هدمت وصل العاشقين.. ” قائمة العفش ” بين العادات والدين !
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
انكسرت فرحتي يوم كتب كتابي بسبب القايمة» ..هكذا بدأت « م.م» حكايتها مع ما يسمى« قائمة العفش» ، ولمن لا يعرف معناها هي« قائمة مشتريات تشارك فيها العروسة والعريس لتكوين بيت الزوجية»، ولها اسم آخر في بعض البلدان كبلدان المغرب وتونس وبعض الاماكن في مصر هو « «الشوار».
كسروا فرحتي بسبب القايمة
سعيدة لا يسعني في الدنيا شيء، اليوم وبعد ساعات قليلة سأكون مع من أحببته، فعامين من الخطبة وقت ليس بقليل أبدا .
واستكملت بحزن وحسرة لكن فرحتي لم تكتمل فقبل عقد زواج فوجئت بخناقة بين أهل زوجي وأهلي، لم أعد أدري ماذا يحدث .. أصوات عالية، وتهديد بفض هذه الزيجة، والسبب كانت القايمة!! .. أجهزة ومفروشات.. كانت سبب في كسرتي .
هدئ الأمر قليلا وحدثت نفسي أن الأمر قد حل .. لكن أهلي لم يتنازلوا عن وجود هذه القايمة، فيقولون هذا حق ابنتنا.. وكأنني سأترك زوجي بعد يومين وأخذ كل شيء، وفي حقيقة الأمر كنت انتظر من خطيبي أن يكن له موقف حاسم ويحاول مع أهله ويمضي عليها وينتهي الأمر، لكن فوجئت بسلبيته التامة، فهو مقتنع أن هذه القائمة ليست حق لي!! ..وإن كان ليس لي حق بها ..فليس لي حق أن يدافع عني ويتنازل عن شيء من أجلي.
القايمة دين في رقبتي
«ع.م» يروي لنا حكايته مع القايمة فيقول أنا شاب في أول حياتي أحببت فتاة كانت زميلتي في الجامعة، فأنهيت جامعتي وتقدمت لخطبتها.
واستكمل بشيء من الضيق كنت أنتظر أن يراعي أهلها حالتي المادية، لكن الشبكة بمبلغ كبير، ولكن على أي حال تجاوزت هذا الأمر و اشترينا الشبكة، ومن هنا بدأت حروب أكبر من عقلي أن يستوعبها .. شقة وأجهزة وقاعات وقبل كل هذا شبكة!!، متطلبات مادية لا تناسب ظروفي ولا ظروف شاب يعمل منذ 10 سنوات!»
واستطرد « بدأت الصدمة الكبرى حينما قالت أمها أن كل مشتريات الشقة ستكون باسم العروسة قبل كتب الكتاب، لكن أنا رفضت !! كيف أدين بمبلغ كبير، سيكون بمثابة الخناق حول رقبتي،« قائمة العفش» عادة عقيمة تضمن حق العروسة لكن هي دين في رقبة العريس».
بين العادة والدين .. ماحكم القايمة في الإسلام
تقول دار الإفتاء المصرية في ذلك الأمر أن الدين الإسلامي أقر حقوقًا للمرأة سواء كانت هذه الحقوق معنويةً أو مالية، فقد جَعل لها ذِمَّتَها الماليةَ الخاصةَ بها، وفرض لها الصَّدَاقَ، وهي صاحبةُ التصرف فيه، وكذلك الميراث، وجَعل مِن حقها أن تبيع وتشتري ما دامت راشدة عاقلة، شأنُها في ذلك شأنُ الرجل؛ قال تعالى في شأن الصَّدَاق «أي المَهر»، «وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا» [النساء: 4]،
كما قال سبحانه وتعالى «وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ ما وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا» [النساء: 24]
حق المرأة في إعداد بيت الزوجية
وأضافت « الإفتاء» أنه أذا ما قامت المرأةُ بإعداد بيت الزوجية بمقدم صداقها سواء أعطاها الزوجُ الصداقَ نَقدًا أو قَدَّمَه إليها في صورة جهازٍ لبيت الزوجية فإن هذا الجهاز يكون مِلكًا للزوجة مِلكًا تامًّا بالدخول.
كما أنها ستكون مالِكَةً لنصفه بعَقد النكاح إن لم يتم الدخول؛ كما جاءت بذلك نصوصُ القرآن الكريم وسنة محمدصلى الله عليه وآله وسلم، و بما أن هذا الجهاز سيكون في بيت الزوجية فسيكون هذا الجهاز تحت قبضة يده ولا يحق لها التصرف فيه مع أنه من حقها، لذلك رأى المجتمع رأى كتابة قائمة بالمنقولات الزوجية، بحيث يكون ضمانا لحق الزوجة، وتعارف بهذا المجتمع، والعرف في المجتمع مصدر تشريع مالم يخالف أصول الشريعة الإسلامية.
شرعية القايمة
و توضح « دار الإفتاء » أن قائمة العفش إذا استخدمها المجتمع في موضعها الصحيح ولم يستخدمها للإساءة فهي أمر جيد يَحفظ حقوقَ الزوجة ولا يَضُرُّ الزوجَ، ولا تُصادِمُ نصًّا شرعيًّا، ولا قاعدةً فقهيةً، وإنما هي تكمل الوسائل التي أقرها الشرعُ في كتابة عقد الزوجية.
وأخيرا إن كتابة قائمة العفش ليست بدعة سيئة، بل هي بدعة مستحسنة، يَصِحُّ أن يُقال فيها وفي أمثالها كما قال عمر رضي الله تعالى عنه: “نِعمَتِ البِدعةُ”، وعليه فلا حَرَجَ شرعًا في الاتفاق على قائمة العفش عند الزواج، ويجب التنبيه على عدك إساءة استخدامها.
.
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال