هل سرق اليهود قصة موسى من سرجون الآكدي؟
-
خالد سعد
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
يبدو مدهشا للغاية التشابه بين قصة ولادة ونشأة سرجون الآكدي مؤسس الإمبراطورية الأكدية أقدم إمبراطورية في التاريخ والتي سبقت إمبراطورية تحتمس الثالث بتسعة قرون وقصة نبي الله موسى المولود في مصر في عهد اضطهاد بني إسرائيل على يد فرعون.
كلاهما ولد خلسة وتم وضعه في سلة في النهر لينقذه قصر الملك ويتم تربيته داخل بيت عدوه، وبما أنه لايوجد كتاب اسمه التوراه قبل العصر الهيلينيستي.
خاصة مع وجود عدة أدلة على اقتباس كتبة التوراة اليهود عدة قصص من التاريخ الأكدي والبابلي والأشوري
لايوجد أي دليل مادي على أن كتاب التوراة تم جمعه قبل العصر الهلنستي بمايسمى الترجمة السبعينية – التوراة مكتوب باليونانية- ، فهذه النسخة هي الاقدم ولا دليل على وجود نسخة قبلها باللغة العبرية .
اما العامل الأخر في التأثير العراقي في اليهودية هو ما جرى من أحداث نتيجة الأحداث السياسية والحربية في تلك الفترة ، وكيف تم سبي البابليين إلى السامرة على مرحلتين ، وهي :
أن الملك الاشوري سرجون الثاني قام بنقل مجموعة كبيرة من سكان مدينة بابل الى مدينة السامرة في القرن الثامن قبل الميلاد .
أن الملك الاشوري اشوربانيبال قام بنقل مجموعة كبيرة من سكان الى بابل إلى مدينة السامرة في القرن السابع قبل الميلاد ، خاصة من طبقة الكهنة والأغنياء ، بعد ان قضى على ثورة أخيه في بابل “شمش شوم اوكين” ، حيث قام بإسكانهم مع أولاد واحفاد الأسرى المساقين إلى السامرة والذين نقلهم من قبله سرجون الثاني ، وهؤلاء المسبيين البابليين اعتبرهم آشوربانيبال هم السبب الرئيسي للثورة عليه ، ولذلك نجد أن أحداث هذه الثورة تظهر في التوراة ولكن في سياق قصة اخرى مع شخصيات اعتبرتها التوراة هي شخصية عبرية .
وكذلك نجد أن قصة شمشون التوراتية هي نسخة ثانية عن قصة العلاقة بين قصة الحاكم الأشوري على بابل “شمش شوم أوكين” شقيق الملك الأشوري “أشوربانيبال” ، ولنوضح هذا التشابه نلخص ذلك كما يلي :
نلاحظ تشابه الأسماء من بين “شمش شوم” حاكم وبين اسم “شمشون التوراتي” .
كان الملوك الأشوريين معروفين بصراعهم مع الأسود وخاصة في عهد أشوربانيبال وكما هو واضح على الجداريات الاشورية .
في قصة شمشون التوراتية نلاحظ صراعه مع أسد اسيوي ، وقتله للأسد .
يقوم الجيش الأشوري بقيادة آشوربانيبال بمحاصرة بابل .
يقوم الفلستيون بمحاصرة مدينة غزة التي التجئ إليها شمشون .
بغية عدم وقوعه اسيراً بيد الاشوريين قام شمش شوم أوكين بحرق قصره وهو بداخله ومعه زوجاته واولاده وحاشيته .
يقع شمشون أسيراً بيد الفلستيون بعد ان احتالت عليه زوجته دليلة.
وتبدو هذه عينة ضئيلة من القصص المقتبسة في السبي البابلي والتي صنع بها اليهود تاريخا لهم لم يكن موجودا قبلها كما اعتاد أحفادهم حاليا سرقة التاريخ العربي وحتى صناعة الفلافل من أجل مجد لم يحرزوه
الكاتب
-
خالد سعد
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال