نضج فني شديد الخصوصية .. عن دور “انتصار” في أعلى نسبة مشاهدة

تلعب الفنان انتصار أحد أدوارها المهمة في تاريخها الفني الطويل الزاخر بالأدوار المميزة والمتنوعة، وهو دور الأم في مسلسل أعلى نسبة مشاهدة، الذي يقتحم عالم السوشيال ميديا ويعالج قضايا واقعية طالمَا عانى المجتمع المصري منها مؤخرًا .

ومن اللافت في مسلسل أعلى نسبة مشاهدة هو دور الأم ( حمدية ) التي تقدمه الفنانة انتصار، وهو دور امرأة شعبية بسيطة يُفنى عمرها في تربية بناتها الثلاثة، وتُفاجئ أن بناتها يقتحمن وكر ” التي توك” ويقدمن فيدويوها للربح السريع دون اعتبار لأي مبادئ تربوية كانوا على إثرها في السجن، وهو ما تفاعلت معه ( حمدية ) بالحسرة والصدمة.

وشخصية انتصار أو دور( حمدية ) دورًا مهمًا في مسلسل أعلى نسبة مشاهدة، وميّز هذا الدور هو أداء انتصار الذي ينم عن خضرمة فنيه أو نضج فني شديد الخصوصية، فليست المرة الأولى التي تقدم فيها انتصار دور الأم وليست المرة الأولى أيضًا التي تقدم دور امرأة شعبية من حارة مصرية بسيط، لكن الشخصية في المسلسل شخصية مركبة مربكة، تارة هي امرأة قوية تمسك زمام الأسرة، وتارة امرأة مغلوب على أمرها تسيرها أمور الحياة لسد حاجة الأسرة التي تعولها،وكل هذه التحولات هي قادرة ببساطة إقناع المشاهد بها وأن يتفاعل معها ويصدقها بل ويتعاطف معها دون “أفورة” فنية.

كما اعتمدت شخصية ( حمدية ) على الإقناع المتقن من خلال الملابس والأكسسوار، و الأداء و الحركة أمام الكاميرا، فأما عن الملابس فهي ملابس المرأة في كل بيت مصري بسيط من الجلباب المصري الشهير، حتى ملابس الخروج فهي اعتمدت على واقعية المرأة في الحارة الشعبية بكل بساطه، وهو سبب حي وواقعي ليتقبل الجمهور الشخصية كونها منه ومن بيئته، ولعل الشكل من سمات الشخصية اللافتة لا سيما في المكياج والشعر.

وعن الأداء أمام الكاميرا وحركة الممثلة، فناجحها يحمل شقين شق نجحت فيه الشخصية بموهبتها الفذة وخبراتها العالية واقتناعها بالشخصية، ولهجة الحوار الصادقة المعبرة عن الواقع، وهي مسألة صعبة يقع فيها فنانين كُثر، ويحسب لانتصار هذه النقطة لأنها مهارة فردية على أي حال، والشق الثاني في مخرجة العمل ” ياسمين كامل ” التي برعت في توظيف حركة الممثلة أمام الكاميرا، والتركيز على التفاصيل التي عملت على إنجاح الشخصية.

كما أن انفعالات شخصية حمدية ( انتصار ) تكاملت مع أداء الممثلين معها ( شيماء ) التي تجسدها سلمى أبو ضيف و ( نسمة) التي تجسدها ليلى زاهر (أمال) التي تجسدها فرح يوسف، ودور الزوج ( فتحي ) التي يجسده الكبير محمد محمود، الذي لعبه بإتقان وفنية عالية، وكوكبة الفنانين المشاركين في العمل، إلى جانب الإضاءة والديكور وكل ما يتعلق بالمادة الإخراجية، وبالطبع لن يكون الدور بهذا الإتقان إلا إذا كان هناك سيناريو محكم وحوار متقن.

وفي تصنيفنا وبعد متابعة معظم الأعمال الدرامية في الموسم الرمضاني 2024، فإن شخصية حمدية بكل هذه التحولات والانفعالات و الأداء المتميز و الفنية العالية تكون الشخصية الأكثر صدقًا و الأكثر في هذا الموسم بلا منازع.

إقرأ أيضا

الأشجار ليست عمياء.. حكاية امرأة ووطنَين مسروقَين وما بينهما

اقرأ أيضًا : مسلسل أعلى نسبة مشاهدة .. حينما يكون المخرج هو نجم العمل الأول