همتك نعدل الكفة
395   مشاهدة  

نصف عام من الكورونا .. متى تنتهي هذه الأيام السوداء؟

الكورونا
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



لا أخفيكم سرًا أنني – أثناء الاتصال بواحد من الأصدقاء- سألته: هو انهارده ايه؟ ، كان مصممًا أن اليوم هو الثلاثاء ، وكنت مصمم أنه لابد أن يكون الاثنين ، ليس معقولًا أن الثلاثاء قد جاء بهذه السرعة .. وكان الخبر المفجع لنا أن اليوم هو الجمعة !

في ليالي الكورونا الكئيبة ، أجلس في الشرفة أتذكر آخر لحظات لي شعرت فيها إني بني آدم له مشاعر، لم أتذكر شئ قريب سوى انتزاع الزمالك لبطولتين في اسبوع واحد، أتذكر جيدًا أن هذه آخر المراحل التي كان للواحد فيها نِفس للضحك ولنكش الأصدقاء من الأهلاوية على فيس بوك، ثم بعد ذلك انطفئ كل شئ، منذها وأصبحت حياتي تتلخص في ثلاث عبارات يومية : – هو الأعداد كام انهاردة ؟ .. مافيش أخبار عن المصل؟ .. ما سعر الكمامة والكحول اليوم؟

وكأننا في فيديو يوتيوب قد توقف بسبب بطئ شبكة الإنترنت ! ، ثقل كبير جثم على الصدر تسربت مرارته للحلق واستقرت بلا نية للحركة مرة أخرى !

 

الكورونا
لوحة الصرخة

أشعر بتغير كميائي داخل دماغي ، لم أعد أنا نفس الرجل الذي كان في شهر ديسمبر 2019 ، هناك رجل جديد ولد بداخلي، رجل ملولًا لم يعد يعبء بشئ ، رجلًا خائفًا من أي شئ، فقد الثقة في استمرارية الأشياء وأصبحت يداه ترتعشان أثناء العمل، وأثناء الطعام ، قلبه أصبح مهزوزًا إلى حد كبير ، مشاعره لم تعد موجودة في أماكنها الأصلية ، كعصير الكوكتيل المضروب في الخلاط ،أو  كما يقول سعيد صالح (كل حاجة موجودة بس لوحدها)

النوم أيضًا .. النوم لم يعد نومًا بالمعنى الذي نعرفه أنا وأنت، كان النوم عبارة عن فاصل بين يومين مختلفين ، أما الآن فأشعر أنه مجرد غيبوبة يقع فيها الواحد ثم يفيق على نفس اللحظة الذي وقع فيها ، الأمر أصبح دوّار زمني لن يهرب منه الواحد حتى بالإنهاك في العمل ، وملئ فراغ اليوم .. الفراغ أشعر أنه داخلي !

بمناسبة فكرة ملئ الفراغ الذي تطوع كثيرين باقتراح البدء كورسات معينة، وقراءة كتب معينة، ومشاهدة أفلام ومسلسلات ممتعة ، الأمر الذي كان في بداية أزمة كورونا مسليًا ، لم يعد مسليًا، الأمر أشبه بملئ فراغ لا تعرف له نهاية ، لذلك يستحوذ الفراغ على تفكيرك، ويسحبك بعيدًا بعيدًا إلى أن تدخل في الدوّار إياه .

بعد مدة – لا أحد يعرف متى ستنتهي- اكتشفت أنه لابد من وجود خروجة حتى يكون للكسل معنى، ولابد أن يكون هناك زنقة عمل حتى يكون لمشاهدة الفيلم طعم ، ولابد أن يكون الناس في الشارع حتى تشعر بقيمة وجودك في البيت، ولابد أن مسجد وكنيسة حتى تعمل ساعتك البيلوجية بانتظام ، ولابد من وجود شئ حتى يوجد عكسه … أمّا الآن فتلخصت أسئلتي الثلاثة اليومية إلى سؤال واحد : متى تنتهي أيام الكورونا السوداء؟

إقرأ أيضا
قطاع الملابس

 

الكاتب

  • الكورونا محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان