نساء تروين تجاربهن المريرة مع إنجاب البنات
كانت أمنية في شهرها السادس عندما أخبرها الطبيب أنها سترزق بطفلتين كان الخبر مفرحًا بالنسبة لها أم لزوجها ولوالديه لم يكن كذلك فبدى على وجيهما ملامح الحزن.
لم يكن الأمر مجرد خبر قيل في وقتها وانتهى على ذلك بل حدثت مشكلات مع أمنية بسبب هذا الشيئ إذ بعد عودتها إلى ديارها ببني سويف بعد رحلة سفر شاقة لزيارة طبيبها الخاص للاطمئنان على صحة أجنيتها بدأ الأهل في إحدث مشكلات معها بسبب أنها تحمل بداخلها طفلتين وليس من بينهم ذكور، لتدخل في دوامة مشكلات لا تنتهي.
“أبو البنات”.. كانت تلك الجملة هي الأولى التي قيلت لأمنية بعد ولادتها ووضعها لاطفلتيها من قبل جدتها، لتسمع تلك الكلمات وتكتفي بالصمت:”مش بأيدي أني جبت بنتين ده بتاع ربنا من وقت ما عرفوا أني حامل في بنتين وعملوا معايا مشاكل كتير والمعاملة اتغيرت وكل حاجة اتغيرت ولما ولد اتقالي يا أم البنات مالها البنات كل اللي ربنا يجيبه كويس”.. تقول ” أمنية”
جواز مرة أخرى
لم يكن حال آية أفضل من حال أمنية التي انجبت أربع بنات أكبرهم في الجامعة ورغم ذلك يهددها زوجها بأنها في حالة عدم انجاب ولد سيقوم بالزواج مرة آخرى:”بيقولها لو مخلفتيش الولد هتجوز عليكي وبنتها الكبير بقت مخطوبة”.. تقول والدة أية.
تمر آية بأزمة نفسية حادة بسبب هذا الأمر وأصبح عقلها مخيرًا بين أمرين أتحمل مرة أخرى لتجنب طفلًا لا أحد يعلم إذا سيكون ولدًا أم بنت أم تترك زوجها يتزوج بامرأة أخرى.
السؤال هنا إلى أي متى سيستمر هذا الأمر ألم يأن الأون لكي تتغير تلك العقول؟ ألم يأن الأون أن نترك عقولنا تسير مع تطور المجمتع؟ ألم يأن الأوان لنترك عادات الماضي غير المبررة ونسير للأمام؟ لقد تطور المجمتع وأصبح أكثر انفتاحًا في التفكير وفي إدراك اختيارات الله لنا، فالتطوير الكبير في العلم والتكنولوجيا أخذ العالم لمنحى أخر وهو الصعود، فلماذا تظل تلك الفئات التي تحارب أمورًا ليس للإنسان يد فيها لمجرد إرضاء رغبتهم؟
أمنية وآية سيدتان تجسدان المعاناة التي تمر بها العديد من النساء في عدد من المحافظات التي لا تزال متمسكًا بأمور ليس للإنسان يد فيها.
وقال الدكتور عبدالمعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية والأستاذ في جامعة الأزهر:” إن إنجاب الأولاد أو البنات هبة من الله . . ومن لا يقبل هبة الله له فهو عاصٍ وغير راضٍ بحكم الله، وقد ثبت أن إنجاب البنات له أفضلية لكيان الأسرة والمحافظة عليها ربما أكثر من الأولاد”
وأوضح أن الأبحاث والدراسات أثبتت أن الرجل هو المسؤول عن إنجاب الإناث فبحسب:” تأكيدات الأطباء فإن الرجل هو الشريك الفعال في هذا الأمر، وده ما أثبته العلم الحديث والأمر بالمقام الأول يتعلق بالجينات . . منتقداً إقدام الرجل على طلاق زوجته وزواجه من أخرى لإنجاب الذكور”
ومن جانبه، قال الدكتور صبري عبدالرؤوف أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن” الإسلام حث الوالدين على الرضا بالمولود ذكراً كان أم أنثى، فالذرية هبة من الله تعالى، وحذر الإسلام من كره إنجاب البنات، وعدم الاستبشار بولادتهن، بل إنه جعل لحسن تربيتهن والقيام على أمرهن ثواباً عظيماً لا يعدله ثواب آخر متعلق بتربية الأولاد، حيث ذكر صلى الله عليه وسلم أن من أحسن إليهن كن له ستراً من النار”
إقرأ أيضًا.. الإنجاب والغذاء والانتحار.. أزمات تعاني منها الدول