هل يمكن لملوك مصر القديمة العودة للحياة على مسرح دار الأوبرا؟!
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
“نيسيامون” كاهن عاش على هذه الأرض منذ ثلاثة ألاف سنة، وكانت خدمته بمعبد طيبة_الأقصر حاليًا_ ووصل لمكانة عالية جعلته ممن يتقربون لتمثال أمون بأقدس مكان بالمعبد. واهتم المصريون القدماء بتحنيط الكهنة بشكل مختلف ومحترف لمكانتهم الدينية القوية بالمجتمع المصري القديم. ورغب المصريون القدماء الاحتفاظ بأجسادهم محنطة لإيمانهم بالعالم الآخر وأن عملية التحنيط والاحتفاظ بمتعلقاتهم ستحفظها حتى موعد الحساب والحياة مرة أخرى
لا أستبعد أن نيسيامون توقع محاولة البعض بعد ألاف السنين الوصول لصوته؛ هذا الصوت الذي استخدمه في المعابد الفرعونية للغناء، والذي وجد العلماء أن طبقته أعلى من صوت الإنسان العادي بعصرنا الحالي، وانتجوا صندوق صوتي مطبوع بتقنية ثلاثية الأبعاد ليظهر صوته للعالم أجمع من جديد.
الجسد المحنط للكاهن المصري القديم نيسيامون تم الحفاظ عليه بحيث يمكن للباحثين استخدام إعادة البناء الرقمي لمجرى صوته، والاعتماد على التكنولوجيا والأشعة المقطعية الدقيقة التي أعطت صورة للمسالك الصوتية التي يمكن طباعتها بعد ذلك واستخدامها لتركيب صوته بحنجرة صناعية
لم يستطع الباحثون سوى أن يخرجوا للعالم صوتًا بسيطًا قادم من ألاف السنين لمومياء الكاهن، يشبه حرف العلة، أو صوت الأنين. إلى الآن لم يخرجوا لنا سوى بهذا الصوت؛ وهذا لأن مومياء الكاهن كانت محفوظة جيدًا مما ساعدهم على الوصول لنبرة صوته. يطمح العالم أن يصل العلماء والباحثون لكلمات أو جمل بسيطة يمكن أن يخرجوا بها من هذا الكاهن لكل عشاق العصر الفرعوني بتقنية ثلاثية الأبعاد.
عاش الكاهن نيسيامون في عهد الفرعون رمسيس الحادي عشر المتقلب سياسياً بين عامي 1099 و 1069 قبل الميلاد. ومن النقوشات التي وجدوها باسمه على التابوت “ذكر أسماء الموتى يعيدهم إلى الحياة” وهو معتقد مصري قديم، وربما أراد أن يسمع الناس صوته فيما بعد، وتتحقق النبوءة أن يعود صوته للحياة، وربما للغناء!..وعبر العلماء عن فرحتهم بتحقيق أمنيته بعد ألاف السنين
وأجرى البحث أكاديميون بريطانيون بجامعة لندن. كشفت الدراسات أن نيسيامون كان يعاني من أمراض اللثة وتدهور شديد في الأسنان. ويعتقد أنه توفي في الخمسينات من عمره ، ربما بعد رد فعل تحسسي شديد. ورجح آخرون أن سبب وفاته لدغة حشرة؛ لذلك وجدوا لسانه بخارج فمه.
السؤال الهام بهذه القصة: هل يمكننا يومًا ما سماع أصوات ملوك مصر القديمة الذين تم حفظ مومياواتهم جيدًا؟!..وهل يمكننا استخدام جملًا بأصواتهم في مشروعات الصوت والضوء في المستقبل؟
مازال العلم يتحفنا بأشياء كنا نتخيل أنها مستحيلة الحدوث، نشاهدها فقط في أفلام الفانتزي ولا نتصور أن بيوم من الأيام تصبح حقيقة؛ كحفل الهولوجرام لأم كلثوم الذي جعل جمهوره في حالة من الذهول بدار الأوبرا المصرية وكأنها عادت لحفلات الخميس التي كانت تطرب جمهورها. فنتمنى أن يخدمنا العلم بمشاهدة ملوكنا القدماء بأحد المسارح، ونستمع إلى صوتهم يحدثوننا عن تاريخ مصر القديمة العظيم.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال