هل يكون نجيب زاهي زركش إعادة تدوير لـ جابر مأمون نصّار؟ .. رمضان 2021

ماذا ستشاهد رمضان القادم ؟ لا صوت يعلو فوق هذا السؤال .. هل يحيى الفخراني موجود ؟ .. إذًا هو على رأس القائمة التي سأشاهدها .. لا صوت يعلو فوق هذه الإجابة ! .. كينج الدراما لا شك ، محبوب نساء البيوت الأول ، صاحب أحد أهم المشاهد في تاريخ الكاميرا المصرية عمومًا حينما كان يبكي بعد موت ماما نونا ، الدكتور الذي أصبح وجهه ماركة مسجلة لنجاح الأعمال الدرامية ، أو على الأقل ضمانة عدم السقوط المدوي لها .

يطل علينا الدكتور يحيى هذا الموسم بمسلسل جديد يحمل اسم “نجيب زاهي زركش ” ، وما وصل إلى مسامع الصحافة حتى الآن أن قصة المسلسل تدور حول رجل تقطّعت أوصال الحب بينه وبين أربعة من أبنائه ، لذلك يقوم نجيب زاهي زركش ببناء دار أيتام محاولًا إيجاد ما فقده في علاقته مع الأبناء الحقيقيين … تشعر وأنت تقرأ محاور قصة نجيب زاهي زركش أن ثمة مسلسل قد قام ببطولته الدكتور يحيى الفخراني به خط درامي مشابه .. وهو مسلسل للعدالة وجوه كثيرة الذي كانت البطولة فيه لرجل يُدعى جابر مأمون نصار ، يعاني في المسلسل خلال البحث في الصراع الكبير نحو معرفة أصل وجذور عائلته .. وهي التيمة الذي يحاول يحيى الفخراني انتقائها ، حيث يكون علاقة الأبناء بأبوهم سواء موجودًا أو مفقودًا هي المحور الرئيسي ، وقد سبق يحيى الفخراني باعتماد  تلك التيمة في مسلسل “بالحجم العائلي” ، على الرغم من كون المسلسل كان في الإطار الإجتماعي اللايت ، لكن العلاقة بين الأب والأبناء يبدو أنها القضية التي تشغل بال يحيى الفخراني وبالتالي يتعمد دائمًا اخيار ورق مناسب لتلك التيمة .

 لتلك التيمة تأثيرًا اجتماعيًا كبيرًا ، وبالأخص كانت ردود الأفعال عقب مسلسل للعدالة وجوه كثيرة ، وهذا التأثير ممتد بين القرارات الرسمية والتعاطف الشعبي ، حيث أن هناك موقفين مؤكدين تمامًا ترى من خلالها نتيجة الاشتباك مع قضية اليُتم وحالة اليتامى من خلال الدراما .. الموقف الأول حين قالت  عزة عبد الحميد مؤسسة جمعية وطنية لتطوير دور الأيتام ، أن سبب إنشاء الجمعية جاء عقب عرض مسلسل للعدالة وجوه كثيرة ، وبالأخص بعد مشهد قال فيه جابر مأمون نصار : ” أيوة أنا لقيط .. أنا في مجتمع مش عارف يعني إيه لقيط “.. تقول أيضًا : نمت باكية بعد هذا المشهد وقررنا بعدها إنشاء الجمعية .

هناك موقف آخر قاله السيناريست مجدي صابر ، عندما انتهى عرض المسلسل كان في إحدى الندوات قالت له إحدى السيدات وقال إنها ترعى ثلاثة ملاجئ ، وفي لحظة من اللحظات جفّت مصادر التبرعات بشكل كبير حتى إنها – مضطرة- بدأت في بيع ممتلاكاتها حتى تُغطّي احتياجات الملاجئ الثلاثة ، لكنها فوجئت بالعشرات من المتبرعين من رجال الأعمال يعرضون التبرعات بشكل مكثف ، وحينما سألت عن السبب أجمعوا أن المشهد الذي يغني فيه الأطفال اليتامى لجابر مأمون نصّار في مسلسل “للعدالة وجوه كثيرة” هو السبب الرئيسي في التعاطف الكبير ، الذي يتحول بدوره لدعم ملموس لهؤلاء الأطفال !

إقرأ أيضا

مسلسل بدون سابق إنذار.. سيكولوجية الإنسان ما بعد الصدمة