نصر الدين طوبار .. الصوت الذي يضرب على أوتار القلوب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لكل امرئ نصيب من اسمه، وعملاً بهذا فقد أطلق الوالد اسم نصر الدين على صغيره المولود عام 1920 بالمنزلة في محافظة الدقهلية، والذي التحق بعد ذلك بالمدرسة الخديوية لإتمام دراسته، إلا أن اكتشاف والده طبيعة صوت الصغير وحلاوته جعله يلحقه بالمدرسة الأولية ليتعلم اللغة العربية ويحفظ القرآن الكريم، قبل أن يتم عامه الثاني عشر، ويذيع بعد ذلك صيته في المحافظة مع دخوله مرحلة الشباب، واستواء الصوت، ليبدأ رحلته مع نصيبه من اسمه في نصر الدين وإعلاء كلمته.
كان الشيخ نصر الدين طوبار يدرك أنها المرة السادسة التي يتقدم فيها لاختبار الإذاعة ليجتاز امتحان القبول، ويتم تعيينه قارئاً رسمياً للقرآن الكريم، بناء على آراء عشاق صوته في مسقط رأسه، لكنه لا يعلم حتى الآن لماذا رسب فى المرات الخمس السابقة، إلا أنه وجد نفسه يردد دون وعي منه، وأثناء انتظار الوقوف أمام لجنة الاستماع والاختبار:
بك أستجير فمن يجير سواكَ
فأجر ضعيفاً يحتمى بحماكَ
إنى ضعيف أستعين على قوي
ذنبي ومعصيتي ببعض قواكَ
أذنبت يا ربي وآذتني ذنـوبي
مالهـا مـن غافـر إلاكَ
وما إن انتهى من دعائه حتى استدعته اللجنة، وأدى الاختبار ورسب للمرة السادسة، لكنه خرج هذه المرة مبتسماً، لأنه رأى بعيني حلمه طريقة في الابتهال والإنشاد الديني، ليدرس بعدها علم المقامات الصوتية، ويتقدم للمرة السابعة، ليتم اعتماده رسمياً منشداً ومبتهلاً في الإذاعة المصرية عام 1956.
قدم الشيخ نصر الدين طوبار ما يقارب 200 ابتهال، منها: «يا مالك الملك»، و«جل المنادى»، و«مجيب السائلين»، و«غريب»، و«يا سالكين إليه الدرب»، و«سبحانك يا غافر الذنوب»، و«إليك خشوعي»، وتم تعيينه مشرفاً وقائدا لفرقة الإنشاد الديني لأكاديمية الفنون في مصر عام 1980، ثم تم تعيينه قارئاً للقرآن الكريم ومنشداً للتواشيح في مسجد الخازندارة في شبرا عام 1986، إلا أن الذكرى التي لم ينسها في حياته يوم غنى في المسجد الأقصى وابتهل إلى الله في أولى القبلتين أثناء زيارة الرئيس الراحل أنور السادات عام 77، كذلك أيضاً عندما لامست بصوته أرواحُ الجماهير السماءَ في قاعة ألبرت هول، قبل أن يلقى ربه في 6 نوفمبر عام 1986، بعد أن وصفته الصحف العالمية بـ«الصوت الذي يضرب على أوتار القلوب».
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال