نزل إلى بني إسرائيل .. نبوة “عيسى ابن مريم” كما حددها القرآن
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يُحدد القرآنُ الكريم مكانة عيسى ابن مريم عليه السلام بين الأنبياء والرسُل، بأنه رسول أنرله الله تعالى ونفخ فيه من روحه لدعوة بني إسرائيل إلى توحيد الله سبحانه وتعالى بَعد أن انجرفوا في الضلال المبين .
بني إسرائيل وعيسى عليه السلام
وبني إسرائيل الذين انحرفوا عن رسالة موسى عليه السلام، وتركوا الحق الذي أُنزل فيهم، ولذلك أرسل الله إليهم عيسى ابن مريم ليدعوهم إلى توحيد الله والبُعد عن هذا الانحراف والضلال ،” إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۖ”،فسير الآية الكريمه واضح لا يحتاج إلى تأويل أو تفسير ، فرتبة عيسى كما حددها دين الإسلام هي رسول من الله يُبلغ رسالاته.
عيسى عليه السلام من جنس البشر
الآيات التي جاءت بنص القرآن تُوضح ماهية عيسى ابن مريم عليه السلام، هل هو من جنس البشر أم إله كما يقول بعض أتباعه ، يقول الله تعالى في كتابه “مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ” أي أن المسيحُ ماهو إلا رسول من جنس الرُسل الذين جاءوا من قبله بآيات من الله ، إذًا لا فرق بينه وبينهم في مهمة الرسالة .
رسالة عيسى كما حددها القران الكريم
ثم يحدد القرآن الكريم هذه الرسالة بقوله تعالى “وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ” أي أن القوم الذي أنزل فيهم هم بني إسرائيل .
الدعوة إلى التوحيد
الدعوة إلى توحيد الله عز وجل وعبادته لا شريك له هي دين الأنبياء والرُسل جميعًا: يقول سبحانه وتعالى ”إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ” في موضع آخر في سورة الأنبياء يقول تعالى “وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ” يقول سعيد بن جبير و ابن كثير في تفسير الآيات الكريمة، إن دينكم دينٌ واحد، وهو دعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له .
إذًا السمةُ الأساسية للرسالات السماوية هي الدعوة إلى توحيد الله عز وجل فرُسل الله جميعًا دعوا الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له وعيسى ابن مريم رسول من الرسل !
عيسى بن مريم ما دعا إلّا إلى التوحيد
في القرآن الكريم يقول تعالى على لسان المسيح عيسى عليه السلام “وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ” هنا في هذه الآية ظهر الخضوع والاعتراف بالعبودية فغير صحيح ما يقوله بعض أتباعه بأنه إله وابن الإله ، لأن إقراره بالعبودية يمنع هذا الادعاء بحسب النصوص القرآنية الوارده .
وفي قوله في سورة آل عمران يقول تعالى ” وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ” في الآية الواردة هناك استفهام جاء على غير حقيقته في قوله ” أأنت قلت للناس” وذلك لأن الله عليم مطلع على كل شيء، وانما يقصد أمران :
أولهما : توبيخ النصارى الذين غيروا عقيدة المسيح عليه السلام وقالوا عليه ما لم يقُلْه ، فالإنكار بعد السؤال أبلغ رد لتوبيخهم وتكذبيهم.
والثاني : تعريف المسيح عليه السلام أن قومه غيروا بعده وانحرفوا عن مبادئه، ويصرّح عيسى بأنه ما دعا إلّا إلى توحيد الله فقال: “ما قلت لهم إلا ما أمرتني” .
هذه هي رسالة المسيح عليه السلام والتي تتلخص في دعوة بني إسرائيل إلى توحيد الله سبحانه وتعالى المنزه عن كل شرك وعن كل نقص بشري .
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال