هنا قهوة أم كلثوم
كراسي من التراث القديم، ولوحات لكوكب الشرق منتثرة في كل مكان بها، وأنُاس يجلسون عليها وفي يديهم كوب الشاي وضحاكتهم تسمعها على بعد أمتار تجد العم محمد في عقده الخامس على إحدى القهاوي العريقة – قهوة أم كلثوم- وبجواره صديقه العم سعيد الذين يتفقوا معًا على اللقاء أسبوعيًا من أجل إعادة ذكريات الشباب خوفًا من أن يمحيها الزمن فهم أصدقاء منذ الطفولة.
فاسعد الأوقات في حياة العم محمد هي التي يجلس فيها برفقة صديق عمره:”قعدتي على القهوة مش مجرد قاعدة أضيع وقتي فيها لا دي الوقت اللي بغير جوا فيه مع ناس بحبها بعد يوم طويل في الشغل ومشاكله، بنهرب فيها باني اشوف صديق عمري اللي بيهون عليا الدنيا”.. يقول العم محمد.
أغاني كوكب الشرق، عبد الحليم، فريد الأطرش، جميعها تسمعها في الكاست الصغير الذي يحتفظ به العم محمود، ليستمتع بالفن الذي لا يعوض مع صديقه ليرددا الكلمات والضحكة، وما يساعده على الاستماع بشكل أكبر هو عزف العود الذي يتولى أمره العم أحمد.
ولم يكن العم محمد فقط هو من يجلس مع صديق طفولته، إذ كان أحمد إبراهيم 24 عامًا ينتظر صديقه والذي يؤكد أن القهوة هى المكان الذي يذهب إليه ليحسن من حالته المزاجية بعد يوم عمل طويل، ليقابل أصدقاه ليأخذهم الحديث والضحك وخاصة قهوة أم كلثوم التي لها مكانة خاصة في قلبه:”مفيش أحسن من أنك تقابل صحابك قاعدة ميتشبعش منها خالص بيهونوا عليك حاجات كتير والضحكة بتطلع من القلب بنقعد نفتكر الماضي ونضحك عليه، بنتقف نقعد على قهوة أم كلثوم قهوة الست ليها مكانة خاصة عندنا روحها والصور والأغاني بتاعتها اللي بيشغلوها دايما”
ويؤكد الدكتور جمال فيروز، استشاري الصحة النفسية، إن القهاوي أصبحت جزءًا من حياة الكثير من الشباب لا سيما من تعود عليها خلال مرحلة المراهقة و الشباب، والمتنفس الذي يجمع الأصدقاء ببعضهم.
أضاف “فيرويز” أن لقاء الأصدقاء بشكل دوري يؤدي إلى صفاء الذهن والاستمتاع بالمحادثات والأحاديث الجميلة التى يجمع أعضاؤها الحب، كما أنها تزيد من الروابط الإنسانية بينهم وتعزز روابط المحبة، والدعم النفسى لبعضهم البعض فى المشكلات الحياتية.
هذا بجانب تعزيز فكرة التجمعات الودية والبعد عن الكآبة والوحدة والعزلة، والتخلص من آثار الحزن والملل.