بعد عام الفيل بحوالي ثلاثين عاما حدث حريق كبير بالكعبة، فقررت قريش تجديد البناء استعين بمهندس مصري اسمه باخوم في بنائها. (على هامش السيرة ص:338)
حيث تحطمت هنالك سفينة وفيها الكثيرمن الأخشاب فجلبوا أخشابها للرجل القبطي
وبدأ باخوم القبطي في بناء الكعبة من الخشب والأحجار
وكان هذا النوع من البناء غير معروف عند أهل مكة ولكن هذا الرجل المصري القبطي كانت له خبرة في بناء البيوت من الخشب و الحجارة، اما عن كسوة الكعبة فقد كساها رسول الإسلام بنفسه بالقماش القباطي الذى برع فية الاقباط
يقول الأزرقي: وكانت الديباج الأحمر يوم التروية، والقباطي هلال رجب
كذلك استخدم خلفاء تبع أبو كرب أسعد الملك اليمني اول من كساها قماش القباطي الذى كان يصنع في مصر ( الكاتب جمال يونس جريدة الوفد 2 اكتوبر 2014) .
البناء الثاني
وفي عام 1630م نزل سيل جارف على مكة هدم جدران الكعبة
يوم 19 شعبان تحديدا، كانت كمية المياه التي هطلت وسرعتها مفاجأة وغريبة فاجأت الناس جميعا، المياه نزلت جرفت كل شيء في طريقها من رجال ونساء وأطفال لدرجة ان الضحايا وصلوا لألف ضحية، والحيوانات والخيول، كما تهدمت الكعبة.
المياه صدعت جدران الكعبة، وثاني يوم عصرا الجدار الشامي سقط بأكمله، وتبعه الجدار الشرقي، وسدس الجدار الغربي، ولم يبق سوى جزء من الجدار اليماني والحجر الاسود، ولم يبق شيئا مما بداخل الكعبة حتى قناديل النور.
شريف مكة وقتها “الشريف مسعود” قام بتنظيف محيط الكعبة من الطين والبقايا، وجمع الباقي من الكسوة والقناديل والاثار وحفظها في بيوت رجال الدولة وأرسل إلى والي مصر يستغيث به.
مصر في هذا الوقت كان يحكمها والي عثماني نائب عن السلطان العثماني
مراد الرابع، كان اسمه “محمد باشا الوزير”، من ضمن البشاوات الذين كانوا يحكمون مصر فترة ويرحلوا في فترة ما من الغزو العثماني لمصر، وعندما وصلت رسالة الشريف مسعود لمصر، جمع الوالي “محمد باشا” علماء مصر ورجال الدين حتى يستفتي فيهم هل يستعجل اعمال الاعمار ويرمم الكعبة ويبنيها من جديد أم ينتظر؟ مجموع العلماء في مصر افتوا انه يستعجل البناء، ويخصص لهذا من أمواله او من أموال الخزانة، ويجمع المعدات والالات والمهندسين من مصر،ويرسلهم إلى مكة.
وفعلا محمد باشا عمل بكلام الفقهاء، وأصدر امر المهمة دي لشخص اسمه رضوان بك المعمار، الذي جمع المعدات وونادي في اهل مصر، حتى جمع عمال من مصر وهجانة ومهندسين ونجارين ونحاتين مصريين، منهم علي بن هيزع، وتحرك نحو مكة ومعاه القفاطين السلطانية والمراسيم ليصل في شهر شوال، استقبله نائب شريف مكة وقاضي المدينة ومفتي بيت المقدس الذين وصلوا حتى يعاينوا حجم الدمار ويتبرعون بتكلفة أعمال الصيانة.
بدأ الشغل على بناء الكعبة يوم الأحد ٢٣ جماد الاخر الموافق سنة ١٦٣١م وبدأوا بتجميع الابواب وحفظها في بيت شيخ المدينة “محمد افندي” وبدأوا بعدها في بناء الاخشاب وستر الكعبة ثم عملوا على هد المتصدع وبناء جدران جديدة على الاسس القديمة بنفس البناء القديم، وتقطيع الحجارة من منطقة الشبيكة قريبا من مكة وتوصيلها لمكان البناء بعد نحتها، حتى اتموا البنا ثم ثبتوا الحجر وباقي الاركان وصولا لالباسها الكسوة، وبنوا سد الكعبة في اواخر ذي القعدة وركبوا القناديل الذهب والفضة بعد ما تمموا عليها واستلموها، حتى فرشوا صحن الكعبة وباقي الاعمال على مدار ٦ شهور حتى انتهوا من اعادة بناء الكعبة لأخر مرة في تاريخها .