وكأنه يقصد أن تصل الرسالة واضحة ومباشرة.
الأغنية رغم بساطتها إلا أنها جيدة المستوى بالقياس على اختيارات بهاء سلطان الأخيرة بالأخص مع الشاعرة “منة القيعي” ورغم ذلك هناك حالة من السخط تجاه “ندرًا عليا” وأن هناك خللًا ما حدث في تجربة بهاء بعد انفصاله عن نصر محروس وأعتماده على نفس في الاختيارات، وأن كان أغلبها انتقادات نابعة من العاطفة وحب الجمهور لصوت بهاء القوي جدًا،لكن الوضع السائد حاليًا يقول أن سوق الغناء بالكامل يعاني من تراجع كبير على مستوى الاختيارات وأن تجربة بهاء السابقة لم تكن بالعمق الذي يتصوره البعض، ويمكن العودة إلي ألبوماته مع فري ميوزيك لنتأكد أن نصر محروس صنع منه نجمًا لامعًا بالفعل لكنه لم يصنع له تاريخًا قويًا وهي الحقيقة التي ينكرها الجمهور.
الكاتب
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال